أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - دولة خائفة من الاسماء














المزيد.....

دولة خائفة من الاسماء


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3520 - 2011 / 10 / 19 - 23:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تنقضي نشرة اخبار ولا تطوى صحيفة ولا ينتهي خطاب الا وكان هناك تصريح لمسؤول عراقي في قمة الدولة او في سفحها او في قاعدتها ينص على "ان هناك دولة او جهة تقف وراء ما يحدث في العراق" سواء من اعمال ارهابية او خلافات سياسية، ولا احد من هؤلاء المسؤولين يشير الى اسم الدولة او الجهة تاركا الامر لفطنة المتلقي وتخمينه وهواجسه، والاشارة الى دولة او جهة بدون ذكر اسمها يأتي الى جوار عبارات مثل "بناء دولة قوية" و"الضرب بيد من حديد" و"تعزيز الوحدة الوطنية"..ألخ من العبارات التي تعبر عن نوايا القوة والبناء وكل ما يتناقض مع الخوف من ذكر اسم الخصم او العدو.
استمرار المسؤولين في الحديث عن دول وجهات لا يذكرون اسمائها إما يعني انهم يكذبون وهم بذلك يخترعون وهما ليعلقوا عليه فشلهم أو انهم خائفون فلا يتمكنون من ذكر اسم الدولة، واذا رفضنا فرضية الكذب عملا بحسن الظن في النوايا فلا يبقى امامنا الا فرضية الخوف، ولأن الكوارث الامنية والسياسية تضرب البلاد منذ عدة سنين ولأن تحميل دول وجهات لا تسمى مسؤولية ما يحدث في العراق متواصل ايضا منذ عدة سنين فليس امامنا الا الاستنتاج بأننا نعيش في دولة خائفة وترتعد فرائص مسؤوليها عندما يخطر على بالهم أسم الدولة أو الجهة التي تعيث فسادا في العراق او تحرض على الخراب فيه فأي دولة قوية هذه؟! وأي رعب يحيط بالعراق منها؟!، وأي مستقبل ينتظر بلادنا على يديها ما دام اسمها لوحده يثير كل هذا الرعب؟!، فما بالك اذا كانت دول لا دولة واحدة وجهات لا جهة واحدة؟!، أم إن قدر العراقي ان يخرج من دولة مخيفة ليدخل دولة خائفة فلا ينعم بالامن في الحالين.
علام او مم يخاف المسؤول السياسي والامني وخاصة اذا كان من الدرجة الاولى فلا يذكر اسم من يخرب ويضرب ويحرض منذ سنوات ستقارب العقد، وكيف يتوقع ان ينجح وهو لا يقوى على ذكر اسم خصمه او عدوه؟، وكيف يتوقع لبلده الاستقرار ومسؤوليه يخافون من الاسم مجرد الاسم فما بالنا بالمواجهة؟، واي معنى للحديث بعد ذلك عن البناء والتسليح والوحدة والمنعة، التي تتحول الى كلمات لا معنى لها مع ارتجاف المسؤول السياسي والامني هلعا فلا يقوى الا على الاشارة الغامضة العابرة؟.
سنقبل بالفرضية التي تقول ان الحكمة في السياسة تمنع من قول كل شيء بصراحة ولكن هذه الحكمة لاقيمة لها عندما يكون الخراب الناجم عن الصمت بمقدار ما نشهده في العراق، وسنقبل بالعذر الذي يرى انه لاضرورة لفتح مواجهة مع تلك الدولة او الجهة لكن هذا العذر لا معنى له لأن تلك الدولة أو الجهة فتحت أكثر من مواجهة دامية ومؤلمة في العراق، وسنقبل بالذريعة التي تذهب الى ان مفسدة الإشارة الغامضة أهون من هول المكاشفة ولكن السكوت عن الاثنين أرحم من الاشارة الغامضة التي تكشف أولا عن دولتنا الخائفة وتدفع ثانية الى فتنة التأويل وما تجر اليه من احتقان طائفي وسياسي، أم يظن المسؤول إن سلامة بدنه وكرسيه أولى بالعناية والحرص من سلامة البلاد، وحتى مع هذا يمكن للمسؤول مواصلة احاديثه اليومية المملة وغير المفهومة بدون لازمة " دولة تقف وراء ما يحدث في العراق" وهي لازمة تدميرية عندما تساق في عبارة فيها كلمات مثل "اشعال الفتنة الطائفية"، ومع كل ذلك للمواطن أن يسأل "ماذا فعلتم أو ستفعلون لانهاء ذلك التدخل الذي تتحدثون عنه رمزا منذ سنوات، أم انكم مرتاحون لهذه الشماعة ولهذا الوضع وتسعون للاستفادة منه، والا فهاتوا برهانكم؟".
كل ما يقال من نقد للاتهامات الملغزة التي يوجهها مسؤولون عراقيون لدول او جهات لا يعلنون اسماءها يقوم على اساس ان المسؤولين يقصدون ما يقلون وانهم ليسوا صرعى لهوس الكلام وانهم صادقون فيما يقولون والله اعلم بالسرائر وما تخفي الصدور.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمايات المسؤولين
- القضايا العليا في انتظار المأساة
- موازنة الاحزان العراقية
- تأجيل الموقف من ميناء مبارك
- دولة عشوائية
- الأمن قرار سياسي
- مناصب بالوكالة
- معتقلون من أجل الهرب
- الخلافات مربحة في العراق
- أزمة وزير الداخلية
- أردوغان..الروح المزيفة
- موعدنا بعد العيد
- هدوء عراقي وغضب مصري
- أوسلو وكابول مع الفارق
- الحسم العسكري
- تصفية الأزمات..العراق بين ايران والكويت
- عن الاستقرار الجميل
- برلمان يفوق الخيال
- مخاطر ليست افتراضية
- مسؤولية قرار الانسحاب


المزيد.....




- ماذا نعرف عن -أعمق- قصف هندي داخل حدود باكستان غير المتنازع ...
- للمرة الثانية.. سقوط مقاتلة أمريكية بـ60 مليون دولار في البح ...
- المستشار الألماني ميرتس يدعو ترامب لعدم التدخل بسياسة ألماني ...
- إيران: كيف تعود أوروبا إلى المشاركة في حل النزاع النووي؟
- اشتباكات عنيفة بين الهند وباكستان تسفر قتلى وجرحى بين البلدي ...
- جولة رابعة من المباحثات النووية بين طهران وواشنطن قد تنطلق ف ...
- لجنة أممية: قصف مستشفى -أطباء بلا حدود- بجنوب السودان جريمة ...
- رويترز: واشنطن قد تبدأ اليوم ترحيل مهاجرين إلى ليبيا
- إسلام أباد تعلن إسقاط عدة طائرات هندية بعد قصف نيودلهي مواقع ...
- إيران تتهم إسرائيل بالسعي لجر أميركا إلى كارثة في الشرق الأو ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - دولة خائفة من الاسماء