أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الى أين نذهب؟














المزيد.....

الى أين نذهب؟


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3372 - 2011 / 5 / 21 - 22:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تغرق القوى السياسية العراقية والساسة كأفراد في كم هائل من التفاصيل والمشاكل اليومية، ويبدو ان الاحداث تسبق قدرات هؤلاء الساسة بمسافات طويلة فعلى مدى عدة سنوات لم ينجح الساسة في تصفير اي مشكلة، ولا اظن ان هناك حاجة لاستذكار المشاكل القائمة منذ سنوات حتى دخل بعضها في طي النسيان رغم انه جزء جوهري من بناء الدولة العراقية واكتمال نظامها السياسي.
الاحداث والمشاكل اليومية تقهر الساسة بطريقة تدفعهم لاتخاذ قرارات متخبطة ومتناقضة تمنع إقامة منظومة فكرية وتنفيذية متكاملة لأي ملف، فعلى مدى سنوات ورغم ان الاحزاب الحاكمة هي نفسها تقريبا وبنفس الشخصيات وفي ذات المواقع احيانا، الا اننا لا نجد اليوم سياسة خارجية عراقية واضحة، ولا سياسة اقتصادية واضحة، بل حتى ان الهاجس الامني لم ينتج عنه سياسة امنية واضحة، وهو الامر نفسه في الثقافة والاعلام والعلاقة بين الدين والدولة والعلاقة بين المحافظات والاقاليم والمركز.
حراك الدولة العراقية يتم في الفراغ وليست مفردة "الستراتيجية" الا حلية او كلمة براقة تضاف الى اي خطة او مشروع او مبادرة يراد الرفع من قيمتها اعلاميا، ولذلك مثلا الصقت بمجلس السياسات المقترح ضمن اتفاقات اربيل ثم اعترض البعض على منح صفة "ستراتيجي" لمجلس السياسات لأنه لن يستمر الا لدورة برلمانية واحدة، وتناسى هذا البعض ان صفة "ستراتيجي" المباركة منحت لخطط ومشاريع قصيرة العمر سرعان ما طواها النسيان واريد من الصفة المباركة حينها ان تمنح اعتباطا صفة "رجل دولة" للقائمين على تلك الخطط والمشاريع.
النهم للسلطة والمال والتسرع في اقتراف الاخطاء ومنهجية نهب المال العام والمواقع السلطوية واستنزاف الدولة تسيطر على الساسة بطريقة تشير الى انهم غير متأكدين من امكانية استمرار هذا النظام، هناك شيء ما يقلقهم، ربما عدم الطمأنينة الى بعضهم البعض او ان وعيهم السياسي المبني على سيطرة الحزب الواحد وان الديمقراطية نبتة لا تعيش في الشرق الاوسط هي التي تدفع الى السياسات قصيرة النفس، لكن حتى لو كانت هذه الهواجس والافكار خاطئة في أساسها فأن طريقة عمل الساسة ستؤدي الى تحقيقها لأن هذه الطريقة تحديدا هي ما يقوض الدولة ونظامها السياسي.
لقد صنع الساسة في العراق تصورا شعبيا شائعا عن مهنتهم يتمثل في ارتداء بدلة وربطة عنق (حتى في اشد ايام العراق حرا) والركض وراء الاعلاميين للتفوه بمجموعة جمل لا رابط بينها الا انها تثير من المشاكل اكثر مما تحل وتؤدي الى دوامة من التصريحات المؤيدة والمعارضة ثم تضيع عندما تأتي تصريحات جديدة تؤدي الى مزيد من اللهاث السياسي وراء الاعلام، في تجاهل تام للمشاكل الحقيقية، انها صورة بائسة للسياسة.
العراق اليوم على مفترق طرق، لكنها طرق غير معروفة النهايات، فهناك قوى من داخل العملية السياسية ومن خارجها تهدد هذه العملية التي تعيش حالة من الجمود بعدما عجز دعاتها وبٌناتها عن الاستمرار في تشكيل مؤسساتها وعن التمسك بروحها، واصبحت هذه العملية رهينة لمنهجية الصفقات السياسية التي تهتم بالاشخاص اكثر مما تهتم بالدولة.
يبدو ساسة العراق اليوم وكأنهم ركاب في سفينة يتصارعون على اماكن الجلوس فيها غير مبالين بالثقوب التي تملأها وتهدد بإغراقها، بينما المجذفون الذين يتحملون الاعباء الحقيقية لبقاء هذه السفينة يسألون الربابنة الكثر، الى اين نذهب؟.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرحيل الامريكي والمعركة العراقية
- ظاهرة التشرذم
- جاءوا جميعا وغاب الامن!!
- أسرار الولاءات
- تقاليد الفساد العراقية
- بيئة بن لادن
- قنابل صوتية
- كل هذه الخلافات
- نهاية الفساد
- لاتراجع ولا إعتراف
- سنة صعبة..شكرا ما قصرتوا
- المالكي: ترهيب المتظاهرين وترغيب الاعلاميين
- الارهاب يعمل
- شبه حكومة
- نساء وأقليات وبدلاء
- تسويات عراقية
- الحريات والمعارك الثانوية
- معركة الاستبداد
- مجلس آخر.. إن نفعت الذكرى
- ترحيب مستغرب


المزيد.....




- وزير إسرائيلي متشدد يدخل على خط جدل -عدم تدمير منشآت إيران ا ...
- فوق الركام: الطالبة سارة تحوّل أنقاض منزلها في خان يونس إلى ...
- كمين خان يونس يهزّ إسرائيل: خسائر فادحة وصراع بين التصعيد و ...
- الجزائر: نيابة محكمة الاستئناف تطلب السجن 10 سنوات بحق بوعلا ...
- ماذا تقول نظريات حروب التحرر عن النصر والهزيمة في غزة؟
- مئات الشهداء من طالبي المساعدات بغزة في شهر ومشاهد مؤلمة توث ...
- عاجل | إن بي سي عن مصدرين: تقييم سري للهجمات الأميركية على إ ...
- إعلام إسرائيلي: ترامب وبخ نتنياهو وتوقفنا أمام إيران بمنتصف ...
- تفاصيل تسريب المخابرات.. ضربة أميركا على إيران -غير مدمرة-
- -مجموعة جبناء-.. شاهد انفعال ترامب تعليقًا على تقرير CNN بشأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الى أين نذهب؟