أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - دانا جلال - مؤتمر اربيل وثقافة -المسدس والزيتوني-















المزيد.....

مؤتمر اربيل وثقافة -المسدس والزيتوني-


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 09:20
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


دأبت ثقافة "المُسدس والزيتوني" الفاشية في عراق صدام حسين على ترسيخ اكذوبتها في الوعي الجمعي العراقي بتطابق "جغرافية العراق السياسية" مع قامة الدكتاتور الكارتونية، وفق تلك الثقافة، فان القائد الذي خرج من فوَّهة مسدس اغتيالاته القذرة، هو السهل والنهرين، وجذر تاريخي بمدى الحلم، اما حناجر العمال والفلاحين فيتناغمون صاغرين في نبرة خطابه القومي المُتَّلفز. علوج الثقافة اعلنوا في منابرهم وعبر مكبرات اقزامهم" اذا قال صدام قال العراق"، وان رحل سيَّحلُ الخراب ويَّجفُ الزرع ويموت الضرع.
سياسة وثقافية علوج الفاشية لم تتخلى عن ثقافة مسدسها والزيتوني بعد سقوط الفاشية، واحتلال بغداد، لأنها اكتشفت حاضنات مجاورة لحاضنتها القومية، فنزعت عن جسد سلطتها "بدلتها الزيتونية"، ولعنت خطاب الحصري ساطع والعفلقي ميشيل، لتعتمر عمائم مُسَّيَّسة بدين مذهبي، لتمنع الموسيقى وتُكفر زرياب بعد ان حجَّبت ونَّقبت النساء بعورة فتاوى المودة والوان ملابس الحريم. أحزاب المذاهب السياسية ورغم اختلافهم حولوا بغداد وشقيقاتها الى قندهار، يقتسمون فيها تجارة الحشيش ونهب الثروات ويختلفون حول الخطة الخمسية بجدولة الحلم العراقي المؤجل بسراب مهلهم الزمنية التي بدأت بمائة يوم مالكية وانتهت عرقوبية. عراقيب العراق لا يحصون، كالجراد يتكاثرون، كالحرباء يتلونون، كالشهرستاني يفاجون، فتصدير فائض الكهرباء لدول الجوار وان كان تصريحا دونكيشوتيا فانه يدخل ضمن عمليات استغباء الشعب المنظمة كجزء من سياسة وثقافة المسدس والزيتوني الجديدة، ان الحكومة التي اعلنت عن انجازها الكبير بعقد القمة العربية كي تحل للعرب مشاكلهم بعد ان حلت مشاكلنا، وعن قمة (5 +1) لتحل مشكلة الملف النووي الايراني من خلال تصريح لقائد عمليات بغداد، وملف سوريا من خلال تغير تعريفنا لنظامها بدلا عن تغير نظامها، وملف المجاعة في السودان، و جيبوتي، و جزر القمر، تكريما لرؤسائها الذين حضورا قمة بغداد . هكذا حكومة بحاجة الى علوج ثقافية واعلامية.
قبل ان يطلع الفجر ويعلن علوج السياسة والثقافة بان بغداد هي الانظف ضمن عواصم العالم، وان جداول قطع الكهرباء اكذوبة كوردية، وان نوابنا ووزراءنا انقى من قمر العراق الشهيد عبد الكريم قاسم، وان الفساد ضرورة الهية للتعجيل بظهور المنتظر، وان المالكي حمى الحدود لأنه وزير دفاعنا، ولا تصدقوا الماكنة الإعلامية التي تريد اساقط نورينا بحديثها عن استباحة تركية وانتهاك ايراني لأراضينا، ولا تصدقوا حديث المالكي حينما كشف تهريب ارهابيي البعث والقاعدة عبر سوريا البعث لان الذي تحدث كان شبيها او دبلجة حديث، فسوريا الاسد نُزع عنه ثوب البعث وعاد تائبا لنهج البيت . قبل ان يطلع الفجر ويعلن علوج السياسة والثقافة العراقية بان مالكنا ومالكينا حمي ارواحنا، فهو وزير داخليتنا، وامننا القومي، واستخباراته، وجهازه الخاص، وفرقه المعلنة، والنائمة. وان يعلن علج مُسَّيس او ليبرالي مُعَّلوج بان الحواجز الامنية في بغداد يطرز شوارعنا، ويكحل عيون ازقتنا، والحديث عن تقسيم بغداد بحواجز كونكريتية وجعلها الف ولاية هو حديث لا يتطابق مع نهج الولاية.
