عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 3410 - 2011 / 6 / 28 - 01:51
المحور:
الادب والفن
البيان الأخير لحوت العنبر
في البحر رائحة ٌ
لاتنتمي لطحلبة الروح ِ
ولا لعشب الضفاف ِ
ولا للمرجان ِ الميتْ .
في البحر رائحة ٌ...
لا تنتمي لي .
***
كان الأخدودُ عميقا ً
وثمة ملح على الزعنفة
واسماكٌ صغيرة ٌ تنام ُ في أقبية الظهر ِ
كحزن ٍ يصطاد ُ في عيون ٍ قديمة .
***
كانت " الحوتة ُ " التي أحبها
دائما ً معي
نمخرُ عباب تيهنا
وحيدين ِ كالصمتِ
ننتظر ُ لحظة ً نتناسل ُ فيها
بعيدا ً عن عيون ِ الحبّار ِ المُطفأة ْ.
***
كلّ ُ شيء ٍ هنا له ُ رائحة ٌ ..
عدايْ .
حين َ تبتعد ُ الرائحة ُ
يقترب ُ الموتْ .
***
ليس شرطا ً
أن تتوافق أنماط العيش في البحر ِ
مع صوت الموجة ِ في القلب ِ
ومع بضعة أحلام ٍ تائهة
في بطون القواقع .
***
رغم كلّ ِ هذا الطول ِ والعرض ِ
وهذي الأناث ُ
وهذا الكبدُ المترعُ بزيتِ الحنين ِ
وهذه السفن السخيفة على السطح ِ
وهذي الأسماك الصديقة
والحيتان العدوّة ِ
أتهادى على وقع زعنفتي دون ضوء ٍ
وأشعر ُ بالوحدة .
***
قبل أن أغفو بقليل ٍ
داهمني السردين ُ كالنمل ِ
وأستوطن مملكتي
وأنجبت ْ الأنثى التي أحببتها
سرادين صغيرة .
***
حين مات أبي
لم يتجرأ أحدٌ في مملكة البحر
على إعلان موته .
وها أنذا ..
مسفوح ٌ على الرمل ِ
وثمة ذباب ٌ كثير
يتناسل ُ فوق جلدي .
***
ليس َ صحيحا ً
أنني حين َ كنت ُ على رمل ِ الساحل ِ
بكيتُ خيانة َالسماوات ِ لي .
فلطالما كان البحر ُ
مليئا ً بالخوَنة ْ .
***
لم يطفيء ُ الملح ُ عيني
بل غربة ُ الماء ِ
هي التي جعلت ْ
غربة ُ الرمل ِ
ملاذا ً لروحي .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