|
مملكة العراق السعيدة
عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 21:16
المحور:
الادب والفن
مملكة العراق السعيدة
في بلد ٍ مَر ِح ٍ كالعراق ْ نتراشق ُبالضحك ِ المجانيّ ونكشّرُ عن أسنان ٍ باسمة ٍ كأنياب ِ الفراشات ْ .
***
العراقيون أجمل ُ المخلوقات ْ يموت ُ أحدُهُم على أحِدِهم ْ من الحُب ْ . ويقيمونَ في أعشاش ٍ سماوية ٍ كالعصافير .
***
الماء ُ مُشاع ٌ في العراق والنفط ُ مُشاعٌْ والأرض ُ مُشاعة ْ . إشرَب ْ كما تريد ْ وأستخرج ْ ما تريد ْ وأستوطِن البيت َ الذي تريد ْ فالمملكة ُ رحبة ٌ جدا ً كسهول البلقان ِ البهيّةِ والشعب ُ سعيد ٌ جدا ً كأبقار ِ الدنمارك ْ .
***
العراقيّون َ أرّق ُ الكائنات ْ فأن كنت َ فضّا ً غليظ َ القلب ِ إنفضّوا من حولِك ْ .
***
العراقيّون َ لا يحتملون َ الأستبداد لحظة ً واحدة ْ رغم َ أن ّ دجلة َ / كما الفرات ْ / يغور ُ فيهم عميقا ً من العظم ِ الى العظم ْ . العراقيّون َ لايُصَفِقوّن َ دون َ سبب ْ ولا يهزجون َ دون َ سبب ْ ولا يرفعون َ بيارقهم ْ دون َ سبب ْ ولا يرمون َ " عقالهم ْ " على الأرض ِ دون سبب ْ ويعشقون الملك آرثر ويصغون َ له ُ بخشوع ْ كفرسان ِ المائدة ِ المستديرة ْ .
***
العراقيّون َ جدليّون ْ لأن ّ كارل ماركس كان َ يعمل ُ حوذيّا ً في منزل ِ العائلة ِ القديم ْ . العراقيّون َ قادمون َ من اليوتيبيا يقاتلون َ كعنترة َ العبسي ّ ويعشقون َ كقيس بن الملوّح ْ ويعيشون َ كعرْوة َ بن الورد ْ ويفكّرون َ كنيتشة ْ .
***
العراقيّون َ إشتراكيّون َ – طوباويّون يتقاسمون َ الفائض الأقتصاديّ َ والخبزَ الأسْوَد َ والماء َ الآسِن َ وطفح َ المجاري وأبخرة َ المزابل ِ بالعدْل ِ ويستضيفون َ قبائل َ " الهوتو " وعشائرَ " التوتسي " في مضاربهم العامرة ْ وينحرون َ لهُم ْ أفضَل َ أحصنتهم ْ .
***
العراقيّون َ يقفون َ بإجلال ٍ على خط ّ ِ الفقر ِ الوطني ّ ِ واحدا ً تلو َ الآخر ْ مؤمنين َ إيمانا ً راسخا ً بالخطة ِ الخمسيّة ِ والتنمية ِ المكانيّة ِ وبأن ّ من يعيش َ الآن َ في " القطاع صفر " في " مدينة الصدر " وفي مزابل َ " سبع ِ البور ْ " سيتزلج ُ بعد أربع ِ سنوات ٍ على سفوح جبال الألب ْ الديناريّة ْ وسوف يمتلكُ شقّة ً في لندن ْ وكوخا ً في جُزُر ِ المالديف ْ ويختا ً في مرسيليا .
***
العراقيّون َ دائما ً حليقوا الوجوه ْ رائِحتهم ْ زكيّة ْ وأينما تلتفِت ْ ستجِد ْ يابانيا ً مُستنسخا ً يهز ّ ُ رأسَه ُ بوداعة ِ بوذا وحكمة ِ زرادشت ْ وصبْر ِ الساموراي ْ النبيل ْ .
***
العراقيّ ُ الذي يبدو .. / كرَجُل ٍ يعيش ُ في مقبرة ٍ حوله ُ عشرة ُ أطفال ٍ واجمين وفيالق ُ من الذباب وأمرأة ٌ حامل ٌ يتدلى من صدرها رضيع ٌ دامع ُ الأنف ِ عمرُه ُ ستة ُ أشهر ٍ / ليس َ عراقيا ً .
