أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الخلافات مربحة في العراق














المزيد.....

الخلافات مربحة في العراق


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 23:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تدير القوى الحاكمة في العراق العملية السياسية اعتمادا على ادامة الخلافات وتحويلها الى خلافات مربحة على طول الخط والهدف المباشر لادامة الخلافات هو التغطية على تنصل القوى السياسية عن وعودها وبرامجها وشعاراتها وبالتالي عدم السماح للجمهور بمحاسبتها بل واجباره على اعادة انتخابها عبر التذرع بأنها لم تكن قادرة على تنفيذ وعودها لأن الخصوم لم يسمحوا لها بذلك وانها تريد من جمهورها تجديد انتخابها حتى تتمكن من تنفيذ تلك الوعود.
إنها خدعة كاملة تلك التي تعمل القوى السياسية على انتاجها يوميا عبر تمثيل معركة الخصومة الوهمية فيما بينها في حين انها من الناحية الفعلية على وئام كامل في القضايا الاساسية التي تمس مصالحها الرئيسة، ولذلك نجد ومنذ سنوات جميع المتخاصمين يعتلون مركبا واحدا هو مركب السلطة ويتعاونون فيما بينهم على اغتراف المنافع الخاصة بهم وترك الواجبات الحقيقية لآفات الاهمال والنسيان.
على جمهور أي كتلة سياسية ان يتذكر الخطابات القاسية التي كانت تروج لها كتلتهم ضد خصومها ثم يقارنها بالعلاقة الحقيقية القائمة اليوم بين كتلتهم واولئك الخصوم بعيدا عن غبار المعارك الاعلامية سواء المعارك المفتعلة او تلك التي لا تتجاوز حدود الكلام، سيكتشف الجمهور ذلك الفرق الشاسع وعلى الاقل يمكن الارتكان الى الحقيقة الكبرى المتمثلة في ان كتلته تشارك اليوم خصومها في تكوين الحكومة بعدما كانت تتهمهم بالعنصرية والطائفية والفساد والارهاب والعمالة وتبديد المال العام والفشل السياسي والاداري، فما الذي حدث، هل تحول هؤلاء الخصوم الى ملائكة ام ان ما كان يقال عنهم مجرد كذب لاغراض اعلامية وتحريضية في اجواء الانتخابات؟، سترد الكتلة التي تنصلت من مواقفها السابقة بالقول ان السياسة تجبرها على التعامل والتعاون مع خصومها، أو بالقول أنها ترغب بالتواجد داخل السلطة لخدمة جمهورها عبر امكانات السلطة أو انها لا تريد أن تسمح للخصوم بالتفرد في ادارة البلاد.
جميع هذه المبررات ثبت بطلانها، فعندما تحالفت الكتل السياسية لتشكيل الحكومة لم تنجح في منع التفرد بل انها سمحت به في امور لا تمس مصالحها الخاصة، وهذه الكتل لم تتحالف فيما بينها لكي تنفذ كل واحدة منها ما وعدت به جمهورها بل هي تحالفت مع الخصوم لتقاسم السلطة على حساب مصالح جمهور الناخبين، كما إن الايام أثبتت عدم امتلاك هذه الكتل لسياسة ما في أي مجال الا اذا اعتبرت ان الكذب على الناخبين والتملص من الوعود وخوض المعارك الاعلامية وتجاهل الاستحقاقات الوطنية في مختلف القطاعات هي السياسة بعينها، والنتيجة الكارثية الاكبر هو حرمان العراقيين من وجود معارضة حقيقية تمنع السلطة التنفيذية من اقتراف الاخطاء.
المواطنون العراقيون اليوم في الهم سواء عندما يتعلق الامر بوفاء الساسة، لا تفرق بينهم الاعراق ولا الاديان ولا الطوائف ولا المناطق ولا الاحزاب ولا القوائم الانتخابية، ولا تخطئ عين المراقب في النظرة العميقة أو العابرة حتى في اكتشاف فشل سياسي كاسح عندما يتعلق الامر بوفاء القوى السياسية لجماهيرها، وهذه القوى تعرف انها فشلت وكل ما تقوم به اليوم هو التغطية على هذا الفشل مرة بخطابات تصالحية عاطفية سريعة التلف وسلسة من اللقاءات التي لا تنتج شيئا ولا يلتزم أحد بتوصياتها ومرة اخرى تغطي القوى السياسية على الفشل بخطابات تحريضية تلقي فيها اللوم على الخصوم (الحلفاء) لتحافظ بذلك على حرارة ولاء جمهورها.
لا أدعي وجود اتفاق محدد بين القوى السياسية لادامة الخلافات من جهة وادامة الشراكة من جهة أخرى، لكن الفطرة الانتهازية هي التي كشفت للساسة في بلادنا هذه الخيمياء العجيبة لادارة الخلافات بطريقة مربحة والمحافظة على سخونتها فظهر دون اتفاق هذا الاسلوب الجامع بينهم.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة وزير الداخلية
- أردوغان..الروح المزيفة
- موعدنا بعد العيد
- هدوء عراقي وغضب مصري
- أوسلو وكابول مع الفارق
- الحسم العسكري
- تصفية الأزمات..العراق بين ايران والكويت
- عن الاستقرار الجميل
- برلمان يفوق الخيال
- مخاطر ليست افتراضية
- مسؤولية قرار الانسحاب
- الغرق في ميناء مبارك
- اللعب بالدماء
- التصعيد حل في العراق
- بدائل مرعبة
- نوبات المصالحة
- النظريات ممنوعة
- إفعلها إن إستطعت!!
- الى أين نذهب؟
- الرحيل الامريكي والمعركة العراقية


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الخلافات مربحة في العراق