أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - موازنة الاحزان العراقية














المزيد.....

موازنة الاحزان العراقية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3500 - 2011 / 9 / 28 - 22:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يسعد اي شعب عندما يعرف ان حكومته تمكنت من انجاز الموازنة العامة وقد ادرجت فيها الكثير من الفقرات التشغيلية والاستثمارية وان هذه الموازنة ستكون الأكبر حجماً في تاريخ البلاد وانها الموازنة الاكبر في المنطقة بعد موازنة السعودية مما يشير الى توفر كميات هائلة من الاموال في البلاد وان هذه الموازنة تسجل زيادة في التخصيصات المالية بالمقارنة مع موازنة العام السابق، لكن كل هذه الارقام والتسميات ليست سوى سبب لمزيد من الاحزان.
في كل عام يطل علينا الوزراء للاعلان بفرح غامر عن الموازنة العامة وتدخل الكتل النيابية في معركة يكون لكل طرف فيها صولات وجولات (اعلامية طبعا) للحديث عن نواقص ومظلوميات وطموحات شعبية وحاجات إنسانية ثم يتم تسوية الخلافات عبر صفقات سياسية تضمن بها كل كتلة حصتها من المال العام.
طرح الموازنة العامة يمثل مناسبة لاثارة احزان المواطنين فهم يكتشفون وبالارقام كم هو غني وطنهم ولكنهم يكتشفون وبالارقام أيضا كم الفساد الذي ينخر هذا الوطن ويلتهم خيراته، فيوميا يعيش المواطنون نقص الخدمات أو انعدامها وعندما يسألون عن سبب ذلك يكون الرد هو "نقص التمويل" ليمحوا هذا السبب كل الاهازيج الحكومية عن الموازنة الانفجارية او الموازنة الاكبر في التاريخ، طبعا لا احد يجيب عن التساؤل المعهود "أين ذهبت أموال الموازنة" رغم ان توفر اجابة رصينة وبالارقام عبر الحسابات الختامية هو شرط دستوري لاقرار اي موازنة جديدة.
يوميا يتم تداول الارقام الترليونية التي تحرق القلب واللسان سواء كتخصيصات او كإهدارات، ولا نكاد نجد قضية فساد كبيرة يتم احالتها الى القضاء وكلما انفجرت فضيحة تم التغطية عليها بأزمة وليس هناك كشف واضح لمفاصل اهدار المال العام وبالمناسبة يبدو ان الاموال التي تضيع بسبب الاهدار وضعف الادارة والاهمال وقلة الخبرة هي اكثر بكثير من الاموال التي يبتلعها الفساد وهي تكشف عن نقاط وضعف وخلل كبيرين في ادارة الدولة.
الارقام الترليونية التي يصعب النطق بها هي سكين يفتح جراح الفقراء الذين الذين يشكلون اكثر من ربع السكان سنويا وسكين يجرح المتألمين بسبب ازمات السكن والكهرباء ونقص العلاج لأنهم يعرفون إن هذه الاموال لن تساعدهم في تجاوز محنتهم بل هي مخصصات تؤدي لاثراء قلة عبر طرق ملتوية وغير قانونية، قلة يتبجحون بأنهم أهل الحل والعقد وانهم يعرفون كل شيء وانهم الاحرص على الوطن والمواطنين، لكن هؤلاء القلة هم سبب الازمات وسبب الفجائع.
الارقام الترليونية تتحول سنويا الى مشاريع تخريب لان الكثير من المشاريع الخدمية تتوقف في منتصف الطريق لاسباب شتى فيتحول المشروع الى نقمة ليس فقط لانه كان سببا في نهب المال العام بل ايضا لانه سيكون عملا تخريبيا قبل ان نكتشف فيما بعد انه كارثة بكل التفاصيل مرة لوجود اخطاء في التصميم واخرى لانه بدون جدوى او لان المقاول هرب أو ...........، ما أكثر اسباب الالم والفساد في هذه البلاد؟!.
الرجاء الذي يتبقى هو ان لا تكون الموازنة سببا لصفقة ما تؤدي الى خسائر في جوانب اخرى بعيدة عن قضية الموازنة نفسها، ويفعل المسؤولون حسنا لو انهم خففوا من علامات النصر والابتهاج بالموازنة ويفعل الساسة حسنا لو جنبوا المواطنين صخب جدلهم على الاموال التي ستذهب الى جيوبهم او الى جيوب المقربين منهم الذين يحصلون على مقاولات تنفيذ المشاريع، بينما تبقى للعراقيين موازنتهم الخاصة عن احزانهم التي يتسبب بها الارهاب والفساد.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأجيل الموقف من ميناء مبارك
- دولة عشوائية
- الأمن قرار سياسي
- مناصب بالوكالة
- معتقلون من أجل الهرب
- الخلافات مربحة في العراق
- أزمة وزير الداخلية
- أردوغان..الروح المزيفة
- موعدنا بعد العيد
- هدوء عراقي وغضب مصري
- أوسلو وكابول مع الفارق
- الحسم العسكري
- تصفية الأزمات..العراق بين ايران والكويت
- عن الاستقرار الجميل
- برلمان يفوق الخيال
- مخاطر ليست افتراضية
- مسؤولية قرار الانسحاب
- الغرق في ميناء مبارك
- اللعب بالدماء
- التصعيد حل في العراق


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - موازنة الاحزان العراقية