أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - حكاية الديك باشا














المزيد.....

حكاية الديك باشا


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3657 - 2012 / 3 / 4 - 01:19
المحور: كتابات ساخرة
    



حكاية الديك باشا
تقول الحكاية ...
إن رجلا كان يعانى الكثير من المصائب .. بسبب تصرفات غريبة ل " ديكٍ " يملكه جاره .. ومن الصياح الهستيري لهذا الديك .
صياح يبدأ قبل طلوع الفجر.. ويمتد النهار بطوله .. ولا ينتهي إلا عند غروب الشمس .
لم يعد أمام الرجل.. الذي عانى ما عاناه من ذلك الصياح .. وتلك الهستيريا .. غير أن يطأطيء رأسه خجلا .. ويطرق باب جاره صاحب الديك .
- أهلا وسهلا.. لقد تشرفنا بهذه الزيارة المباركة.. ( قال صاحب الديك ) .. ولكن.. ما سر زيارتكم الطارئة يا جاري العزيز ؟
قال له الرجل: يا سيدي .. مع كل الاحترام والتقدير لمقامكم الكريم .. أود أن أشكو إليكم سلوك الديك الذي تملكون .
إن هذا الديك قد بدأ ينغصّ علي ّ حياتي .
ففي الوقت الذي أكون فيه غارقا في النوم .. يهّب هذا الديك كالمجنون .. ويبدأ بالصياح .. ويتواصل صياحه .. إلى أن انهض مذعورا من فراشي .. وأغادر بيتي حزينا متعبا .
و سأكون ممتنا لكم .. إذا تمكنتم من إيجاد حل لهذه المشكلة .
أجابه صاحب الديك : يا سيدي .. إن الجار قبل الدار ..
فمن هو هذا الديك ليقلق راحتك .
انه مجرد ديك أحمق .. مغرور .. يعتقد أن لا ديك غيره في هذا العالم .. وان على العالم اجمع أن يصغي إليه . . لذا فهو لايكف عن الصياح ... بمناسبة .. أو دون مناسبة .
ومن أجل عينيك .. وإكراما لمقدمك الكريم .. سأقوم بذبحه .. والتخلص منه ...
وسأعمل منه عشاء شهيا .. وأدعوك إلى بيتي .. لتأكل معي لحمه الطازج .. وتتحقق من رحيله دون رجعة .
وهذا ما تم بالفعل ...
ذبح الجار ديكه المشاكس.. و أعد ّ منه طبقا شهيا.. يُعرف ب"الديك ألمحشي ّ " .
ثم دعا جاره لتناول العشاء معه.
لبى الجار الدعوة.. وأكل واستمتع.. وحمد الله كثيرا..وشكر صاحب "الديك السابق " . . على لطفه وحسن ضيافته .. وعاد إلى بيته سعيدا.. ومطمأنا إلى أن القادمات من الليالي .. ستمرّ بسلام وسكينة .
مرت أيام قليلة...
وإذا بالرجل يعود طارقا باب جاره من جديد :
- ما خطبك يا سيدي هذه المرّة .؟ وما الذي تريده مني الآن ؟
فقال الجار : يا رجل .. أنا ممتن لك .. لسماحتك وصدق طيبتك .. وحسن كرمك .. وذبحك للديك الأثير لديك .
ولكنني الآن .. أصبحت استفيق مذعورا ..وليلا .. وليس فجرا .. على صوت العشرات من الديوك .. التي تصيح سوية دون ضابط ولا رابط .. وتمزّق أذني .. وتحرق أعصابي .. وليس هذا ما كنت انتظره منك .
قال له الجار .. صاحب " الديك المباد " :
- يا سيدي .. أنت اعترضت على وجود ذلك الديك .. وعلى صياحه .. وتطاوله على أمنك وسلامتك وراحتك .. فذبحته أكراما لك ..
ولكن ...
أنا عندي ثلاثون ديكا آخر .. غير الديك الذي ذبحته لك .
وكان ذلك الديك المذبوح هو " الباشا " بينهم .
أما السؤال عما اذا كان " باشا " الدجاج هذا .." باشا " بالحق أو بالباطل.. بمنقاره ومخالبه.. أم بمجرد نفشه لريشه المزركش .. أم لعلاقاته المريبة مع الكثير من الدجاجات .. فأنني لا أعرف الجواب حقا . .
ولكنهم كانوا جميعا .. دجاجات وديوكا.. ينظرون إليه ك " باشا " على أية حال .
" باشا " كان يسيطر على كل الديوك .. وتخاف كل الديوك منه.
حتى ديوك الأحياء المجاورة .. والمدن المجاورة .. والدول المجاورة .. كانت تهابه وتخشاه .
وكانت أهم خصلة فيه .. هو انه لا يسمح لأحد غيره أن يصيح.. سواء أكان ديكا.. أم غير ديك .
وبالأمس .. أنت من طلب مني التخلص منه .. ففعلت.
ولكن ..
لم يعد في غابة البيت الآن .. ديك يستطيع السيطرة على هذه " الديوك " كلها .. ويمنع حتى أصغر ديك فيها .. من اختراع الضجيج .
وها هي حناجر " الديوك " التي كانت يابسة لعقود .. قد انطلقت من عقالها .. وتحررت من قمقمها .. لتبدأ جميعها بالصياح .. وفي وقت واحد .. ضاربة عرض الحائط .. جميع التوقيتات المعتمدة لصياح الديوك .. منذ اكتشاف أول ديك على وجه الخليقة..والى أن ذبحت ُ لك ذلك الديك - الظالم - المستبد . . بناءا ً على طلبك .
والآن فأن ما أخشاه .. هو ليس السلوك المنفلت لديوكي المقهورة .
إن أكثر ما أخشاه يا جاري العزيز.. هو أن تتحالف ديوكي هذه .. مع ديوك أخرى .. قادمات من بعيد . .. فلا نذوق بعدها طعم النوم أبدا .. لا أنا .. ولا أنت .. ولا الحي بأسره .
كما أخشى أيضا.. من حراك " فراريج " لم تبلغ سن الرشد بعد.. وتتدرب الآن في " قنّ " ما .. في مكان ما ..على حروب " الأسيجة " .. واقتحام الباحات .. وهي تنتظر بفارغ الصبر أوان موسمها القادم .. لتنقضّ عليّ .. وعليك .. بمناقيرها المقدسة .
وإن غدا لناظره قريب .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما كنت طفلا .. وعندما كبرت
- التعديل الأخير لقانون غريشام
- في تلك الليلة
- نهايات عراقيّة لمقدمة عبد الرحمن بن خلدون
- أمنيات صغيرة
- من الليل ِ .. إلى الليل
- أبراج الحظ الوطنية
- على بُعد ِ ليل ٍ .. من الأندلس ْ
- لم َ لا
- سيرة ٌ من ثلج .. لكائنات ٍ من مطر ٍ وطين
- مصفوفة الروح
- أنتم لا تطرقون الباب .. وسيدتي لن تجيء
- مشكلة الدجاجة .. وإشكاليات الديك
- الدور الأقتصادي للدولة في العراق : اشكاليات ومحددات التأسيس ...
- طغاة .. وكرنفالات .. وقبائل
- جنود أيلول .. قطارات سبتمبر
- تأبين ٌ متأخر ْ .. للمقهى البرازيليّة
- بغداد .. سينما
- الكتابة في درجة خمسين مئوي
- بين بغداد .. وضحاها


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - حكاية الديك باشا