ما لذي حققه السيد المالكي واحزب المذهب السياسي بشكل عام للعراق كي نقارنه بشهيد الفقراء عبد الكريم قاسم وعهده الذي يعتبر المحاولة الاولى لإدخال العراق في عصر العلمانية والحداثة؟ وهل يصح ان نقارنه بصاحب الخطبة والسياسة المالكية حينما صرح : "هزمنا الإلحاد والعلمانية بفكر الشهيد الصدر"؟. استند الشهيد "عبد الكريم قاسم" على حزب المهمشين العراقي، ولم يستند على حزب مذهبي، لم يتولى قاسم الحكم بمحاصصة الوطن وحصة السلطة التي كانت في قسمتها لصالح السيد المالكي وفق اتفاقية اربيل الذي انقلب عليه بعد ان نفذ المتعلق به ورمى المتبقي بوجه محاصصيه بحجة تضاربها مع الدستور.
مقاربة ومقارنة د. عبد الخالق حسين بين "قاسم" و"المالكي" تثير الشفقة اكثر من السخرية. لان تلك المقارنة والمقاربة جعل منه مفسرا لتشابك العلمية السياسية في العراق من خلال رؤية المالكي وحزبه الذي نحترم فيه تاريخه النضالي ضد الفاشية.
من حق السيد د.عبد الخالق حسين ان يؤمن بان الانس والجن قد توافقوا على ازاحة المالكي، وله حق الاعلان عن ان المالكي هو حامل راية الشهيد عبد الكريم قاسم ومشروعه الوطني، ولكن من حق الجميع ان يطالبوه بنموذج تاريخي ومعاصر بنجاح احزاب الدين السياسي المذهبي بطرح مشروع وطني وديمقراطي متحضر ناهيك عن تحقيق هكذا مشروع.
وبغرض تأكيده لنظرية توافق الانس والجن على ازاحة المالكي تناول السيد د. عبد الخالق حسين وبالنقد الجارح وبعيدا عن الموضوعية "مؤتمر التجمع العربي لنصرة الشعب الكردي" الذي انعقد يومي 4- 5 من الشهر الجاري بمقالة عنوانها (هل مؤتمر التجمع العربي لنصرة الشعب الكردي أم لنصرة حكامه؟) . لي ثقة بان كاتب المقال له اطلاع لدرجة رصده لما سبق من بيانات "مؤتمر التجمع العربي لنصرة الشعب الكردي" ومن ثم معرفته بان التجمع لم يصدر ومنذ تأسيسه عام 2004 اي بيان او نشاط يدعم حكومة الاقليم واحزاب السلطة فيها، وان اخر بيانين كان حول جرائم الاعدامات اليومية التي يرتكبها ملالي ايران بحق الشباب الكوردي وجريمة قتل شاب كوردي متظاهر في شوارع اسطنبول.
صحيح ان قراءاتنا قد تكون متناقضة للحدث، وتفسيراتنا قد تكون مختلفة مع النص، ولكن بعض النصوص لا تحتمل نقيضها، الا اذا كانت القراءة بعيون السلطة ونظارات حزب السلطة، والا كيف نفسر اتهام د. عبد الخالق حسين للمؤتمر و برنامج عمله وبيانه الختامي بانه تخندق مع البارزاني بالضد من المالكي، والمالكي عند الدكتور وفي مقالته ثالوث سياسي يجمع الاقانيم ( القائد – الدولة – الشعب), فهل تخندق التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية مع اربيل ضد المركز كما يتهم السيد عبد الخالق حسين؟. قراءة للفقرة الوحيدة التي تناولت الاشكالية بين الاقليم والمركز يؤكد وبما لا يقبل الشك بان المعترضين على مقررات المؤتمر عليهم ان ينزعوا نظارة السلطة لقراءة النص، او انهم يجدون في الدعوة للحوار الديمقراطي والحضاري والدستوري اضعاف لحكومة السيد المالكي وهذا ما نعتد به وان لم ينتبه اليه الدكتور الفاضل عبد الخالق حسين، فالفقرة تؤكد ( 5-.الدعوة إلى حل المشكلات العالقة بين الحكومة الاتحادية ببغداد وحكومة الإقليم بأربيل عن طريق التفاوض السلمي والديمقراطي وبعيداً عن التهديدات أو استخدام الأساليب التي أثبتت الحياة فشلها بالاستناد إلى الدستور العراقي لعام 2005 في حل كافة المعضلات القائمة ولصالح الشعب العراقي بكل قومياته وتطوره الديمقراطي الحديث).
