أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - العراق والخليج القادم














المزيد.....

العراق والخليج القادم


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3602 - 2012 / 1 / 9 - 22:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعا العاهل السعودي خلال القمة الخليجية التي عقد في الرياض بين 20-21 /كانون الاول لبناء اتحاد خليجي يتجاوز حالة مجلس التعاون القائم منذ عام 1981، هذه الدعوة مرت على العراق وكأنها لم تكن رغم ان العراق يكاد أن يكون أكثر الدول التي قد يؤثر عليها هذا الكيان الجديد اذا لم يتم التعامل معه بحرص وتفهم، بل إن الساسة عندنا توغلوا بعيدا في وحول ومستنقعات خلافاتهم الشخصية في تجاهل واضح لمصالح الدولة العراقية وتأثير المتغيرات التي تعصف بالمنطقة على العراق في مرحلة مفصلية مهمة من تاريخه.
لا يمر يوم دون ان تتحدث احدى وسائل الاعلام العراقية بالاصالة عن نفسها او عبر تصريح لسياسي او حزب عن دور خليجي في مشاكل العراق وربما وصل الامر الى حد التخطيط للانقلابات وتنظيم المعارك السياسية بين الفرقاء العراقيين، ولو افترضنا إن كل ما يقال من سيناريوهات واخبار صحيح أفلا يكون من الواجب التساؤل عن سر الجمود والاحتقانات في العلاقات العراقية الخليجية وكذلك التساؤل عن سر ضآلة الجهود بل انعدامها في مسار ترميم العلاقات العراقية الخليجية، ومثلما تطرح هذه الاسئلة على الخليجيين فإنها يجب أن تطرح على العراقيين أيضا وربما بشكل أكثر إلحاحا، فوفقا للسيناريوهات والتصورات المطروحة فإن دول الخليج الست أو بعضها له نفوذ واسع في الساحة السياسية العراقية، ولذا كان من الاجدى بالساسة العراقيين تجاوز العواطف والميول الشخصية والذهاب بشكل صريح لترميم العلاقة مع هذه الدول الجارة.
من الخطأ إعتماد الخارطة الطائفية في قراءة الواقع السياسي، لأنها خارطة تبسيطية تؤدي الى الضياع حتى داخل البيت الواحد فما بالك بالعلاقات بين الدول، فرغم كل ما يقال وما يحدث من احتقان في العلاقات الخليجية الايرانية، فإن العلاقة بين الطرفين ما زالت جيدة ومرت بحالات من الصفاء الواضح خاصة عندما حضر الرئيس الايراني احمدي نجاد القمة الخليجية في العاصمة القطرية الدوحة في 2007 وفي ذلك الوقت لم تكن العلاقات العراقية الخليجية على خير ما يرام بل على العكس كانت هناك صفحة التجييش في العلاقات وتسلل الارهابيين الى العراق، وحتى مع تصاعد الازمة اليوم بين ايران ودول الخليج فإن العلاقة بين الطرفين دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا هي افضل بكثير من العلاقات العراقية الخليجية رغم ان الملفات والمشاكل القائمة بين طهران والعواصم الخليجية من التعقيد بحيث لا تقارن بالمشاكل العراقية الخليجية واذا ما استثنينا الملفات العالقة مع الكويت منذ عهد صدام، فإن العلاقات العراقية الخليجية لا تواجه الا مشكلة الغموض وانعدام الارادة لتحسينها.
الاطراف السياسية العراقية وخاصة الموجودة في قمة السلطة ترى ان دول الخليج قادرة على اثارة المشاكل في العراق وانها تفعل ذلك عمليا، وهذه الاطراف العراقية تعترف في نفس الوقت بإن العراق لا يمكنه الرد على الدور الخليجي بالمثل لكنها لا تفسر ابدا كسلها وجمودها فيما يتعلق بالمبادرة الى تحسين العلاقات بالدول الخليجية والبحث عن وسطاء لاذابة جليد العلاقات وعبور جدار الوساوس، وتحديدا مع الرياض التي ستكون بوابة واسعة لتحسين العلاقات مع بقية العواصم الخليجية.
