أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - دولة عشوائية














المزيد.....

دولة عشوائية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3493 - 2011 / 9 / 21 - 23:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التعامل الرسمي مع جريمة النخيب وتداعياتها هو تكرار مستنسخ لحالة الارتباك والتخبط والعشوائية التي تسيطر على الاداء الرسمي التي تنكشف يوميا في مختلف الملفات، والموجع في تداعيات الجريمة الاخيرة هي انها كشفت العمق السحيق للارتباك والعشوائية وبدرجة تغطي على مأساة القتلى وأسرهم الذين تحولت مآساتهم الى خلفية تجري عليها معارك اعلامية رغبة في الظهور واطلاق التهديد والوعيد لا أكثر لتتحالف كل الاطراف في كشف الضعف والجهل اللذين يسيطران على ادارة الكثير من الملفات الخطيرة في البلاد.
لقد وضع المتصارعون البلاد على شفير توتر عشائري وطائفي ومناطقي عبر سيل من التهديد والوعيد والسلوكيات الادارية والامنية والسياسية المتخبطة التي بينت ان هناك الكثير من الساسة وبعد سنوات من الحديث عن بناء الدولة، لا يفقهون معنى حدود الصلاحيات والتخصصات الادارية والامنية، فهناك مدنيون قاموا بعملية اعتقال وتم تسليم معتقلين بطرق غير قانونية ثم اعيد اطلاق سراح معتقلين وسط غمامة من الحديث عن كونهم ابرياء لكنهم ينتمون الى القاعدة، وكل ذلك جرى في فوضى العلاقة بين حكومات المحافظات ومجالسها والحكومة الاتحادية .
كل ماتم انجازه من دستور وقوانين ومؤسسات وانتخابات كان هدفه بناء دولة حديثة، دولة مؤسسات، لكن في كل حادثة وفي كل ملف، تسيطر السلوكيات الفردية والانفرادية والعشوائية على اداء هذه الدولة ونكتشف ان مضايف العشائر مفتوحة على دوائر الدولة المفتوحة بدورها على مقرات الاحزاب واذا كان هناك من يريد اغوائنا بالحديث عن جمال التلاحم بين هذه الجهات المختلفة في قيمها وقوانينها فعليه اولا ان يكشف لنا خلطته السحرية لادارة الدولة في هذا التلاحم والامتزاج، ام ان هدف هذا الامتزاج هو تضييع حقوق المواطنين وارواحهم واهدار حقهم في معرفة المسؤول عن نكباتهم.
لقد نجح المتصارعون فوق دماء ضحايا جريمة النخيب في اخفاء الحقيقة القائلة ان طرق البلاد غير آمنة وان هناك تضارب في تحديد الجهة المسؤولة عن حماية هذه الطرق، كما نجح المتصارعون في اعادتنا الى خطابات المهل الزمنية قبل وقوع الويل والثبور واهدار الدماء ونجحوا ايضا في تعميم لغة قطع الايدي ونجحوا في احياء الاحتفالات بالقبض على ما يمكن اعتبارهم "اعداء" وادانتهم دون تحقيق، ونجحوا في ترسيخ مفهوم "الميانة" بنقل المعتقلين من جهة الى أخرى وان يقوم المسؤول بما يريد وفق ما يريد دون الرجوع للقانون الذي يحدد دوره ووظيفته.
لو وضعنا قائمة بأسماء الذين ادلوا بتصريحات وتطمينات وتهديدات ومجاملات فيما يتعلق بجريمة النخيب وتداعيتها فإنها ستكون قائمة طويلة ويبدو ان كل هؤلاء نفذوا استعراضا جيدا في استغلال دماء الضحايا من جهة وخلقوا صخبا لتجاوز حادثة الجريمة نفسها من جهة أخرى وتضييع فرصة البحث عن الخلل في الاداء الامني في مفصل قد يعيد العراق الى التوترات المؤلمة.
يمكن بناء دولة من تحالف عشائري، او من تحالف مليشياوي او من تحالف حزبي كما يمكن بناء دولة على اسس الدستور والمؤسسات الحديثة، لكن لابد اولا من اتخاذ قرار واضح بنوع الدولة المراد بناؤها وان يكون ما يقوله بناة وقادة هذه الدولة للمواطنين هو حقيقتها وليس فواصل اعلانية بين الازمات، من حق المواطن ان يعرف هوية الدولة التي يعيش تحت ظلها لكي يحمي نفسه ويدبر امور حياته لا ان يقال له ان دولته دولة مؤسسات ثم يتبين انها دولة عشائر، ولا ان يقال له ان دولته هي دولة قانون ثم يكتشف انها دولة مليشيات واحزاب.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمن قرار سياسي
- مناصب بالوكالة
- معتقلون من أجل الهرب
- الخلافات مربحة في العراق
- أزمة وزير الداخلية
- أردوغان..الروح المزيفة
- موعدنا بعد العيد
- هدوء عراقي وغضب مصري
- أوسلو وكابول مع الفارق
- الحسم العسكري
- تصفية الأزمات..العراق بين ايران والكويت
- عن الاستقرار الجميل
- برلمان يفوق الخيال
- مخاطر ليست افتراضية
- مسؤولية قرار الانسحاب
- الغرق في ميناء مبارك
- اللعب بالدماء
- التصعيد حل في العراق
- بدائل مرعبة
- نوبات المصالحة


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - دولة عشوائية