من السذاجة ان نتحدث عن يوم عراقي خليَّ من عمليات ارهابية او صراعات سياسية بين احزاب السلطة، فالعراق وبعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة يعيش ازمة هيكلية، فيه تواصل، وتسلسل لازمات تولد الازمات، فأي توقيت لأي نشاط، وفي اية بقعة جغرافية، وضمن اية هوية، او منطلق سياسي يمكن ربطه بحدث سياسي، وهذا ما حاول القيام به السيد حسين دون ان ينتبه الى ان التصعيد الاعلامي الاخير لم يكن قبل او اثناء المؤتمر وتجمع كوكبة وطنية واممية في اربيل،بل بعد انتهاء المؤتمر حينما عقد السيد المالكي اجتماع مجلس وزراءه في كركوك في 8/5/2012 ،فهل كانت فوهات المدافع والدبابات المحشوة بقذائفها وفق المصادر الاميركية ردة فعل حكومة السيد المالكي لان اربيل غنت قبلها بثلاثة ايام اغنية (هه بزي كورد عرب رمز النضال – عاش الكوود والعرب رمزا للنضال)؟
لا نريد ان ندخل في تفاصيل قضية الهاشمي المتهم بالإرهاب، لان القضية بحد ذاتها تكشف اي علوج يحكمون. لِمَ تم اخفاء ملفة لما يزيد عن 3 سنوات كما صريح السيد المالكي ، ولماذا لم يتم القاء القبض عليه وهو يسافر وبشكل علني ومن خلال مطار بغداد الى كوردستان. لست متعاطفا مع السيد طارق الهاشمي، ولكن وصفه بالإرهابي قبل ان تنطق المحكمة بحكمها امر يثير العجب وبالأخص حينما ينطلق من كاتب بوزن السيد عبد الخالق حسين.
على طريقة الماكنة الاعلامية السابقة، فان السيد عبد الخالق يطرح فكرة "الثالوث السياسي الدنيوي"، اي ( حكومة المالكي = شيعة العراق = دولة العراق) حيث كتب وبالنص " ما الذي أثار حماسة السادة منظمي المؤتمر لدعم البرزاني ضد المالكي والحكومة الفيدرالية المركزية؟".
لا نعرف وجه العلاقة بين زعزعة الوضع العراقي واضعاف حكومته بتواجد عرب ومكونات مختلفة لقوميات غير عربية في الدول العربية من الديمقراطيين، واليساريين، والاسلاميين، والليبراليين من الاردن، وسوريا، والمغرب، والبحرين، ومصر، ولبنان وفلسطين، "بشخص المناضل تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" في اربيل لنصرة الكورد، ليس في العراق بل وقبل ذلك في ايران وتركيا وسوريا.
ان حكومة المالكي، ان تزعزعت نتيجة لمواقف اممية عربية ووطنية عراقية تجاه الشعب الكوردي الذي يتعرض لحروب الابادة من قبل حكام انقرة، وطهران، ودمشق، وحروب سرية، هي معلنة من قبل الارهابيين وبقايا البعث وعلوج ما بعد البعث فلتذهب هكذا حكومة الى الجحيم .
ان الخطر الذي يهددنا ليس هو بصوت ديمقراطي عربي يغني اغنية الاخوة العربية الكوردية بغض النظر عن المكان والتوقيت، ما يهددنا هو تركز وتمركز السلطة بيد شخص وحزب مذهبي، ما يهددنا هو عدم الالتزام بالدستور رغم علاته، ما يهددنا هو التهرب من الاتفاقيات الي شكلت هذه الحكومة، ما يهددنا هو المهزلة العراقية الناتجة عن حكومة المحاصصة التي تحرك قواتها وتوجه فوهات مدافعها لمدينة اربيل العراقية حينما يعقد رئيس الوزراء العراقي اجتماع مجلسه في كركوك المجاورة، مما يهددنا هو العقلية الالغائية والانفالية التي هددت الكورد حال الحصول على طائرات اف 16 كما صرح احد قادة جيش المالكي بحضوره، ما يهددنا هو طرح كتلة "دولة القانون" في مجالس محافظات البصرة والديوانية وواسط وهلم جرا بإقامة اقليم الوسط والجنوب اذا ما تم سحب الثقة عن المالكي (السيد المالكي وحزبه اعترضوا حينما كان السيد المالكي مشغولا بمركزة السلطة في بغداد وبيده على فكرة اقليم البصرة والجنوب )، الذي يهدد العقد الاجتماعي العراقي هو نقل الحراك السياسي والبرلماني الى الشارع كما فعل انصار المالكي بالنزول الى الشارع على خلفية محاولة سحب الثقة عن حكومته، الذي يهددنا هو حملات وذهنيات التخوين الذي انجر اليها السيد د.عبد الخالق حسين حينما وصف رموز ثقافية ونضالية بسؤال الاتهام حينما كتب واصفا الحضور العربي في مؤتمر الاخوة في اربيل (" فأين كان هؤلاء يوم تعرض الشعب الكردي إلى حرب الإبادة من قبل نظام صدام حسين، مثل حملة الأنفال وحلبجة وغيرها")؟. حقيقة لانعرف اي خندق اختار الدكتور عبد الخالق حسين فترة النضال ضد الفاشية، ولكني اجزم بانه لم يكن في ذات الخندق الذي كان فيه اغلب الحاضرين لمؤتمر التجمع العربي، حيث كان عددا كبيرا منهم ضمن فصائل الانصار الشيوعية ضد الفاشية او في الخلايا السرية لأحزاب اليسار العراقي والعربي.