***
كل ّ ُ إمرأة ٍ في العراق ْ .. سندريلا ّ . حتى ّ جدتي .. سندريلا ّ . سندريلاّت سافرات ْ وسندريلاّت محجبّات ْ وسندريلاّت مُنقبّات ْ وفردات ُ الأحذية ِ / المستعارة ِ من الجنيّات ِْ / تتطاير ُ في كلّ ِ مكان ٍ . والأمراء ُ – الشباب ُ مشغولون بجرّ ِ العربات ِ / كثيران ٍ غير ُ مجنحّة ٍ / في " شورجات " العراق ِ المتحدّة ْ .
***
العراقيّون َ ديموقراطيّون َ بالولادة ْ ومن أبوين ِ ديموقراطيين بالولادة ْ . ومنذ ُ خمسة ِ آلاف ِ عام ْ وهُم ْ ينتخبون َ قادتهم ونوّابهم ووزراءهم ومدراءهم العّامين / ومن هم بدرجتهم / مرّة ً كل أربع ِ سنوات ٍ بتوقيت غرينتش . وحين تم ّ إغتيال يوليوس قيصر قطع َ البرلمانُ العراقي ّ ُ علاقاته ُالتاريخيّة بمجلس ِ الشيوخ ِ الرومانيّ .
***
العراقيّون َ لايحزنون َ ولا ينتحبون َ ولا يعانون َ من الكآبة ْ . العراقيّون َ يمشون َ دائما ً يمشون َ أبدا ً ولا يعرفون َ إلى أين ْ . فباصات ُ " مصلحة نقل الركّاب " الحمراء ُ اللون / ماركة لييلاند ْ / إنقرضت ْ منذ ُ عصور ٍ سحيقة ٍ كديناصور ٍ سومريّ ٍ طيّب القلب ْ .
***
العراقي ّ ُ يولد ُ بكرامة ويعيش ُ بكرامة ويموت بكرامة وأبتسامته ُ البلهاء لاتفارق ُ شفتيه . وحين يحشرونه ُ في حفرته ِ الأخيرة / كعراقي ّ ٍ صالح ْ / يودّعونه ُ قائلين ْ .. مبروك ٌ عليك لقد ْ تخلّصْت َ من التعَب ْ !!!
***
جميعنا عراقيّون أقحاح ْ . جميعنا قادة ْ . جميعنا أفذاذ ْ . جميعنا ضرورات ْ . جميعنا رُسُل ْ وكل ّ ٌ مناّ يتأبّط ُ رسالته ُ كخير ٍ مُطلق ْ . ورغم َ ذلك َ فأن ّ الرسائل َ لاتصل ْ إلى عتبات ِ العراق ِ المفتوحة ٍ أبدا ً .
***
لاتقل ْ لعراقي ّ ٍ مُعتّق ٍ .. - غادِرْ جلدك َ فقد ْ تغضّن َ ولم ْ يعُدْ أحد ٌ هنا يتعرّف ْ عليك ْ . سيرّدُ عليك َ .. - "بلادي وإن جارت ْ علي ّ عزيزة ٌ/ وأهلي وإن شحوّا علي ّ كرام ُ". عندها سوف تعوي عو عو عو . عوعو عليك . وعوعو على أهلك َ الكرام ْ . وعوعو على مملكة ِ العراق ِ السعيدة جدا ً بهذا الخراب ْ .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأمل ْ .. أوّل ُ من يموت
-
تفاحة ُ الأسى
-
القطاع الخاص وأنماط التشغيل في العراق ( أبعاد المشكلة وإشكال
...
-
الحزن هنا .. فوق قلبي
-
- فوضى هوبس - : الفرد الخائف .. والدولة التنين .
-
أحزان مستلة .. من الفرح القديم
-
همرات .. ورعاة .. ومسالخ
-
الفساد والمناصب : ريع الفساد .. وريع الراتب
-
الشرق الأوسط الجديد : من مملكة المغرب .. الى سلطنة عمان
-
مختارات من الكتاب الأخضر , للرجل الأخضر , القادم من - جهنم -
-
ذل ٌ بارد ٌ .. ذل ٌ حار ْ
-
حمّى الوديان المتصدّعة
-
عندما لاتنخفض السماوات .. في الوقت المناسب
-
لماذا راحتْ .. ولم تلتفتْ ؟
-
وطن من صفيح .. وطن من ابل
-
الرفاهية والأمثلية في الدولة الريعية الديموقراطية ( أعادة تو
...
-
الأقتصاد السياسي للفصل السابع ( صندوق التعويضات , وصندوق تنم
...
-
مواسم الهجرة من النهار الى الليل
-
دفاتر الحرب ( مقاطع من هذيان جندي مسن من بقايا الحرب العراقي
...
-
صحراء الربع الخالي
المزيد.....
-
خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ
...
-
في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
-
الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
-
مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا
...
-
-الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
-
عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده
...
-
-بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
-
مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
-
بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
-
وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه
...
المزيد.....
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
المزيد.....
|