أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - جنود أيلول .. قطارات سبتمبر














المزيد.....

جنود أيلول .. قطارات سبتمبر


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 3481 - 2011 / 9 / 9 - 02:24
المحور: الادب والفن
    


جنود أيلول .. قطارات سبتمبر



ونحن قادمون من " جلولاء "
صوب بغداد
/ في قطار ٍ خَرب ْ / .
وقبل أن ندخل َ بيت " أبي سفيان "
بخمسة عقود ْ .
كان ملوكنا حالمين .
وكان " ضباطنا الأحرار"
يغازلون في ثكناتهم المعتمة
بنادقهم الصامتة .
وكان الأمن مستتبا ً
كنخلة ْ .


***


لا أحدَ في تموز
يكتب ُ قصائد َ ذات معنى .
يقطع ُ الشعراءُ تذاكر َ صحوتهم
كالجنود ْ
ويركبون َ قطار َ أيلول
عائدين َ إلى سيرة ِ الدّب ِ
في الشتاء ِ المقدّس ْ .


***



لا ليل َ في أيلول .
ولا مطر ٌ غير ًُ معلن ْ .
لا شيءَ في بغداد َ
ولا أحد ْ
ولا ضوء َ في قطاراتِ الليل ِ
الخائضة ِ بالطين ِ
وزُرقة ِ الوشْم ِ
والدشاديش ِ الكالحة ِ
والدجاج النزق ْ .


لا نادل َ في المحطات ِ .
ولا نافذة يطل ّ ُمنها العابرون
على سنابل يوسف السبع
وحبّاتها المستحيلة ْ .

ثمة فقط ..
نسوة ٌ كالحات ْ
تفوح ُ من أثدائهّن َ المتهدّلة ْ
رائحة ُ اللبن ِ المضمّخ ِ
بزيت ِ الديزل ْ .




***



لماذا يكون ُ أيلول
شهرا ً صالحا ً للقتل ِ
وسبتمبر أفضل وقت ٍ
لشرب ِ القهوة ْ ؟

لماذا الثلاثاء ُ يوم ٌُ جميل ْ
والسبت ُ ثقيل ٌ على القلب ِ
والجمعة ُ خانقة ْ ؟؟




***


في أيلول الفائت ِ
/ قبل َ عقود ْ /
وبينما الغيم ُ الأبيض ُ
يغطي قمَرَ الكرخ ِ البهيّ ْ
دَسسْتُ أول ّ َ قبلاتي
في شفتيها النديتين .
وشهقتُ من الحبور ِ
وكان العشق ُ أخضر َ داكنا ً
والقمر ُ أزرقا ً
وحبيبتي شاحبة ٌ
كالندى
والحرب ُ العراقية ِ – الأيرانية ِ
لم ْ تبدأ بعد ْ .




***


كان أيلول ْ
يختبيءُ في الكراجات ْ .
ومن " النهضة ِ "
إلى " العلاوي "
لم يكن هناك جنديّ ٌ واحد
لا يحتسي شاي الغياب ِ
في الوجوه ِ المُطفأة ِ
لأمهات الخبز ِ و " القيْمَر ِ "
والعسل ِ المغشوش ْ .





***



لا أحد َ في الأشهُر ِ الحُرُم ِ
يستقلّ ُ قطار َ البهجة ِ
ليذهب َ نحو أيلول
ويلعق َ كالكلب ِ حساء َ العَدَس ِ
ويقتل َ " الفرْس َ المَجوس َ "
على " الساتر ْ " .

***



ونحن ُ في آخر ِ العربات ِ
يعلونا غبار ُ السكك ِ الضيّقة ِ
قادمين َ من عواصمنا المظفرّة ْ
إلى حيث يرجمنا صبية ُ القرى
بروث ِ البهائم ِ
ندرك ُ متأخرين ..
أن لا أحد بأنتظارنا
في المحطة ْ .


***



ونحن ُ نمضي ..
صوب َ آخر ِ عربة ٍ في القطار ْ
سندرك ُ كم كان الطريق ُ طويلا ً
نحو بغداد أخرى .
وأن آخر تمْرَة ٍ
في آخر عذق ٍ
في آخر نخلة ٍ
شاخصة ٍ على الشّط ِ
ستبحث ُ في البصرة ِ
عن أيلول آخر
غير ُ هذا الذي في العراق ْ .



***



كُلنا ركَبْنا قطاراتنا الشاردات ْ
دون سكك ٍ
أو محطات ْ
وذهبنا إلى التيه ِ وحيدين َ
كأنبياء مدججين بالليل ِ
في مدن ِ القيظ ِ
والشموس ِ التي لا تغيب ْ .

كلنا ذهبنا إلى معاركنا الكبرى
حفاة ً
كالقطا
تاركين أنبل َ خيلنا
في مكبّات ِ القمامة ْ .


كُلنا كان سائسا ً
لهذا المصير ِ الموارب ِ
/ كأبواب ِ المباغي /
حيث ُ نلد ُ.. ثم نولد ُ
في أيلول آخر ..
وقطارات أخرى .




***



ونحن ُ نمضي ..
صوب آخر واحة ٍ
في روحنا المتعبة ْ
سندرك ُ أن ّ أزمنة ً كثيرة ً
/ لاتشبه ُ أيلول في شيء ٍ /
قد غادرت ْ أسفارَنا .
وأنّ بطوننا امتلأت ْ بثريد ِ الفتوحات ِ .
وإننا نعُد ّ ُعلى أصابعنا الآن
ما تبقى لنا من عربات ٍ وقت ٍ
ونهرب ُ بنسياننا
صوب َ " مقبرة الكرخ ِ "
أو " سراديب النجَف ِ " الفسيحة ْ .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأبين ٌ متأخر ْ .. للمقهى البرازيليّة
- بغداد .. سينما
- الكتابة في درجة خمسين مئوي
- بين بغداد .. وضحاها
- توصيف النظام الاقتصادي في دساتير الدولة العراقية 1925-2005
- البيان الأخير لحوت العنبر
- الأداء الأقتصادي للقطاع الخاص في العراق :(الخصائص والمحددات ...
- العراق والكويت والولايات المتحدة الأمريكية : مأزق الملفات ال ...
- القراءة الخلدونية ( حكايات جديدة لأطفال ٍ في الستين من العمر ...
- قلب ٌ وحيد ُ الخليّة
- مملكة العراق السعيدة
- الأمل ْ .. أوّل ُ من يموت
- تفاحة ُ الأسى
- القطاع الخاص وأنماط التشغيل في العراق ( أبعاد المشكلة وإشكال ...
- الحزن هنا .. فوق قلبي
- - فوضى هوبس - : الفرد الخائف .. والدولة التنين .
- أحزان مستلة .. من الفرح القديم
- همرات .. ورعاة .. ومسالخ
- الفساد والمناصب : ريع الفساد .. وريع الراتب
- الشرق الأوسط الجديد : من مملكة المغرب .. الى سلطنة عمان


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - جنود أيلول .. قطارات سبتمبر