بغرض القفز على الحقائق لا يذكر د. عبد الخالق حسين بان جل نشاطه التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية يتركز على دعم قضية الكورد في تركيا وايران وسوريا حيث يُمارس ضدهم حرب ابادة وانكار وجود قومي. يركز الدكتور على دعم التجمع لكورد العراق ليقوم بعدها وبجرة قلم انهاء قضيتهم في العراق لينتهي الى حقيقة واهمة بان وجود هكذا تجمع هو ترف فكري او وسيلة ارتزاق. بغض النظر عن تحقيق كورد العراق للكثير من مطالبهم القومية العادلة فهناك حقائق غائبة او مغيبة عند الدكتور حسين وهي بحاجة الى موقف وطني وتضامن اممي من قبل الشرفاء والاحرار:-
1- ان كورد العراق مهددين من قبل دول مجاورة تجتاح حدود العراق من بوابة الاقليم للنيل من الحقوق القومية للكورد، وما قتل الطائرات والمدافع التركية والايرانية للمواطنين الكورد وهدم قراهم والغير مبرر كما اشارت لجنة التحقيق المشكلة من قبل الامم المتحدة. ان كورد العراق مهددين بحرب ابادة شاملة تمارسها ايران بتغيير مجرى النهر الذي يصب في نهر الوند الذي يمر بمدينة خانقين الذي شمل جفافه اغلب مناطق محافظة ديالى العراقية.
2- كورد العراق مهددين بتحالف سلطة المركز (المذهب السياسي) مع القوى الشوفينية في كركوك والموصل وديالى وصلاح الدين والذي بدا يتشكل بعد عقد المالكي لاجتماع مجلس وزراؤه في كركوك والموصل والذي يلحقه وخلال الايام المقبلة اجتماع في صلاح الدين وديالى، فتلك وبحكم تنوعها القومي ارض هشة يمكن ان يخترقه الشباطيون الجدد.
3- كورد العراق مهددين، فعقلية الانفال وتكرار تراجيديا حلبجة ما زالت متحكمة عند بعض اصحاب القرار في بغداد الذين ينتظرون طائرات اف 16. ان حرب الابادة ضد الكورد في السعدية وجلولاء، والتهديد الوقح الذي اطلقه "عباس المحمداوي" امين عام ائتلاف أبناء العراق الغيارى برفع السلاح وقتل الكورد ان لم يخرجوا من بغداد وبقية المدن هو نموذج ليس بمنعزل، لان وجوها وعلوجا اخرى ستكشف حقيقتها ونظرتها الشوفينية ضد الكورد خلال الايام المقبلة.
4- بما ان كورد العراق اختاروا طوعا، وعبر برلمانهم المنتخب البقاء في العراق الديمقراطي الفيدرالي الدستوري، فان النضال من اجل دمقرطة المركز هو جدل تداخل القومي بالديمقراطي، فالكورد ومن منطلق قومي ديمقراطي ووطني حضاري يعملون على دمقرطة المركز وخلاف ذلك فان التجربة الكوردية تبقى مهددة وان نضال القوى الديمقراطية العراقية مع الشعب الكوردي يمثل ضمانة حقيقة للشعب الكوردي من جهة واعادة الحلم العراقي بدمقراطية حقيقية بعيدة عن شعارات المذهب السياسي الحاكم. نعم هناك تهديد حقيقي للكورد والقوى الديمقراطية العراقية، بل وتهديد حقيقي لمصير العراق كدولة، لان الدستور العراقي ورغم كل علاته، لا يتم التعامل به وفي افضل الاحوال يكون التعامل معه بشكل انتقائي.
