أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامي بزيع - المظلة ظل الالهة














المزيد.....

المظلة ظل الالهة


كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 3665 - 2012 / 3 / 12 - 17:27
المحور: الادب والفن
    


لا شك ان كلمة مظلة انما تدل على الظل وهذا ما يفسر وجودها، وان كلمة شمسية تدل على الوظيفة التي تتعهد القيام بها وهي الحماية من اشعة الشمس، بالرغم من ان كلا المصطلحين: المظلة والشمسية يشيران الى الاتقاء من المطر والشمس، فنحن في اللغة العربية نشير الى الوسيلة التي تقوم بالوظيفتين على انها المظلة. لكن وجود المظلة ابعد من ان يكون مجرد اداة للحماية من المطر والشمس، فوجود المظلة الاولى ارتبط بالاعتقادات الدينية لدى الفراعنة الذين كانوا اول من استعملها، متخذة اسبابا دينية ادت الى ظهورها، فمثلت لديهم قبة السماء التي هي جسد الالهة "نوت"، هذه الالهة التي تمتد فوق الارض مثل مظلة واسعة تلامس الارض باصابع يديها من جهة واصابع قدميها من جهة اخرى، بينما تشّكل بطنها قبة السماء المرصع بالنجوم. وهكذا بدت المظلة تصغير للسماء الهائلة اي هي رمز للالهة نوت.

اذن تشكل المظلة قبة السماء، وهذه المظلة ليست الا جسد نوت، لذلك كان لا بد من صنع مجسمات صغيرة للالهة، تكون على شكل قبة السماء، فظهرت المظلة حوالي عام 1200 قبل الميلاد بدوافع مقدسة على اعتبار انها توفر الحماية والرعاية والوقاية، الامر الذي توفره السماء-الالهة لذلك اقتصر استعمالها في بادئ الامر على النبلاء فقط الذين يرفعونها، على رؤوسهم اينما كانوا، اما بالنسبة الى الفرعون فعليه ان يكون دائما في حماية المظلة، حيث تتعهد نوت بهذه المهمة بشكل الظل الذي تمثله المظلة على رأس الفرعون والا اصابه الاذى.

ولان المظلة هي تجسيدا للالهة نوت وظلا لها فقد اعتبرت دعوة الفرعون لفرد ما للوقوف تحت مظلته شرفا عظيما ودلالة على حماية الملك له .
وكان الظل الذي ترخيه المظلة خارج البيت يعتبر مقدسا لانه كما ذكرنا ليس الا ظلا للالهة نوت، من هنا فاذا حدث ان داس احد العامة على الظل عن غير قصد، اعتبر فعله تدنيسا للمقدسات وللمكانة الرفيعة للالهة، وكان ذلك دون شك نذير شؤوم سيعود بالويل على الشخص الذي اقترف هذه الخطيئة التي لا تغتفر.

نوت ربة السماء والضوء تتجسد في مظلة تحمل النور لكنها بالوقت عينه تقدم الظل، فلا يتجسد لها وجود الا في الهواء الطلق حيث يمكن ان ينعكس ظلها على الارض، اما داخل البيوت فلا يمكن ان يظهر ظلها، لذلك اعتبر فتح المظلة داخل البيت فأل شؤوم، فالمظلة ليست الا تجسيد الالهة نوت، اما اذا فتحت المظلة ولم تجسد الظل فهذا يعني ان الالهة غاضبة بل هي ستنزل اشد الاذى بمن فتح المظلة حيث لا يمكن لظلها ان ينعكس، من هنا نجد تفسيرا للتقاليد الشعبية السائدة في مجتمعاتنا في الوقت الحالي التي ترى في فتح الشمسية داخل البيت نذير شؤوم.

لا بد من القول ان الفراعة اعتقدوا ان الالهة نوت ربة السماء قد وجدت منذ عهود الخلق الاولى وانها جاءت من بيضة عظيمة طفت على وجه الماء حيث كانت هذه البيضة هي الاصل في نشوء الكون.
بقيت المظلة تستعمل لقرون عدة في الطقوس والشعائر الدينية قبل ان تنتشر في اصقاع الارض للحماية من المطر، ولا تزال عادة سير احد الاتباع وهو يحمل المظلة وراء بعض الشخصيات الدينية والسياسية في اشارة الى حمايته لا تزال مستمرة الى اليوم، وهي العادة التي كانت سائدة عند الفراعنة المصريين الذين هم كانوا اول من ابتكر المظلة.



#كامي_بزيع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة متأخرة
- مباركة انت
- الفقر المؤنث
- رسائل الصمت
- جنون العاصفة
- الجريمة
- شهيدة العلم
- الموت الجميل
- من اين يأتي الاطفال في اسكندنافيا؟
- العرب والطيب المذكر
- المرأة والغناء
- طزاجة الكلمة
- الطعم المالح
- حدود الجسد العربي
- الموضة الخضراء
- جدي
- المرأة والليل
- ايها الكتاب
- لماذا تسمى المراكب ؟
- واكثر


المزيد.....




- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامي بزيع - المظلة ظل الالهة