أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - بيئة بن لادن














المزيد.....

بيئة بن لادن


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 22:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قتل أسامة بن لادن، وأثار الرجل بموته اهتماما وأسئلة وشكوكا وقلقا وارتياحا ومزيجا من التناقضات، والرجل عاش حياة مثيرة للاهتمام وحصل على ميتة مثيرة للاهتمام، وبعيدا عن كل انواع المشاعر يمكن القول، ان اسامة بن لادن ترك بصمته على العالم وعلى العلاقات الدولية تحديدا كما لم يتركها رجل بمفرده منذ عقدين على الاقل، وأثبت الشرق الاوسط مرة اخرى انه مازال قادرا على انتاج شخصيات ملغزة وغرائبية تقف علوم الانسان حائرة تجاهها، شخصيات استدرجت الاخرين مهما كان بعدهم عن المنطقة للدخول في تفاصيل طائفية وقبلية دقيقة.
مات بن لادن لكن الماكنة التي انتجته مازالت قائمة وتعمل بل هي ماكنة قادرة ايضا على تغيير جلد منتجاتها ودفعهم في دوامة التغييرات السياسية العاصفة التي تعيشها المنطقة، واذا كانت مواقف واراء العواصم الكبرى من قتل بن لادن هي التي جذبت الاهتمام رغم انها متوقعة وطبيعية، فإن مواقف أخرى اهملت هي الاكثر خطورة وهي اراء ومواقف الجماعات المنسوجة على منوال القاعدة او تشترك مع القاعدة في جذور التفكير وفي اساليب العمل وحتى في مكياج العروض الارهابية وديكوراتها وهذه الاراء والمواقف هي الاهم لأنها تؤكد استمرار عمل البيئة التي انتجت بن لادن، وهي بيئة لها اذرع ومؤسسات رسمية معترف بها حتى في دول تعلن مشاركتها في الحرب على الارهاب.
بن لادن ومن معه لم يظهروا من المجهول، انهم نتاج مؤسسات وظروف وعلاقات دولية وثقافة ومنافع سياسية وسمسرة مخابرات وتداخل مصالح، وكل هذه مازالت تعمل وتكشف يوميا عن مزيد من القدرة على تحقيق الارباح، وهو امر يكشفه من وقت لآخر تراشق الاتهامات بين شركاء الحرب على الارهاب، وقد تبين في العراق وفي اماكن اخرى ايضا ان العامل الاساسي في قوة الارهاب هو غض النظر عنه وعن افكاره وافراده من قبل الحكومات خاصة عندما تريد توجيهه للاضرار بجيران لها او لمنافسين محليين للقوى الحاكمة.
من المعروف ان تنظيم القاعدة الذي أسسه وقاده اسامة بن لادن هو تنظيم هلامي وهناك تسميات لفروع هي في الحقيقة لا ترتبط بالقاعدة الام الا بالاسم والاسلوب دون اي تواصل تنظيمي فقد صارت القاعدة ماركة رابحة قابلة للتقليد والاستنساخ واصحاب الماركة الاصليون يرحبون دائما بكل من يقلدهم، وهؤلاء المقلدون يبالغون في التقليد فيأتون بأعمال تتجاوز سقف التنظيم الام في البشاعة والاجرام.
لقد بينت جماعات وتنظيمات في منطقتنا انها لا تجد غضاضة في اعمال اسامة بن لادن ولا ترى مبررا لقتله او ملاحقته بل انها تقدم الاعذار والتبريرات لاعماله، وهذه التنظيمات هي جزء اصيل من البيئة التي انتجت بن لادن وربما ستعيد تسويقه ليتحول الى مثل يحتذى من قبل شبان مغرر بهم يريدون صعود سلالم الشهرة في الدنيا وسلالم الجنة في الآخرة.
مقتل بن لادن سيضعف القاعدة الا انه لن ينهيها قريبا وهو بالتأكيد لن ينهي الارهاب بل ان كل الدول اجمعت على ان القاعدة ستنفذ ضربات انتقامية والقاعدة وحواشيها ومقلدوها سينتظرون حتى تمل وتتعب الاجهزة الامنية في مختلف الدول من حالة الاستنفار التي اعلنت مع اعلان مقتل بن لادن.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قنابل صوتية
- كل هذه الخلافات
- نهاية الفساد
- لاتراجع ولا إعتراف
- سنة صعبة..شكرا ما قصرتوا
- المالكي: ترهيب المتظاهرين وترغيب الاعلاميين
- الارهاب يعمل
- شبه حكومة
- نساء وأقليات وبدلاء
- تسويات عراقية
- الحريات والمعارك الثانوية
- معركة الاستبداد
- مجلس آخر.. إن نفعت الذكرى
- ترحيب مستغرب
- سباق الفساد
- الزمن والحقيقة والتيه
- الآخرون وديمقراطيتنا
- الارهاب يقبل التحدي
- العلاقات الخارجية في حمى التفاوض
- جرس الموازنة


المزيد.....




- الجيش الهندي يعلن تنفيذ -ضربة دقيقة- في باكستان
- فيديو متداول لـ-انفجار طائرات في مطار صنعاء- جراء غارات إسرا ...
- المستشار الألماني الجديد يطالب إسرائيل بإدخال المساعدات إلى ...
- الجيش الباكستاني يرد على الهجمات الصاروخية الهندية بالمثل
- أوربان: هنغاريا لا تعتزم الانسحاب من الاتحاد الأوروبي
- في خطوة فاجأت إسرائيل... اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحوثيين ...
- فريدريش ميرز يؤدي اليمين الدستورية مستشارا لألمانيا بعد تصوي ...
- كارني يؤكد من البيت الأبيض أن كندا ليست أبدًا للبيع وترامب ...
- عاجل: دوي انفجارات قوية في منطقة كشمير الباكستانية، والجيش ا ...
- مستشار ألمانيا ميرتس يعقد أول جلسة لوزرائه ثم يتجه إلى باريس ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - بيئة بن لادن