أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامي بزيع - طزاجة الكلمة














المزيد.....

طزاجة الكلمة


كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 3643 - 2012 / 2 / 19 - 16:44
المحور: الادب والفن
    


يحدثك احيانا اشخاصا، فتشعر ان كلمتهم تخرج طازجة، جديدة، نضرة، غضة، كانها تقال لاول مرة، كانما انبثقت في هذه اللحظة بالذات، فلم تكن موجودة قبل اللحظة، او قد نحتت للتو، لاول مرة تلامس سماعك، او انها لاول مرة ترى النور.
ان الكلمة الطازجة تشعر بان حروفها تتجمع وتتآلف بطريقة مختلفة عن المألوف، فهي تركبت من نغمة مختلفة، وايقاع اخر فريد، فتقع لديك موقع الفرح او لنقل الدهشة.
قلة من يستطيعون استيلاد الكلمات بهذا الشكل، فتخرج الاحاديث او الكتابات عن نطاقها الاستهلاكي العادي.
ان كلمة "احبك" التي تقال الاف المرات، ليست هي ذاتها عندما تقال لاول مرة، فالاحبة الذين يسمعون هذه الكلمة لاول مرة، يعتقدون انها تؤلف لهم فقط ، وان اللغة استعصت عليها حتى اوجدها الحبيب.
الكلمة الطازجة، منبعها الروح، هناك تكمن زمانا قبل ان تجد من يوقظها، فليس لجميع الناس القدرة على انتزاع الكلمات الطازجة. انها لا تقال الا لصاحبها فقط، هي خلقت له في قلب شخص آخر، وتعود اليه على لسان هذا الشخص.
انها الفكرة الحرية القادمة من البرية، من الحرية، من اللامحدود، لذلك تأتي خافقة بالنبض، فمكانها الروح، ومبعثها الانفعال العذب، لذلك تصل الى الاعماق، ويأخذ المرء فيها بالتأمل.
تتجلى طزاجة الكلمات اكثر ما تتجلى عند الاطفال، الذي اذا نطق "بابا، ماما" لاول مرة، تجد ان هذه الكلمة نقية لم تلوثها بعد الدقائق، ولم تستهلكها الحروف، تجدها عذبة، تأسر الروح ، تدغدغ الفؤاد. كما الوردة التي تفتحت مع الفجر ولم تطالها العين بعد، كالارض البكر التي لم تطأها قدم انسان، تاتي من الفضاء الاول، الذي يحتفظ بالبذور، لتصبح ثمارا، وهي ثمرة يانعة، شهية عابقة بالتخمر والكمال، لم تطحنها التجربة الحياتية، والممارسة اليومية.
ونحن نحتاج الى الكلمات الطازجة، الى لغة طازجة، وانفعالات طازجة، بعيدة عن التدجين والاقنعة والاستهلاك والتقنيين. حاجتنا الى الطبيعة المتوحشة "البدائية"، التي كانت لنا الاصل، وبها نتكامل ونكتمل، ونبتعد على ان نكون نسخا "معولمة" نردد كالالات الكلمات الدارجة، العصرية، التي تبثها وسائل الاعلام بطرقها المتعددة.
ان اللغة الطازجة هي الفرادة والتفرد، هي الاستثناء للشائع، لذلك لها وقعها المميز والمغاير، ويكون لدينا القدرة على ان نبقى بتواصل مع منبع الطزاجة، طالما كنا اكثر تصالحا مع انفسنا، في العمق، حيث كل شيء يولد ويموت هناك.



#كامي_بزيع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطعم المالح
- حدود الجسد العربي
- الموضة الخضراء
- جدي
- المرأة والليل
- ايها الكتاب
- لماذا تسمى المراكب ؟
- واكثر
- زمن المرأة قادم
- التحرش الجنسي
- الرجولة والانوثة
- لماذا تعود الى احلامي
- مساحة الانسان
- على المائدة
- حصان طروادة
- برامج الواقع والثورة العربية
- بك اولد من جديد
- المرأة ابتكرت التكنولوجيا والزراعة والفخار
- ايفا فورست
- مفهوم اللا-مكان


المزيد.....




- شاهد.. فيلم نادر عن -أبو البرنامج الصاروخي الإيراني-
- تمثال من الخبز طوله متران.. فنان يحوّل ظاهرةً على الإنترنت إ ...
- مسك الختام.. أناقة المشاهير في حفل اختتام مهرجان الجونة السي ...
- ايران تحرز ميداليتين ذهبيتين في الفنون القتالية ببطولة آسيا ...
- فلسفة الذكاء الاصطناعي.. الوعي بين الفكرة والآلة
- أحمد مالك أول مصري يفوز بجائزة أفضل ممثل في -الجونة السينمائ ...
- حيدر التميمي عن الاستشراق والترجمة في فهم الفكر العقدي الإسل ...
- توقف عن التسويف فورا.. 12 كتابا تكشف علاقة الانضباط بالنجاح ...
- فيلم -ضع يدك على روحك وامشِ- يفوز بجائزة في ختام الدورة الـ8 ...
- هل انتهت أزمة الفيلم المصري؟ مشاركة لافتة للسينما المصرية في ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامي بزيع - طزاجة الكلمة