أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - هدوء عراقي وغضب مصري














المزيد.....

هدوء عراقي وغضب مصري


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3464 - 2011 / 8 / 22 - 23:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


درجات الحرارة في معظم مدن العراق أعلى من نظيرتها المصرية ومع ذلك كان المصريون في اقصى درجات الغضب في تعاملهم مع سقوط ضحايا بين الجنود المصريين بالنيران الاسرائيلية في حمى التراشق بين حماس واسرائيل في قطاع غزة الفلسطيني المجاور لمصر، بينما كان العراقيون في قمة هدوئهم وهم يستمعون ويشاهدون عمليات القصف الايراني واخيرا التركي لمناطقهم الحدودية وهو القصف الذي ادى الى نزوح عشرات الاسر وادى يوم الاحد الى مقتل عدد من المدنيين العراقيين في القصف التركي المدفعي والجوي.
الزعامات السياسية العراقية منسجمة مع الشعب هذه المرة حيث تعيش نفس الهدوء وهي حالة انسجام نادرة بين الزعماء والشعب.
أحاط المتظاهرون المصريون بالسفارة الاسرائيلية وطالبوا بطرد السفير الاسرائيلي وتسلق أحدهم 22 طابقا في المبنى الذي تتواجد داخله السفارة لازالة العلم الاسرائيلي، رغم اعتذار إسرائيل عن الحادث غير المقصود.
بينما في العراق بلد العزة والشموخ وبتاريخه العريق ترفرف رايات دول القصف في سماء بغداد وينام سفراء تلك الدول وقناصلها ودبلوماسيوها قريرو الاعين في النهارات الطويلة لمدن العراق وربما يشغلون أنفسهم باعداد وجبات الفطور الرمضاني او اداء العبادات والنوافل بهدوء لا يجده نظرائهم في اي دولة اخرى، فقد انعم الله على هؤلاء السفراء والدبلوماسيين بتمثيل بلدهم في دولة جارة لا تشكو ولا تصرخ الما حتى لو "رفست في بطنها" جميع دول العالم التي تعترف بها الامم المتحدة أو التي لم تعترف بها او الدول قيد الانشاء.
وسيسخر عراقيون كثر من انتقاد الصمت والهدوء العراقيين تجاه مقتل "مقتل وليس استشهاد حتى لا تكون هذه الكلمة خدعة للضحايا وذويهم" عدد من المواطنين في القصف التركي لأنهم سيتذكرون بسرعة عشرات ومئات العراقيين الذين قتلوا وجرحوا ومر كل ذلك على انه خبر عابر في نشرة مملة، ثم هناك الشاعر العراقي المتنبي الذي ترك لابناء وطنهم مقولته"من يهن يسهل الهوان عليه" ليستذكروها وهم يجترون خيباتهم.
بين مصر والعراق مسافة اختلاف في الاحساس بقيمة الحياة وحب البشر لبعضهم البعض وتقدير رابطة الوطن والاعتراف بوحدة شعب يختلف ويتفق لكنه يبقى موحدا حتى في لاشعوره وفي غضبه وانفعاله، وهناك اختلاف في قيمة مشاعر لا يمكن النطق بما يعبر عنها حتى لا يعتبر الكلام شتيمة رغم ان المقام يسمح باستخدام اقذع الكلمات واكثرها فحشا ومرارة، فما معنى ان ينتمي الانسان لوطن وشعب ودولة ثم لا يهتم به أحد عندما يقتل على يد قوات أجنبية رغم انه مواطن مدني لم يفعل ما يعكر صفو واستقرار الدولة الجارة، ويبقى الزعماء الذين انتخبهم يستقبلون قاتليه بالترحاب والتكريم.
لا احد يريد فتح مواجهة عنيفة مع اي من دول الجوار فالحروب مرفوضة والعراق أعجز من التهديد بأي حرب، ولا أحد يطالب بمواجهة قاسية في اي مجال واي عمل يهدد سيادة وممتلكات ورعايا دول الجوار مرفوض وليست هناك دعوة لطرد سفراء الدول الاخرى ولا دعوة لسحب سفراء العراق ومع ذلك فهناك قائمة بالردود والمواقف السياسية الممكنة وفق الاعراف الدبلوماسية والحضارية والانسانية تعتمدها كل الدول في التعامل مع أي أزمة تنشب فيما بينها للحفاظ على السلام المشترك والاحترام المتبادل من أجل صيانة المصالح المشتركة وعدم التفريط بكرامة وحقوق أي طرف، الا ان هذه الاعراف تغيب عن ممارسات الدولة العراقية في التعامل مع الازمات بدرجة تشكك في وجود هذه الدولة مقارنة حتى بدول تمر في مراحل انتقالية صعبة ومعقدة مثل تلك التي تعيشها مصر الغاضبة لمقتل جنودها.
الهيئات الشعبية والمدنية في العراق تبدو اكثر عجزا من المؤسسات الرسمية فبإستثناء بيانات الادانة وبعض التحركات الصغيرة بدا الكسل والتغافل هما المتسيدان على الشارع فلا دعوات لمقاطعة بضائع ولا تجمعات ميدانية ولا حتى حراك على مواقع التواصل الاجتماعي وكأن الذين قتلوا ليسوا منا وكأن الامر لا يعنينا رغم ان اي عراقي يمكن أن يكون هو الضحية القادمة، هل نستذكر بيت المتنبي ثانية؟.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوسلو وكابول مع الفارق
- الحسم العسكري
- تصفية الأزمات..العراق بين ايران والكويت
- عن الاستقرار الجميل
- برلمان يفوق الخيال
- مخاطر ليست افتراضية
- مسؤولية قرار الانسحاب
- الغرق في ميناء مبارك
- اللعب بالدماء
- التصعيد حل في العراق
- بدائل مرعبة
- نوبات المصالحة
- النظريات ممنوعة
- إفعلها إن إستطعت!!
- الى أين نذهب؟
- الرحيل الامريكي والمعركة العراقية
- ظاهرة التشرذم
- جاءوا جميعا وغاب الامن!!
- أسرار الولاءات
- تقاليد الفساد العراقية


المزيد.....




- -مستحيل-.. الشرع يرد على مطالب تقسيم سوريا و-الاستقواء- بإسر ...
- لاريجاني: اختراق إسرائيل لإيران موضوع جدي وتجب مواجهته
- عاجل | مصدر بمستشفى المعمداني: 7 شهداء في قصف من مسيرة إسرائ ...
- ميلانيا ترامب تكتب رسالة إلى بوتين.. ماذا جاء فيها؟
- مسؤول أمريكي لـCNN: ترامب دعا عددًا من القادة الأوروبيين لحض ...
- خطة ماكرون الجديدة في أفريقيا
- نائب رئيس الحكومة اللبنانية للجزيرة: علينا تجنب التخوين والت ...
- هل تغير موقف ترامب بعد قمة ألاسكا؟
- انفجار عبوة ناسفة في سيارة قديمة بدمشق دون إصابات
- ليست حربا للانتقام بل للإبادة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - هدوء عراقي وغضب مصري