أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الأمن قرار سياسي














المزيد.....

الأمن قرار سياسي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3492 - 2011 / 9 / 20 - 23:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الامن مطلب العراقيين الاول والاساسي وفي حالات الشدة يكون المطلب الوحيد، وهو أحيانا يتحول الى أمنية تعبث بها اطراف اللعبة السياسية بطريقة لا تسمح بمعرفة العابث بهذه الامنية وتحويلها الى اداة ابتزاز، سواء للضغط على المواطنين لخفض سقف مطالبهم فيما يتعلق بالخدمات ومكافحة الفساد وتحسين الاوضاع الاقتصادية، او لاستخدامها في المناورات الابدية الدائرة بين الفرقاء السياسيين.
لقد تحققت طفرة نوعية في الامن وتحول العراق الى حالة أمنية مستقرة، وتفاصيل هذا الاستقرار تتضمن غض الطرف عن سقوط عدد معين من الضحايا يوميا بين قتيل وجريح وسيطرة نقاط التفتيش على حياة المواطنين وتعرض مقرات الدولة للقصف بالصواريخ ودوامة من الاعتقالات واطلاق السراح واستمرار تخصيص الاموال للتدريب والتسليح دون رقابة ودون تحقيق الجاهزية التي هي لعبة يانصيب اليوم مرة نعم ومرة لا، والابرز بين هذه التفاصيل التزام الصمت تجاه الضربات الارهابية التي تسددها جماعات العنف للبلاد وذلك حسب فهم عبقري "لإحراج الارهابيين" بعدم الحديث عن جرائمهم حتى لا يشمتوا من جهة ولا نقلل من قيمة عمل الاجهزة الامنية من جهة أخرى، وهي خلطة عجيبة لصنع الاستقرار.
الاسبوع الفائت شهد عدة جرائم ارهابية راح ضحيتها مواطنون مدنيون وعسكريون وتبادل الساسة الاتهامات وتفتقت الاذهان عن سيناريوهات تحول فيها عدد كبير من النواب الى محققين بارعين في الكشف عن ملابسات الجرائم، وكل تحقيق طبعا يساق ليكون دليلا على تورط او تقصير الخصم او على الاقل لابعاد تهمة التقصير عن النفس وعن الجماعة المقربة، وفي دوامة الجدل تضيع دائما الحقيقة وايضا دماء وأرواح العراقيين.
مع استقرار الامن وفق التوصيف الذي ذكرناه إستقرت أيضا اساليب مواجهة العنف عند لعبة الكر والفر، القط والفأر، العسكر والحرامية، الفعل ورد الفعل، مع اللازمة المعتادة عن الانفاس الاخيرة للارهاب وضرورة تعاون المواطن ونقص المعلومات الاستخبارية، وكل هذا يشكل حالة الحلقة المفرغة للامن في العراق ويبدو انها حلقة مفيدة سياسيا فهي تبتلع مطالب المواطنين الاخرى وتسمح بإلهاء الرأي العام وتستخدم في التجاذبات السياسية واستنزاف الاموال والقفز على القوانين والتضييق على الحريات العامة فتهمة الارهاب جاهزة لكل المغضوب عليهم.
الامن في العراق إستقر والاجهزة الامنية في البلاد مهما زادت من نشاطها او استعدادتها لن تقوى على تحقيق مزيد من الامن او بشكل دقيق لن توقف المجرى اليومي الرتيب لاعمال العنف ولا الضربات الكبيرة والمتوسطة التي يقوم بها الارهابيون من وقت لآخر، ليس لأن الاجهزة الامنية تفشل في ذلك، بل لأن هناك جزء من العمل الامني في العراق يتجاوز حدود وسلطات هذه الاجهزة ويتعلق أساسا بجوهر المشكلة الامنية في العراق، فالعنف الدائر منذ عام 2003 هو عنف سياسي له قادته السياسيون وايقاف هؤلاء عند حدهم ونزع انيابهم وتقديمهم للقضاء وقبل ذلك تفكيك تنظيماتهم وحرمانها من التمويل والتسليح هو الحل الوحيد لتجاوز السقف الحالي للاستقرار الامني الهش، لكن كل ذلك يخضع في العراق لقرار سياسي ويجري تعطيله لأسباب سياسية، فكم مرة تحدث القادة السياسيون والامنيون عن تورط شخصيات نافذة في ادارة اعمال العنف ثم تم تناسي ذلك الحديث في حمى الصفقات السياسية؟، وكم مرة تم تهريب ساسة نافذين خارج البلاد بعد انكشاف تورطهم بالارهاب؟، وكم مرة تم تهريب إرهابيون عتاة من المعتقلات؟، وكم حرض بعض الساسة علنا على العنف دون جرهم الى القضاء في وقت يحاسب اعلاميون على شبهة الاساءة لمسؤول في خبر او مقال؟، وكم مرة تم الافراج عن متهمين بالارهاب بوساطات سياسية او عبر ترتيب عفو عام يسمح عمدا بإرتكاب أخطاء الافراج عن الارهابيين؟، ملخص الكلام إن العنف في العراق سياسي ووضع نهاية له هو قرار سياسي أيضا.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناصب بالوكالة
- معتقلون من أجل الهرب
- الخلافات مربحة في العراق
- أزمة وزير الداخلية
- أردوغان..الروح المزيفة
- موعدنا بعد العيد
- هدوء عراقي وغضب مصري
- أوسلو وكابول مع الفارق
- الحسم العسكري
- تصفية الأزمات..العراق بين ايران والكويت
- عن الاستقرار الجميل
- برلمان يفوق الخيال
- مخاطر ليست افتراضية
- مسؤولية قرار الانسحاب
- الغرق في ميناء مبارك
- اللعب بالدماء
- التصعيد حل في العراق
- بدائل مرعبة
- نوبات المصالحة
- النظريات ممنوعة


المزيد.....




- موجة حر شديدة تضرب جنوب أوروبا، فهل تغيّر طقس القارة العجوز؟ ...
- Day at the Races 789club – Cu?c ?ua t?c ?? m? màn chu?i th?n ...
- عاجل | وزير الخارجية الفرنسي: نعتزم مع شركائنا الأوروبيين ال ...
- العقوبات تتجدد.. هل تنجح أوروبا في كسر شوكة بوتين؟
- فيديو.. عامل معلق رأسا على عقب في الهواء بعد صدمة مفاجئة
- وسط جدل داخلي.. سلاح حزب الله يشعل الجبهة الجنوبية مجددا
- نطنز من جديد.. هل يعيد اليورانيوم خلط أوراق التهدئة؟
- 150 لسعة.. طفل يصارع للبقاء بسبب هجوم دبابير -شرسة-
- حركة حماس تحدد -شروط- قبول وقف إطلاق النار
- توقيف 6 إسرائيليين هاجموا جنودا في الضفة الغربية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الأمن قرار سياسي