أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - جبال المال السائب














المزيد.....

جبال المال السائب


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3666 - 2012 / 3 / 13 - 21:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مليارات الدولارات تصرف دون أن يعرف أحد مصيرها سنويا بفضل تغييب النص الدستوري الذي يشترط وجود حسابات ختامية لموازنة العام المالي المنتهي قبل اقرار اي موازنة جديدة، ولا يعرف احد بالتالي حجم الفائض المالي الناجم عن الفرق بين السعر المقدر لبرميل النفط في الموازنة والسعر الفعلي في السوق وغالبا ما كان هناك فارق كبير بين السعرين حيث السوق النفطي تشهد طفرات تصاعدية منذ سنوات، لكن مفهوم "فارق كبير" أصبح غامضا في العراق فزيادة ثلاثين أو اربعين دولار على سعر البرميل في دولة تقول انها تصدر ما يقارب مليوني برميل يوميا، أمر يتعامل معه مسؤولون كثر باستخفاف وتجاهل بينما هم دائما يلوكون ارقام المليارات في أفواههم.
فارق اسعار النفط ليس هو الباب الوحيد الذي تمر منه جبال الاموال السائبة في العراق هناك الرواتب المتعددة للشخص الواحد (غالبا من كبار المسؤولين)، ومئات المركبات المصفحة التي لا يعرف عنها احد الا عندما "يتعارك" النواب على سطح الاعلام للحصول على حصتهم منها، وايضا الاسلحة والمركبات والحمايات التي توزع على "حبايب" السلطة لتستخدم فيما بعد في تنفيذ الاغتيالات وهناك السلف التي تمنح دون تسليم فواتير عنها ومشاريع لا نهاية لها فضلا عن بضعة مليارات هنا وهناك تضيع اوراق صرفها او تسقط من الحساب نتيجة الخطأ والسهو الذي يتم التعامل معه في العراق بطريقة محلات المفرد التي تدون في وصولاتها (السهو والخطأ يتحمله الطرفان) وهذا يعني ان ما يتسرب من المال العام لا يمكن متابعته والسؤال عنه لأن "الشعب" طرف في تبديده وفقا لشريعة وصولات محال المفرد.
يمكن تجاهل كل الاموال السائبة المهدورة والمسروقة لو كف الساسة عن التذرع بقلة الاموال كلما ثار الحديث عن الحاجة الى مشاريع خدمية أو زيادة رواتب المتقاعدين أو توفير بعض الدعم للارامل او الايتام أو الطلبة أو توزيع فوائض النفط على المواطنين أو توفير علاج للمرضى الفقراء او أي مطلب آخر للناس، عند ذلك سيقال ان الخزينة تشكو النقص وان العراق عليه مديونية كبيرة وإن صندوق النقد الدولي او البنك الدولي لا يقبلان ان تقوم الحكومة باهدار الاموال على المواطنين حتى ولو لحفظ كرامة من يتسول او علاج من يعاني المرض.
الدولة التي يحكمها دستور ونظام ديمقراطي وفيها برلمان ومؤسسات رقابية واعلام حر لا يمكن ان تفقد دينارا من اموالها الا وقيدته السجلات وحصل على الموافقات القانونية وعرف فيها مصدر كل دينار ومورده والا فلا مبرر لكل هذا الصخب والضجيج المسمى "حياة سياسية" التي يفترض إن من أول اهدافها تقنين تداول السلطة سلميا وتوزيع الثروة بعدل ولو خير الناس بين المهمتين لقدموا العدل في توزيع الثروة على التداول السلمي للسلطة فما شأنهم بسلطة لا تحفظ كرامة ولا تداوي مريضا ولا تسد جوع فقير يتجول بين مزابل الاثرياء الذين فتحت لهم أبواب المال العام السائب فصاروا يتلقفون منه ما يريدون، اما أن تضيع الاموال او تسرق أو تهدر في نظام ديمقراطي دون أن يتتبعها أحد فذلك يعني إن خطأ كبيرا وقع به المجتمع في تصنيف وتسمية نظامه السياسي.
في مقابل استئثار أهل السلطة السياسية بالمال العام وتساهلهم واحيانا عبثيتهم في إدارة الثروة الوطنية هناك غضب شعبي يتجلى عند كل فرصة سانحة للتعبير عن المشاعر كما حدث مع مصفحات النواب مثلا لكن هذا الغضب لا يكاد يتحول الى حس رقابي حقيقي يكون ذا صيغة عملية في توجيه الاصوات الانتخابية حيث يبقى المسحوقون أسرى لمشاعر التعصب أو الخوف التي تدفع بهم الى تناسي ظروفهم التعيسة فيسارعون الى الاضرار بأنفسهم عندما يفشلون في تحديد اولوياتهم المطلبية وبدلا من البحث عن منفعتهم يتحولون الى ادوات ينتفع بها قلة.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنفراج بغداد والرياض
- حكاية أمنية للنسيان
- معركة مستمرة بعربات آشورية مزيفة
- تفجير التفجير
- جدران العراق والكويت
- دولة بين البنك والسجن
- صعود رؤوس العنف
- سباق الأزمة المستعر
- البطولة والفتنة والازمة
- تظاهرات المدللين
- العراق والخليج القادم
- مقلوبة النظام السياسي
- الحكومة والبرلمان بين حلين
- راتب عثمان العبيدي
- تقييم الاوضاع في عام الحكومة
- إنهيار النزاهة مبنى ومعنى
- الصمت في حضرة السيوف
- الوساطة من دمشق الى ديالى
- هدوء تأريخي في يوم الانسحاب
- الجاهزية السياسية للانسحاب


المزيد.....




- صورة متداولة لقاذفة B-2 الأمريكية عند ضرب منشآت إيران النووي ...
- -طريقي لرئاسة أمريكا سهل-.. نجل ترامب يلمّح إلى إمكانية ترشح ...
- تل أبيب تستعيد أنفاسها.. الحياة تعود رغم هشاشة الهدنة مع إير ...
- الجنوب الليبي .. كنز مدفون ومعاناة متواصلة
- مصادر طبية في غزة: مقتل عشرات بهجمات ووفاة أطفال بسوء تغذية ...
- R?ng th?n t?m kho b?u 789club – M? c?a huy?n tho?i s?n l?c l ...
- Loki’s Riches 789club – Khi th?n l?a g?t d?n l?i v?n may
- The Wild Gang 789club – Xông pha mi?n vi?n Tây, s?n th??ng r ...
- Beware the Deep 789club – S?n kho b?u d? d?i gi?a l?ng ??i d ...
- جامعة فرنسية تطرد طالبا من حفل تخرج بعدما اتهمها بدعم إبادة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - جبال المال السائب