تطوير المنظومة الخليجية يجب الا ينظر اليه على انه موجه ضد العراق ولكنه يخص العراق مثلما يخصه اي تطور مهم يحدث في اي من الدول المجاورة وهذه كانت ذريعة بعض ساستنا لمبادرة الوساطة في الازمة السورية وكان الاجدر بهم البحث عن منفذ الى علاقات عراقية خليجية جيدة.
بعض القوى السياسية العراقية التي تتمتع بعلاقات طيبة مع العواصم الخليجية ترى انه ليس من مصلحتها ان تكون العلاقات العراقية الخليجية الرسمية جيدة فهذه القوى ترى في العواصم الخليجية خزانات للمال والاعلام والقوة التي يمكن استخدامها في السجالات الداخلية وتخطئ الدول الخليجية عندما تسمح باستخدام مصالحها مع العراق في الالعاب الحزبية، كما تخطئ دول الخليج في تفضيل عراق هش وضعيف خشية من عودة المغامرات الصدامية لأن العراق الهش هو عراق الاحتقان والاحتراب الطائفي وهذا الوضع ينعكس سلبا على دول الخليج نفسها بدرجة تهدد وحدتها وهو تهديد يفوق تهديد المغامرات السابقة التي أصبحت مستحيلة.
يخطئ الساسة العراقيون وخاصة الموجودون في السلطة عندما يستخدمون الازمة مع دول الخليج في تحشيد الشارع في العراق لاغراض حزبية فقد أثبت الزمن انه حتى أصغر الدول الخليجية مساحة وأقلها سكانا قادرة على ان تكون خطرا حقيقيا على نظام سياسي لدولة ما حتى لوكانت مساحتها عشرات الاف الكيلو مترات وعدد سكانها عشرات الملايين، ولا ننسى ان اسقاط صدام احتاج على الاقل الى إذن خليجي.
تحسين العلاقات مع دول الخليج هو حاجة ضرورية ومصيرية بالنسبة للعراق حتى لو كلف ذلك بعض التنازلات حيث يمكن الرضى بأهون الضررين لدفع المشاكل الامنية والقلاقل السياسية وتجنيب العراق الاحتقانات القائمة في المنطقة وهذا لا يعني الا عدم التفريط بالمصالح العليا من أجل ميول حزبية وشخصية، وتتوفر للعراق مفاتيح كثيرة للتصالح مع الخليجيين بما فيها العلاقات الشخصية والاقتصادية لبعض المقربين من الاحزاب الموجودة في السلطة.
الشرق الاوسط يمر بمرحلة استقطاب شديد واذا كان العراق لا يريد أن يكون طرفا في أي محور فعليه الاحتفاظ بعلاقات ايجابية مع جميع الاطراف وتجنب الانغماس في اي خلاف وخاصة مع الدول الخليجية وكلما كان انفتاح العراق على هذه الدول سريعا كلما كانت الخسائر أقل.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقلوبة النظام السياسي
- الحكومة والبرلمان بين حلين
- راتب عثمان العبيدي
- تقييم الاوضاع في عام الحكومة
- إنهيار النزاهة مبنى ومعنى
- الصمت في حضرة السيوف
- الوساطة من دمشق الى ديالى
- هدوء تأريخي في يوم الانسحاب
- الجاهزية السياسية للانسحاب
- ذرائع العنف في العراق
- الامريكان والمعجزة العراقية
- موقف صحيح وتصريحات خاطئة
- السيد المواطن
- الخطة العراقية
- دولة خائفة من الاسماء
- حمايات المسؤولين
- القضايا العليا في انتظار المأساة
- موازنة الاحزان العراقية
- تأجيل الموقف من ميناء مبارك
- دولة عشوائية


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - العراق والخليج القادم