أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - الالحاد الحديث-----الله عدو الانسان والحرية------2














المزيد.....

الالحاد الحديث-----الله عدو الانسان والحرية------2


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1077 - 2005 / 1 / 13 - 10:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا تتصدى الارادة الماركسية لله رغبة منها في التحرر الاباحي،ولا رغبة منها في تقديم العبادة للعقل ،ولا يتجذر الالحاد الماركسي ،في عالم الافكار ،بل في عالم الواقع ،واقع البؤس البشري في المجتمع .انه الالحاد المغتاظ من وضع الانسان التاريخي في العصر الصناعي ،مؤكدا انه لا يصحان يكون للشر وجود ،ووجوده لا يمكن التغاضي عنه .غير ان اله الكتاب لا يعد هذا الواقع مبدأ حتميا في ادارة العالم،ويرى ان الشر هو الشر ،وليس امرا لا يحتمل ،بل يواجهه =بحلمه= وهذا ما هو متهم به.والتهمة تًصاغ على هذا الشكل :بما ان اله الكتاب المقدس يتغاضى عن الشر فهو ليس الها .وهكذا يرفض هذا الالحاد الله باسم الله بالذات .

هنا نجد انقى صيغة وًجدت للالحاد واشدها تعصبا ،اذ ان الانسان يرفض الله باسم تصوره هو للخُلقية اللائقة بالله.فالالحاد الماركسي يرتقي الى هذه القمة من النقاء والتعصب ،وان لم يدركها.
وقد ادى الاغتياظ الماركسي ازاء البؤس الى نشأة الارادة في الحرية .
احد الطلاب الروس ،وبعد عودته من فرنسا،قال ،ان الحرية غير موجودة في فرنسا.هذا الجواب،يبين المسافة بين مفهوم الحرية =الحديث= ومفهومها الماركسي.فالحرية الحقيقية بالنسبة الى الماركسي تكمن في القدرة على تغيير الطبيعة وتحويل الانسان والمجتمع وبناء عالم جديد وافتتاح تاريخ جديد .ويُمنح الانسان هذه القدرة على تغيير الطبيعة اذا ما سلم بالضروريات الملازمة لجدلية التاريخ المادية ،ويصبح هكذا سيد التاريخ .وتكمن حرية الانسان العملية هذه بممارسة سيادته على الكون في كل لحظة ملموسة من لحظات التاريخ .زانها حرية===القادر على كل شيء=== وقدرة حقيقية وراهنة على سير التاريخ .وبفضل هذه الحرية سوف يضفي انسان الثورة الماركسية على التاريخ معنى،اي مضمونا جديدا ،ويدفعه نحو هدفه ،وهو بناء عالم ينتفي منه البؤس.
وعدو الحرية الاكبر وعدو الانسان هو اذا ،في نظر الماركسية،الله ===القادر على كل شيء=== فمعرفة الله بمعناها الكتابي ،اي الاعتراف به والانقياد له،هي المصدر الرئيس لضياع الانسان واغترابه .وحالة الاغتراب والضياع هي نقيض حالة الحرية .ذلك بان الاغتراب يجرد الانسان من حريته .والمؤمن بان الله ===القادر على كل شيء=== يصبح سجين وهمه .وتقرر الارادة الماركسية بالتالي ان الله وهم وعدو الانسان.ويقول ماركس :ان الله هو من صُنع الانسان،وهو تنهد الخليقة المضطهدة ،وهو قلب عالم لا قلب له ،وفكر عالم لا فكر له ،وافيون الشعوب،فالانسان يُسقط في سماء وهمية قدرة خيالية هي سيدة التاريخ لكي تخلصه من البؤس وتقود التاريخ الى ما وراء التاريخ ،الى الجنة،فالدين في نظر ماركس هو ملجأ الانسان الضعيف ،يحتمي به من مظالم المجتمع-قلب عالم لا قلب له=،وهو ايضا احتجاج على الشقاء ودواء له .لكن هذا الدواء اسوأ من الداء لانه يخدر الانسان=افيون الشعب= ويغرقه في الوهم ويبقيه في العبودية .فالانسان،بسبب الايمان بالله ،يتغرب عن ذاته .ويفقد قدرته على ان يكون هو نفسه ===القادر على كل شيء=== ،ويصبح عاجزا عن القيام بمهمته التاريخية في تحويل الطبيعة وتنظيمها .
2
لا بد اذن من اقتلاع جذور معرفة الله من وسط شعب الثورة الجديد ،بل لا بد من حذف جذوره من الحياة العامة والخاصة على السواء .لم ينخدع ماركس وورثته ==بالانسان المتخلي عن الله== الحديث والزاعم ان الدين هو مسألة شخصية حصرا .لقد ادركوا بنظرهم الثاقب ان الدين،حتى في صيغة ايمان خاص ،هو شأن عام اكثر من الشؤون العامة .لقد عزل العصر الحديث الله عن الحياة العامة ،اما الفكر الماركسي،فيريد عزله عن الحياة الخاصة ،بل حذفه منها ايضا .لذلك لا يحق لاي انسان يعيش في = المجتمع المثالي= ان يقول ،ولو في صميمه وفي السر : ،وانه ههنا ،وانه === القادر على كل شيء حي=== وفاعل في اللحظة الراهنة .فالانسان الذي على هذا النحو مرتد عن الثورة في نظره ،لان انتصارها يقوم على حذف الله وحذف الاعتقاد بان الله هو سيد التاريخ .
فلا مكان في الماركسية للمؤمن بأن الله=======قادر على كل شيء=====موجود وحاضر هنا معنا والآن في التاريخ .



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الالحاد الحديث------1
- مسيرة ما بعد الاعتقال--شكوك --وتساؤلات
- الكرامة الانسانية -------المنتهكة
- المدمرة نانسي عجرم تقصف البرلمان الكويتي،وتسقط وزيرا شيعيا-- ...
- اختبروا صدق السلطة---حاوروا الامن--وخففوا الحقد
- بين سيد القمني و القرضاوي
- الظلم والعدل في المفهوم الليبرالي
- الحوار المدني حان وقت التنظيم
- الديمقراطية الليبرالية
- -،وحماية عصابات الفساد لكبار المسؤولين في الدولة او ابنائهم ...
- --شذرات1 انهيار المنظومة الاشتراكية وسيادة الليبرالية وانتصا ...
- محكمة-------2
- محكمة----1
- العرب يودعون العام--بالاكتشافات العلمية والبطولات القومية
- ملخص كتاب--الاستعمار العربي--التاريخ الدموي للعهد الاموي
- الرعب الذي نعيشه---------------
- ملخص كتاب 7--قميص عثمان--بداية الارهاب الاسلامي
- ملخص كتاب--قريش---الخلفاء المكروهين-
- البيانوني---العب غيرها
- طغيان الاغلبية--ما يحدث في مصر


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - الالحاد الحديث-----الله عدو الانسان والحرية------2