أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الجاهزية السياسية للانسحاب














المزيد.....

الجاهزية السياسية للانسحاب


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3576 - 2011 / 12 / 14 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طوال أشهر تحدثت الجهات السياسية والحكومية والامنية في العراق عن جاهزية البلاد أمنيا للانسحاب الامريكي، وبدت المواقف متناقضة الى حد الغموض واهدار الحقيقة، فبينما هناك إصرار على قدرة الاجهزة العراقية على الامساك بالملف الامني هناك أيضا اعتراف صريح بغياب الجاهزية الجوية والبحرية والحدودية والاستخبارية، وبينما يعيش العراق في منطقة تشهد احتقانا اقليميا وسباقا تسليحيا يصعب على العراق اللحاق به أو التعايش معه، يشهد العراق أيضا عمليات عنف يومية يبدو معها الامن مطلبا ملحا، لكن من قال إن مشاكل الاحتقان الاقليمي والضعف التسليحي تحل بالجاهزية الامنية فقط؟.
أي عملية تسليح واسعة تستغرق عدة سنوات وتستنزف أموال طائلة وهي في النهاية ليست مؤكدة الفعالية، فالجيوش الكبيرة والاسلحة الحديثة ليست قادرة لوحدها على تحقيق الامن والاستقرار، بينما حققت عدة دول الامن والاستقرار بدونها، فوجود تماسك سياسي ورؤية واضحة للوضع الاقليمي قد يكفلان الامن الاستقرار وهو ما يدفع الى التساؤل عن جاهزية العراق السياسية لمرحلة ما بعد الانسحاب الامريكي ومقدار وفعالية الجهود التي بذلت لتحقيق الجاهزية السياسية.
العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية هي في أسوأ حالاتها ويصر رئيسا السلطتين على تحويل كل القضايا الى مواضيع خلافية بشخصنة عالية وحادة حتى لو كانت القضية إنفجار سيارة مفخخة في المنطقة الخضراء التي يسكنان ويعملان فيها معا.
العلاقة بين القوى السياسية التي تشكل الحكومة هي في حالة سيئة جدا فمنذ الاعلان عن تشكيلة الحكومة وحدة الخلافات بين أبرز مكونات التحالف الحكومي (دولة القانون والعراقية) تتصاعد حتى قادت الى تعطيل تسمية الوزراء الامنيين في أهم مرحلة أمنية يعيشها العراق وهي مرحلة الانسحاب الامريكي كما قادت هذه الخلافات الى تعطيل الكثير من التشريعات وتسوية الملفات العالقة منذ سنوات.
العلاقة بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في المحافظات بلغت مرحلة من التأزم تهدد تماسك الدولة العراقية ووحدة البلاد وبدأت تثير إحتقانات طائفية ومناطقية تنذر بالانفجار لأي سبب حتى ولو كان إعتقال مشتبه بهم أو إقصاء موظفين أو خلاف على توقيع عقد إستثماري.
الساسة العراقيون لا يترددون في إيصال خلافاتهم السياسية وتصريحاتهم العشوائية الى ميدان العلاقات الخارجية بطريقة تؤدي الى تبادل يومي لاتهامات التخوين والعمالة والقفز على الحقائق وهو ما يؤدي الى إستحالة بناء سياسة خارجية متماسكة تؤدي الى تمكن العراق من دخول حالة سلام إقليمية بعيدا عن مشاكل المنطقة كما تؤدي الى تسهيل حل المشاكل العالقة منذ عقود بين العراق وجيرانه.
في مقابل هذه الازمات لانكاد نجد جهدا حقيقيا لانتاج حلول وحتى مقترحات الحلول والمبادرات التي تطرح لا تتعامل معها الاطراف السياسية بجدية ولا يكاد الساسة يلتزمون بأي تعهد يقدمونه حتى لو كان مجرد التوقف عن الهجمات الاعلامية، ولا يتورع مشعلو الحرائق السياسية عن الدعوة يوميا الى وحدة الصف وتجاوز الخلافات من أجل عبور المرحلة الحرجة بأمان وتجنيب البلاد الاحتقانات والازمات الداخلية والخارجية ومع ذلك يواصل هؤلاء الدعاة إختلاق الازمات الجديدة وتجاهل كل خطوة أو مبادرة للحل.
إذا كانت هناك أعذار كثيرة تبرر عدم جاهزية العراق أمنيا لمرحلة ما بعد الانسحاب فلا يوجد عذر واحد يبرر للقوى السياسية تقاعسها عن تسوية خلافاتها أو على الاقل الكف عن تأجيج هذه الخلافات وانتاج المزيد منها، إلا إذا كانت تلك الاعذار مما لا تقوى الشفاه على النطق بها.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذرائع العنف في العراق
- الامريكان والمعجزة العراقية
- موقف صحيح وتصريحات خاطئة
- السيد المواطن
- الخطة العراقية
- دولة خائفة من الاسماء
- حمايات المسؤولين
- القضايا العليا في انتظار المأساة
- موازنة الاحزان العراقية
- تأجيل الموقف من ميناء مبارك
- دولة عشوائية
- الأمن قرار سياسي
- مناصب بالوكالة
- معتقلون من أجل الهرب
- الخلافات مربحة في العراق
- أزمة وزير الداخلية
- أردوغان..الروح المزيفة
- موعدنا بعد العيد
- هدوء عراقي وغضب مصري
- أوسلو وكابول مع الفارق


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الجاهزية السياسية للانسحاب