أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - إنهيار النزاهة مبنى ومعنى














المزيد.....

إنهيار النزاهة مبنى ومعنى


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 22:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أقوى التفجيرات التي وقعت يوم الخميس 22/12 إستهدف مبنى هيئة النزاهة وادى الى تدمير المبنى والحاق أضرار كبيرة بالمباني المجاورة وبرزت حكايات لافتة عن طريقة تنفيذ التفجير لا يمكن التأكد من صحتها وبالاخص الحديث عن مسلحين دخلوا المبنى بعد تفجيره واستولوا على الملفات او ما تبقى منها، لكن هذه الحكايات لا يمكن أن تكون بديلة عن الحكاية الكبرى عن انهيار النزاهة مبنى ومعنى منذ عدة أشهر قبل سقوط البناية في التفجير الارهابي.
في التاسع من أيلول الماضي قدم رئيس هيئة النزاهة القاضي رحيم العكيلي إستقالته بعد أن خاض معركة طويلة ببسالة استحقت اعترافا دوليا، لكن الرجل وصل الى طريق مسدود واعلن صراحة أن المتنفذين في السلطة يحمون الفاسدين ويعرقلون عمل هيئة النزاهة وقدم استقالته من موقعه في دولة يندر فيها حد العدم تقريبا أن يقدم أحد المسؤولين إستقالته، وبدل العكيلي الذي كان رئيسا بالوكالة مثل سابقيه تم تعيين رئيس جديد بالوكالة أيضا هو بالصدفة المحضة رئيس هيئة نزاعات الملكية بالوكالة أيضا، ومنذ ذلك الوقت دخلت هيئة النزاهة في سبات عميق واختفى بشكل لافت الاستبيان الشهري الذي كانت تقدمه هيئة النزاهة حيث كانت نتائج الاستبيان موضوعا لكثير من الشد والجذب وكان عملا مهما يمنح المواطنين والمسؤولين خارطة تقديرية لانتشار مرض الفساد واشكاله وحلقاته.
كان الحديث متواصلا خلال الاشهر الماضية عن وجود ملفات فساد وقضايا كبيرة واستبسل اعضاء لجنة النزاهة النيابية في تصريحاتهم الاعلامية عن تصديهم للفساد بالتهديد والوعيد لكن لا شيء يحدث عمليا، لقد كان انهيارا طويلا ومريرا لعملية مواجهة الفساد وهي عملية لم يتبق منها الا الشعارات والتصريحات العابرة التي تطفو من وقت لآخر من باب التسلية والتنويع في الأزمات التي ساهمت في دفع المواطن الى الضجر من العبث بعقله بحجة مواجهة الفساد حتى إن الامر لم يعد جذابا خاصة مع مواصلة العراق في السيطرة على المواقع المتقدمة في سلم الفساد حسب دراسات المؤسسات الدولية.
عمل النزاهة ذهب ضحية للأزمات السياسية وللحروب التي يخوضها الخصوم المتصارعون على السلطة وطريقتهم في ادارة المؤسسات وهي الطريقة القائمة على الولاءات الطائفية والحزبية والقرابية هذه الطريقة قتلت عمل هيئة النزاهة ودفعت الى الاستسلام أمام وحش الفساد والتعود على مساكنته وبالمثل قادت الى الى سلسة التفجيرات الاخيرة ومنها تفجير مبنى هيئة النزاهة واحالته الى ركام، فصار المبنى والمعنى في حالة واحدة، وبرز الخراب الذي خلفه الفساد شامخا مدويا محطما لا شيء يوازيه الا التفجير الارهابي الذي ضرب مبنى هيئة النزاهة في الكرادة، فعصف بحياة الابرياء والمسالمين من الموظفين ورجال الامن وسكان البنايات والمحلات التجارية.
النار التي إشتعلت في مبنى النزاهة والدخان الذي تصاعد كان إشهارا لحجم المشكلة التي يواجهها العراق في السياسة وامتدادات هذه المشكلة بطريقة كارثية الى كل أوجه الحياة، لكن ما حدث لمبنى هيئة النزاهة وقبل ذلك ما حدث لعملها هو أيضا الصورة المعتمدة لمعالجة الامور في البلاد.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصمت في حضرة السيوف
- الوساطة من دمشق الى ديالى
- هدوء تأريخي في يوم الانسحاب
- الجاهزية السياسية للانسحاب
- ذرائع العنف في العراق
- الامريكان والمعجزة العراقية
- موقف صحيح وتصريحات خاطئة
- السيد المواطن
- الخطة العراقية
- دولة خائفة من الاسماء
- حمايات المسؤولين
- القضايا العليا في انتظار المأساة
- موازنة الاحزان العراقية
- تأجيل الموقف من ميناء مبارك
- دولة عشوائية
- الأمن قرار سياسي
- مناصب بالوكالة
- معتقلون من أجل الهرب
- الخلافات مربحة في العراق
- أزمة وزير الداخلية


المزيد.....




- أهالي رامز يحتجّون على تهديد حقّهم في المياه جرّاء تحويل منا ...
- فشل بفحص الرصانة.. رائحة كحول تفضح طيارًا قبيل إقلاعه في الل ...
- الإمارات ترحب بـ-اللقاء التاريخي- بين ترامب وبوتين في ألاسكا ...
- تصاعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة في صربيا.. والسلطات تنفي ا ...
- كيف يوظّف رئيس بنين -دبلوماسية الجوازات- مع نجوم أميركيين
- خبيران عسكريان: احتلال غزة خطة مبهمة ويُحضّر لها بالقصف والت ...
- جنازة رمزية في ستوكهولم لصحفيي الجزيرة الذين اغتالتهم إسرائي ...
- تحليل.. لماذا يُعدّ إقناع بوتين بالجلوس مع زيلينسكي الاختبار ...
- مواجهة في الظل بين تل أبيب وطهران.. هكذا تعمل إيران على إعاد ...
- نظام -العقوبات الثانوية- الأمريكية .. أداة ضغط لتحييد الطرف ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - إنهيار النزاهة مبنى ومعنى