أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تظاهرات المدللين














المزيد.....

تظاهرات المدللين


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أشاعت الاجهزة الرسمية مختلف انواع المحاذير وسيناريوهات الرعبة لاحباط المواطنين وابعادهم عن المشاركة في أي تظاهرة حتى لو كانت مطالبها ذات طابع خدمي تتعلق بالكهرباء والبطالة وحقوق المتقاعدين والاعمار ومواجهة الفساد وغيرها من الملفات، وهي مطالب تعترف الحكومة نفسها بشرعيتها وتعترف بان هناك قصور فادح فيها، ومع ذلك طالبت بالتوقف عن التظاهر وسمحت بشتى انواع المضايقات ضد المتظاهرين حتى ضعفت تلك التظاهرات بعدما تم تشويه صورتها عبر وصمها بشتى أنواع التهم والادعاء بإنهاء جزء من مخطط سياسي خطير.
وفي مقابل التضييق على المظاهرات المطلبية كان هناك ترحيب وحماية للمظاهرات السياسية الصرفة التي تنظمها القوى السياسية لتحقيق مآربها واهدافها عبر الادعاء بإنها مطالب شعبية رغم كل ما يحيط بها من شكوك حول آليات التحشيد والانتفاع من مؤسسات واجهزة الدولة والاغراءات التي تبذل للمشاركين وتوفير الحماية لهم، واذا كانت المخاطر التي قد تصاحب مظاهرات المواطنين المطالبين بالخدمات هي مجرد مخاطر متخيلة ومفبركة ومصطنعة، فأن المظاهرات التي تنظمها القوى السياسية تحمل مخاطر صريحة وواضحة لا يتجادل عليها إثنان وهي مظاهرات معبأة بكل أنواع التهديد للوحدة الوطنية والسلم الاهلي.
لقد إستعانت الاطراف السياسية في أزماتها المتوالية منذ عدة أشهر بسلاح المظاهرات ضد بعضها البعض بعدما حرمت بشكل أو آخر على المواطنين إستخدام هذا السلاح الحضاري في إيصال المطالب والتعبير عن المواقف والتوجهات، هذه الاطراف السياسية إستخدمت سلاح التظاهرات رغم إنها موجودة في السلطة حكومة وبرلمانا ولديها مؤسسات دستورية لفض النزاعات والمشاكل القائمة فيما بينها بينما المواطن بأمس الحاجة الى هذا السلاح السلمي بعدما تنكر له ممثلوه وانشغلوا بصراعاتهم ومصالحهم.
الطريقة التي نظمت بها التظاهرات والشعارات التي رفعت سواء في أزمة الاقاليم أو أزمة نائب رئيس الجمهورية، كانت تحمل تهديدا حقيقيا لأنها إصطبغت بالطائفية والتحريض على العنف وحمل المتظاهرون في بعضها اسلحة (عصي وغيرها) وقطع المتظاهرون الطرق ولم يلتزموا بمكان او زمان محددين خروجا على اهم اعتراضات الجهات الرسمية التي طرحت في رفض التظاهرات المطلبية للمواطنين، والمتظاهرون الذين حشدتهم الاطراف السياسية اعتدوا على الاماكن العامة وإقتحموا الدوائر الرسمية ومع ذلك لم يواجهوا أي خشونة من الجهات الرسمية بل على العكس كان هناك اطراء ومديح فاضحين من المسؤولين للمتظاهرين.
الاطراف السياسية المتصارعة سمحت لنفسها بإستخدام الشارع وتحشيد المواطنين في معاركها الخاصة ولم تهتم كثيرا بالمخاطر الناجمة عن ذلك رغم إن القضايا الخلافية لا تخص المواطنين في جوهرها بل هي مجرد جزء من التطاحن السياسي الذي قد يهدأ في أية لحظة بتسوية مرضية لاطراف الصراع تاركين الشعب لاحتقاناته التي اثارها الساسة، ولم ينتقد المتصارعون بعضهم بعضا بسبب استخدام التظاهرات ولم يتحدثوا عن الالتزام بالضوابط العامة وعدم التحريض واثارة القلاقل والاعتداء على مؤسسات الدولة والممتلكات العامة والخاصة رغم ان مجرد اقتحام المتظاهرين عنوة لمؤسسة رسمية انما هو اعتداء حتى لو لم ينجم عنه أي ضرر مادي، لقد دللت الاطراف السياسية المتصارعة نفسها وكان دلالها على حساب الوطن والمواطن.
الامر الاكثر إزعاجا في التظاهرات الاخيرة هو قبول بعض المواطنين لأن يكونوا أدوات في صراع الساسة رغم إن هؤلاء الساسة لا يهتمون كثيرا بمصالحهم هؤلاء المواطنين ولا يتردد هؤلاء الساسة في قمع نفس هؤلاء المواطنين فيما لو خرجوا بتظاهرة تطالب بتحسين ظروف حياتهم، ومن الخطأ أن يسمح المواطن للساسة بالتلاعب بمشاعره واثارة حميته في معارك لا تخصه.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والخليج القادم
- مقلوبة النظام السياسي
- الحكومة والبرلمان بين حلين
- راتب عثمان العبيدي
- تقييم الاوضاع في عام الحكومة
- إنهيار النزاهة مبنى ومعنى
- الصمت في حضرة السيوف
- الوساطة من دمشق الى ديالى
- هدوء تأريخي في يوم الانسحاب
- الجاهزية السياسية للانسحاب
- ذرائع العنف في العراق
- الامريكان والمعجزة العراقية
- موقف صحيح وتصريحات خاطئة
- السيد المواطن
- الخطة العراقية
- دولة خائفة من الاسماء
- حمايات المسؤولين
- القضايا العليا في انتظار المأساة
- موازنة الاحزان العراقية
- تأجيل الموقف من ميناء مبارك


المزيد.....




- -نفتقدك-.. كيتي بيري تغيب عن زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- في كوريا الشمالية.. من يُسمح له بالدخول إلى المنتجع الضخم ال ...
- ليلة تحييها ليدي غاغا وإلتون جون.. وتوقعات اليوم الأخير لحفل ...
- هل توجد مؤشرات حقيقية تدفع نتانياهو للتوجه نحو إقرار هدنة في ...
- -عراك بين إسرائيلي وإيراني- في أستراليا.. ما هي حقيقة الفيدي ...
- -شهيدات لقمة العيش-.. مصر تودع 18 فتاة قضين في حادث مأساوي
- خلفيات التوجه الأمريكي نحو إقرار وقف لإطلاق النار بغزة
- رواندا والكونغو الديموقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن
- التداعيات المحتملة لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورو ...
- تحذيرات من موجة حر قياسية تضرب جزء من أوروبا ومخاوف من حرائق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تظاهرات المدللين