أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الوساطة من دمشق الى ديالى














المزيد.....

الوساطة من دمشق الى ديالى


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3580 - 2011 / 12 / 18 - 22:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بينما كان المسؤولون العراقيون يتنقلون بين العاصمة السورية دمشق والعاصمة المصرية القاهرة حيث مقر الجامعة العربية للقيام بوساطة في الازمة السورية، في ذلك الوقت بالضبط، كانت محافظة ديالى اللصيقة بالعاصمة بغداد تعيش احتقانا وفوضى دفعت بالمحافظ وعدد من المسؤولين للهرب منها، وهذه المرة لا يمكننا لوم الحكومة والبرلمان العراقيين في عدم الاقدام على القيام بمبادرة للتوسط بين المتصارعين في ديالى بل على العكس قد يدفعنا الحال الى التمني لو إن اللجنة التي شكلها مجلس النواب وذهبت الى ديالى لو انها لم تتشكل او لم تذهب الى ديالى حيث تدهورت الاوضاع هناك بشدة مع انتهاء زيارة اللجنة، وهو ما يستحق أن يدعو السوريين في السلطة والمعارضة للقلق على أوضاعهم جراء الوساطة العراقية.
شهدت الحياة السياسية في العراق منذ عام 2003 الكثير من الوساطات التي انتهت غالبا نهاية مأساوية كان آخرها مثلا وساطة أحد النشطاء بين ائتلافي دولة القانون والعراقية لإنهاء أزمة تسمية وزير الدفاع وتعهد الوسيط بانهاء الازمة خلال 48 ساعة وقبل أن تنتهي المهلة قاطعت العراقية جلسات البرلمان بينما طالب رئيس الوزراء نوري المالكي بتنحية نائبه صالح المطلك.
الوساطة بصفة عامة تحتاج الى كثير من المقومات وأهم ما يحتاج إليه الوسيط الناجح هو التكتم والهدوء وعدم المبالغة في الطموحات والمسارعة الى التباهي بمنجزاته لأنه بذلك سيثير خصومه هو لافشال وساطته نكاية به لا بطرفي النزاع، هذا فضلا عن الصفات الشخصية للوسيط ولوضع الدولة التي تقوم بالوساطة وعلاقة الوسيط بطرفي النزاع أو المشكلة وتوقيت الوساطة، وهناك من يهرع دائما للقيام بدور الوسيط لإنه يعتبر الدور أمرا وجاهيا لا أكثر بغض النظر عن النتيجة لكن الدول والقوى والشخصيات المستقرة الواثقة من نفسها تحسب للوساطة ألف حساب قبل أن تقدم عليها لأن عدم التوسط في السياسة هو أفضل كثيرا من الفشل في التوسط، وهناك حالات وساطة ناجحة تستحق دراسة الساسة والدبلوماسيين.
وفي الوساطة العراقية داخليا كانت حالة ديالى كارثية تستحق مساءلة القائمين بتلك الوساطة عن التداعيات اللاحقة صحيح انهم ليسوا سببا لتلك التداعيات لكن لقاءهم بالاطراف المتصارعة واطلاعهم على الاجواء هناك كان كفيلا بتكوين فكرة لديهم على المسار الذي تتخذه الامور من احتلال الدوائر الرسمية الى قطع الطرق وفرض حظر التجوال ثم الاحاديث عن نزول المليشيات وهروب المسؤولين والاقتراب من حالة تفكيك وتقسيم المحافظة على أسس طائفية وعرقية، واذا لم تكن الوساطة قد نجحت فعلى الاقل كان يمكنها توفير قاعدة معلومات سياسية يتم بناء عليها إتخاذ التحوطات العاجلة لإيقاف الانهيار.
وفي الوساطة العراقية خارجيا، فإن الاقدام العراقي مستغرب لأنه جاء بعد أن ذهبت الازمة السورية في مسارات أعمق من قدرات العراق على توفير ضمانات فيها، حالة عدم الثقة بالوسيط من قبل احد طرفي النزاع واضح كما إن اللاعبين الاخرين المؤثرين في الازمة (الخليجي وبخاصة القطري والدولي بخاصة الامريكي والتركي) يمتلكون عناصر قوة تفوق ما يمتلكه العراق، وعلاقة العراق الباردة حينا والمتوترة حينا آخر بالخليجيين، ستكون عاملا سلبيا ليس على الوساطة فقط بل على الوضع السوري أيضا.
إذا كان هناك من يعتقد إن الوساطة العراقية في الازمة السورية ستكون فعالة فيرد عليه بالقول "الاقربون أولى بالمعروف وديالى أقرب من دمشق بكل المقاييس" ومن يظن إن الوساطة وجاهة تستحق بعض الانشغال يرد عليه بإن الستر نعمة لا يدركها إلا من تصيبه الفضيحة لو كان عنده حسن الإدراك.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدوء تأريخي في يوم الانسحاب
- الجاهزية السياسية للانسحاب
- ذرائع العنف في العراق
- الامريكان والمعجزة العراقية
- موقف صحيح وتصريحات خاطئة
- السيد المواطن
- الخطة العراقية
- دولة خائفة من الاسماء
- حمايات المسؤولين
- القضايا العليا في انتظار المأساة
- موازنة الاحزان العراقية
- تأجيل الموقف من ميناء مبارك
- دولة عشوائية
- الأمن قرار سياسي
- مناصب بالوكالة
- معتقلون من أجل الهرب
- الخلافات مربحة في العراق
- أزمة وزير الداخلية
- أردوغان..الروح المزيفة
- موعدنا بعد العيد


المزيد.....




- أول رد من إيران على تصريحات ترامب عن -إنقاذ خامنئي من موت مش ...
- تحقيق إسرائيلي يكشف عن أوامر بقتل فلسطينيين أثناء تلقيهم مسا ...
- 11 شهيدا معظمهم أطفال في غارة إسرائيلية غربي مدينة غزة
- ترامب: وقف إطلاق النار بغزة بات قريبا
- فستان أبيض وياقة عالية.. من صمّم إطلالة العروس لورين سانشيز ...
- ترامب يشكر قطر على دورها في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو ...
- خبير عسكري: عمليات المقاومة تعيق تقدم جيش الاحتلال داخل غزة ...
- لا وجود لـ-المهدي المنتظر- في تونس
- ترامب يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة -خلال أسبوع- ...
- فيديو لدب يتسبب في إغلاق مطار باليابان وإلغاء رحلات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الوساطة من دمشق الى ديالى