أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامي بزيع - لماذا تسمى المراكب ؟














المزيد.....

لماذا تسمى المراكب ؟


كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 3619 - 2012 / 1 / 26 - 20:50
المحور: الادب والفن
    


تتميز المراكب عن سائر وسائل النقل الاخرى، التي تكفي الاشارة الى الخط التي تسلكه كما القطارات والحافلات او الطائرات او السيارات. يبدو ان المراكب والقوارب والسفن والعبارات واليخوت، مثلنا نحن البشر تعطى لها هوية خاصة، منذ لحظة ولادتها، انها تولد كما الاطفال، تتخذ اسماء تميزها، كان لها ارواحا ووجودا يفرض عليها التسمية، كما بقية الكائنات الحية الاخرى.
هل لانها مثلنا نحن البشر، لها اقدارا تلازمها: تولد، تسافر، تشيخ تعبر وتموت؟
هل لان لها ارواحا تسكنها كما تدعي الاعراف البحرية، وعليه لا بد من تمييزها عن غيرها من الكائنات، كما غاية الاسماء عموما؟
غالبا ما تتخذ المراكب اسماء صبايا، كأن الانوثة هي التي تؤنس البحارة في سفرهم الغامض بين الامواج، وقد تتخذ تواريخ ورموز تثير التساؤل والحشرية في كثير من مظاهرها.
السفن العملاقة كما قوراب الصيد الصغيرة جميعها لها اسماء. تتخذ تسمياتها احيانا من القديسين والاولياء والصالحات!! والصالحين. احيانا اسماء مستمدة من لقب مالكيها فتبدو المراكب ابناء تحمل اسم العائلة، وفي احيان اخرى تكون من اسماء الحبيبات، حتى يتحول الاسم الى الشخص نفسه. من اسماء المراكب، عدلة، اوزريس، حمامة، زهرة، احسان، حنان، جميلة، ضحى وغيرها. او قد تكون الاسماء للدلالة على التفاؤل والخير مثل: ناجية، راجعة، مبروكة، نافي، سليمة.
البعض يعتبر ان المراكب تتعمد في اول مرة تلامس فيها الماء، فور نزولها بالماء، من هنا لا بد لها من اسماء للعمادة، واسماء التعميد عموما تتأتى من اسماء المرسلين والقديسين. ومن دواعي سوء الحظ تغيير الاسم الذي تعمد فيه المركب.
اما البعض الاخر فيعتبر ضرورة تسمية المراكب قائم بسبب مخاطر البحر، حتى اذا حصل لها مكروه في البعيد، وعند طلب الاستغاثة لا بد من اعلان اسمها لفرق الانقاذ، ليتم تمييزها عن غيرها، وعموما تفيد تسمية المراكب في الاحاديث التي تدور بين البحارة انفسهم لقتل الضجر عبر اجهزتهم اللاسلكية.
والاسماء التي تطلق على المراكب، تضمن السرور والفرح لاصحابها، لذلك تستبعد الاسماء التي توحي بالشر او التشاؤم، فالاسماء يجب ان تحمل معنى مبشر.
ان الاحتفاظ باسماء المراكب التي اتخذتها لاول مرة هو امر اساسي وجوهري، يزعم البحارة انه لاحترام المركب، وبالتالي احترام صاحبها الاول الذي باعها او وهبها. وكثير من المراكب تضع لوحة صغيرة مكتوب عليه الاسم الاساسي للمركب، اذا ما لجأ اصحابها الى التغيير فيه.
ان تغيير اسم المركب هو من سوء الطالع بحسب الفلكلور البحري، ورغم الاسماء المؤنثة التي تحملها المراكب، فان ابحار النساء بالمراكب هو ايضا من سوء الطالع!! كما عدم حمل مرآة على متن المركب.
في مجال السفن الحربية، غالبا ماتطلق اسماء ابطال عسكريين، مناضليين او مناطق ثورية، او اسماء شهداء قضوا في سبيل الدفاع عن الوطن.
عادة تسمية المراكب ليست جديدة انما هي تعود الى الفنيقيين الذين كانوا يسمون مراكبهم باسماء الهة الحماية. وهناك اسطورة اخرى تروي ان تسمية المراكب تعود الى انها كانت تنقل الموتى الى الحياة الاخرى، ولهذا كانت تسمى باسماء ارباب الحياة والبعث.
كان قدر التايتنك ان تغرق، كما اية صبية اخرى وكذلك امر كونكورديا في هذه الايام، ترى هل تتعذب المراكب قبل ان تموت؟
ان اعطاء المراكب اسماء انما يجعلها تتماثل بالانسان، الذي ايضا يغدق اسماء على حيواناته الداجنة، هل يرى بها روحا حية، هل هي تنبض بالحياة لتتخذ اسماء؟.



#كامي_بزيع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واكثر
- زمن المرأة قادم
- التحرش الجنسي
- الرجولة والانوثة
- لماذا تعود الى احلامي
- مساحة الانسان
- على المائدة
- حصان طروادة
- برامج الواقع والثورة العربية
- بك اولد من جديد
- المرأة ابتكرت التكنولوجيا والزراعة والفخار
- ايفا فورست
- مفهوم اللا-مكان
- الشرف والرجولة
- مارتين هيدغر: بناء، سكن، فكر
- هل من تحوّل؟
- ليلة رأس السنة
- الخدود
- المراة مكان الخلق
- قصة نبية


المزيد.....




- المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة ...
- مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل ...
- صدر حديثا ؛ حكايا المرايا للفنان محمود صبح.
- البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة -ا ...
- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامي بزيع - لماذا تسمى المراكب ؟