أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - أنتم لا تطرقون الباب .. وسيدتي لن تجيء














المزيد.....

أنتم لا تطرقون الباب .. وسيدتي لن تجيء


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 3572 - 2011 / 12 / 10 - 18:55
المحور: الادب والفن
    



لم أرثْ شيئا ً
عدا حصيرة َ عشب ٍ
تتوسد ُ القلب َ
معتّقة ٌبحنين ٍ غيرُ مفهوم ٍ
لوجوه ِ قديمةٍ جدا ً
بللّ الطفل ُ أصابعه ُ
وألصقها فوق روحي .



****


لم ْ أرثْ شيئا ً
عدا عيون ٍ منقوعة ٍ بالهمّ ِ
كذاك الخبز اليابس
المغموس في حساء الباقلاء
يوم كانت " بريمز " أم عباس
تزأر ُ في وجهي الصغير
الملوث ب " البطنج "
هناك في تلك الأزقة
حيث يتكاثرُ الأطفال ُ
دون سبب .


***



لماذا أرث ْ شيئا ً
واليوم ُ القادم ُ
أبعد ُ من أن يكون بعيدا ً
عن وجهها المشاكس ِ
كأبليس ٍ صغير ٍ
وعن رائحة ِ الهجر ِ النافر ِ
من عروق رقبتها
وعن دمعها الحلو ذاك
النابت فوق صدري .


***



ها أنذا ..
أصادفها
وتصادفني
ولا شيء بيننا
غير وجوه ٍ تشبهها
لنساء ٍ صغيرات ٍ
لم يتعرّفن بعد
على خطايا الوجوه
عندما تكون ُ بعيدة .


***



لا شيء يشبهني .
لا شيء يشبهها .
وحين ألتمس ُ الدفءَ
في أصابعهّنَ السمراء
وأظافرهّنَ الملونة
تأخذني رائحة ُ العشب ِ بعيدا ً
نحو حقول القمح تلك
المضمّخةِ بالدفلى
والنارنج ِ
و " لمبة " الشاي
وفحم ِ الخشب ْ .


***



كم هو مخجل ٌ
أن أمد َّ يدي
فيصدّني حائط ٌ بارد ٌ
ورماد ٌ قديم .
كم هو مخجل ٌ
أن أعبْرَ جسور بغداد التسعة
نحو " صوب ٍ "
لا أجدْ فيه من ينتظر
بقاياه ُ في قنطرة ِ الروح ِ
ويأخذ ُ بيدي
كشيخ ٍ أعمى
نحو " الصوب ِ " الآخر ِ
من بغداد .


***



كم هو مخجل ٌ
أن تعبر َ جسر " الصرافيّة "
ولا يصادف وجهك َ
وجه أمرأة ٍ واحدة ٍ
صدفة ً
وأن تعبر َ جسر الشهداء
ولا يصادف ُ أبطك َ
صدفة ً
كتاب ٌ واحد .


***


كم هو مخجل ٌ
أن تعبر َ جسرا ً ما
ولا تصادف ُ روحك .


***



كم هو مخجل ٌ
أن تعبر َ وطنا ً تلو آخر
ولا تصادف ُ وطنك
حتى وإن كان ظلا ً عابرا ً
في الدروب ِ البعيدة
إلى حيث لا تنتمي إلى شيء ٍ
ولا ينتمي شيء ٌ إليك .


***



ألملم ُ حطبي
وأمضي إلى " مناقلكم "
باحثا ً عنكم
في رمادكم القديم
ورمادي ّ هذا
حيث ُ أتكوّم ُ فوق جلدي
وأعد ّ ُالشايَ لكم
وأعرفُ أن أحدا ً
لن يطرق ََ الباب َ بعدي .


***


إنها لن تجيء .
مباركة ٌ حيث ُ راحت ْ
وجوهها التسع ُ
ورائحتها المقدّسة
وترابكم القديم
حيث ُ لم تزل أقدامكم
بأحذيتها المهترئة
توميء ُ لي .


***


أنتم لا تطرقون َ الباب َ
ومَن ْ راحَت ْ
صعب ٌ عليها
أن تجيءْ .
وأنا أعد ّ ُ الشايَ
لعلَّ هذه الرائحة
تأتي بما
أبدا ً
لا يجيء ْ .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة الدجاجة .. وإشكاليات الديك
- الدور الأقتصادي للدولة في العراق : اشكاليات ومحددات التأسيس ...
- طغاة .. وكرنفالات .. وقبائل
- جنود أيلول .. قطارات سبتمبر
- تأبين ٌ متأخر ْ .. للمقهى البرازيليّة
- بغداد .. سينما
- الكتابة في درجة خمسين مئوي
- بين بغداد .. وضحاها
- توصيف النظام الاقتصادي في دساتير الدولة العراقية 1925-2005
- البيان الأخير لحوت العنبر
- الأداء الأقتصادي للقطاع الخاص في العراق :(الخصائص والمحددات ...
- العراق والكويت والولايات المتحدة الأمريكية : مأزق الملفات ال ...
- القراءة الخلدونية ( حكايات جديدة لأطفال ٍ في الستين من العمر ...
- قلب ٌ وحيد ُ الخليّة
- مملكة العراق السعيدة
- الأمل ْ .. أوّل ُ من يموت
- تفاحة ُ الأسى
- القطاع الخاص وأنماط التشغيل في العراق ( أبعاد المشكلة وإشكال ...
- الحزن هنا .. فوق قلبي
- - فوضى هوبس - : الفرد الخائف .. والدولة التنين .


المزيد.....




- غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...
- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - أنتم لا تطرقون الباب .. وسيدتي لن تجيء