اتفق مع د. عبد الخالق حسين بوجود حالات فساد وتجاوزات في كوردستان العراق، حالات اعترفت بها حكومة الاقليم بعد ان سلط عليها الضوء كتاب وناشطين كورد وكنا ضمن هذا الجهد. حكومة الاقليم لا تدعي انها سويسرا او السويد في ديمقراطيتها ولكنها تعمل على محاصرة وتجفيف منابع الفساد ومفردات التجاوز، قد نختلف نحن الكورد مع السلطة وحزبي السلطة في الاقليم حول الاليات والسقف الزمني للمعاجلة، ولكن الاكيد هو اتفاقنا على ان المقارنة بين الوضع في الاقليم وباقي مناطق العراق وفي كافة المجالات فيه الكثير من الحماقة وان الايحاء بان هجرة عدد من الشباب الكوردي العراقي الى الغرب هو بدافع الفقر او القمع السلطوي هي الحماقة بذاتها، لان المهددين بالطرد ممن رفضت اقاماتهم في هولندا اشترطوا كوردستان ملاذا بدلا من بغداد.
*** ****
في عام 1991 كان على المسافرين الكورد ممن يتجهون من المدن الكوردية صوب بغداد المحكومة حينها من قبل النظام البعثي النزول عند السيطرة العسكرية في كركوك، ليستمعوا صاغرين لخطاب يلقيه ضابط بعثي. بعد ان شرح الضابط الوضع المزرى للكورد في ظل سلطة الاحزاب الكوردية، دون ان يكون له حد ادنى بمعرفة حقيقة الاوضاع في تلك المدن. قال لي موجها عصاه " ما تعليقك حول كلامي؟ . فأجبته:- "هو حديث سياسي لا افهمه، كما لا افهم سبب كون سعر الصرف للدينار العراقي (الطبعة القديمة) والمتداولة في مناطق نفوذ الاحزاب الكوردية يساوي 25 دينار عراقي ( الطبعة الجديدة) والمتداولة في بغداد". بالتأكيد لم يفهم الضابط حينما تناولت بسؤالي قضية التضخم الذي انهك العراقيين في بغداد مقابل الوضع الاقتصادي الافضل نسبيا في كوردستان. لي ثقة بان د. عبد الخالق حسين يدرك حقيقة وجوهر سؤالي عن سر و سبب ترك عدد كبير من الكتاب والمثقفين والفنانين والمبدعين والاطباء والمهندسين والمستثمرين من العرب العراقيين ناهيك عن الاعداد الكبيرة لإخوتنا المسيحيين والمندائيين لبغداد وشقيقاتها رغم ان حكومة المالكي وفرت لهم الامان والديمقراطية وفضلوا الانتقال والاستقرار في مدن كوردستان العراق بين اهلهم الكورد رغم تدهور الاوضاع الامنية والخدمية والفقر المدقع والبطالة الظاهرة والمقنعة والقمع القبلي الذي يعم كوردستان.
مقالة د. عبد الخالق حسين
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=309685
البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الأول للتجمع العربي لنصرة القضية الكردية
http://www.akhbaar.org/home/2012/05/130460.html



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هر بژي كورد عرب رمز النضال
- هل تُحررنا حرَّم الأستاذ ؟
- -الايمو- يهدد -الجمهورية الخضراء-
- احمد النعمان.. لن نقول وداعا فمثلك يعود مع كل اغنية وحلم سوم ...
- مؤخرة الرئيس و الحصة التموينية
- رسالة عاجلة الى العاصمة قنديل
- هامش الخطأ في الثورة
- اكتب لأوباما واليك عنوانه
- عواصم عراقية في جمهورية الكذب
- مؤخرات الخبر التركي وبسملة مقالات اعداء الكوردستاني
- لحورية الحوار مكارم ابراهيم
- ربيع الكورد و خريف الحكام العرب
- بابا نوئيلكم يا اخوان جزار
- جدل الهويات في سقيفة العراق
- وجه السَّلفي كمؤخرته
- مايوهات اليسار وعمائم الاخوان
- تحت جدارية الحوار المتمدن
- هل يحاكم نيرون زاخو رغم العمائم ؟
- لا ينزل الرماة من على الجبل
- مرفقات لصورة عارية


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - دانا جلال - مؤتمر اربيل وثقافة -المسدس والزيتوني-