أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلطان الرفاعي - الظلم والعدل في المفهوم الليبرالي














المزيد.....

الظلم والعدل في المفهوم الليبرالي


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1064 - 2004 / 12 / 31 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن نعتبر في الغالب ،حرمان المرء من حريته الشخصية أو ملكيته الخاصة ظلما،وكذلك حرمانه من أي شيء آخر ينتمي اليه بحكم القانون.ومن ثم هنا نجد مثالا لتطبيق لفظة =عادل= وظالم=بمعنى محدد تماما ،ويعني ان من العدل ان نحترم الحقوق القانونية لأي انسان ومن الظلم ان ننتهكها .غير ان هذا الحكم يسمح لمجموعة من الاستثناءات التي تنشأ من الصور الاخرى التي تتمثل فيها فكرتا العدالة والظلم ،فمثلا الشخص الذي يعاني من الحرمان ربما كان قد صودرت حقوقه تلك التي حُُرم منها .

ربما كانت الحقوق المشروعة التي حرم منها هي من نوع الحقوق التي ما كان ينبغي ان تنتمي اليه،او لا يجوز له ان يتمتع بها ،وبعبارة اخرى،ربما كان القانون الذي منحه هذه الحقوق قانونا سيئا ،وعندما يحدث ذلك،أو عندما نفترض انه حدث .فسوف تختلف الآراء حول مدى ظلم او عدالة انتهاك هذا القانون.سوف يؤكد البعض انه ليس ثمة قانون ،مهما يكن سيئا ،يجوز للمواطن عصيانه ،وان معارضة القانون بأية صورة من الصور ينبغي ان تتخذ بشكل السعي عند السلطات لتعديله .ويرتكز،هذا البعض،في دفاعهم عن هذا الرأي على اساس مستمد من المنفعة،وبصفة خاصة على اهميتها بالنسبة لمصلحة البشرية ،بصفة عامة،في المحافظة على عدم انتهاك المشاعر التي تخضع للقانون.غير أن البعض الآخر يأخذ بوجهة نظر مضادة تماما،ويعني بأنه يمكن عصيان أي قانون نتبين انه سيئ ،حتى اذا لم نتبين انه ظالم ،بل فقط انه ناقص.في حين ان هناك فريقا ثالثا لا يجيز العصيان الا للقوانين الظالمة فقط.ولكن البعض يعتقد من ناحية اخرى ان جميع القوانين التي ليست نافعة او غير مفيدة هي قوانين ظالمة .
لأن كل قانون يفرض قيدا ما على الحرية الطبيعية للانسان.وهذا القيد ظلم الا اذا ادى الى منفعة،ويبدو وسط هذا التنوع الكبير من الآراء ،أن هناك اجماعا على ان هناك قوانين ظالمة ،وان القانون ،بالتالي ،ليس هو المعيار النهائي للعدالة ،فهو يمكن ان يقدم لشخص منفعة،ويلحق بشخص آخر ضررا وهكذا تدان العدالة .
لكن متى شعرنا ان قانونا ما ظالم ،فان صورة هذا الظلم هي نفسها صورة الظلم الناجمة عن انتهاك القانون ،ويعني الناجمة عن انتهاك حق شخص ما .ولما كان لا يمكن ان نقول عنه انه حل قانوني فسوف ندعوه الحق الاخلاقي .ومن ثم فاننا نستطيع ان نقول ان هناك حالة ثانية من الظلم تتكون من سلب ،او حرمان،شخص ما من شيء يكون له فيه حق اخلاقي.
2
هناك تسليم عام بأن صفة العدل تلحق بأي فعل عندما يحصل الفرد على ما يستحقه=خيرا ام شرا= ،كما تنسب صفة الظلم لأي فعل عندما ينال المرء خيرا او يعاني شرا ،لا يستحقه،وربما كانت تلك ابرز وأوضح صورة للعدالة يعترف بها العقل العام .وفكرة الاستحقاق تثير السؤال التالي:مالذي يشكل الاستحقاق؟؟.
بصورة عامة ان الفرد يستحق الخير اذا سلك سلوكا صوابا،ويستحق الشر اذا سلك سلوكا باطلا.وبمعنى اكثر تحديدا:أنه يستحق الخير من اولئك الذين سلك نحوهم سلوكا خيرا ،ويستحق الشر من أولئك الذين سلك نحوهم سلوكا شريرا .ولم ينظر ابدا الى مقابلة الشر بالخير بوصفها حالة تحقق شروط العدالة ،بل بوصفها حالة تعفى منها متطلبات العدالة بناء على اعتبارات اخرى.
3
اننا نعترف بان النكث بالوعد مع اي انسان ظلم،أو انتهاك لاتفاق ما سواء بطريقة صريحة او ضمنية ،انه توقع محبط اثرناه بسلوكنا ،على الاقل اذا ما كنا قد اثرنا هذه التوقعات عامدين وعن علم ودراية .وهذه الحالة كغيرها من التزامات العدالة ،لا ينظر اليها على انها حالة مطلقة بل التزام يمكن تجاوزه بالتزام آخر من الجانب الآخر .أو عن طريق ذلك السلوك من جانب الشخص المعين الذي يجعلنا نتحلل من التزامنا نحوه،وبالتالي فان سلوكه يبرر حرمانه من الفائدة التي يتوقعها.
4
هناك تسليم بأن مما يناقض العدالة ،ان تكون متحيزا،أي ان تحابي شخص او تفضل شخصا على آخر في امور لا يجوز فيها التفضيل او المحاباة ،غير انه لا يبدو التحيز =او عدم التحيز=ينظر اليه على انه واجب في ذاته ،وإنما بالاحرى كأداة لواجب آخر ،لأننا نسلم ان المحاباة والتفضيل ليست دائما سلوكا جديرا باللوم ،بل الواقع ان الحالات التي يدان فيها هذا السلوك هي الاستثناء وليست القاعدة.فنحن،نلوم الشخص ،بدلا من ان نمدحه،الذي لا يفضل عائلته او اقاربه او اصدقاءه في توزيع المناصب الممتازة ،ويجعل الغرباء يشغلونها ،عندما يكون في استطاعته ان يفعل ذلك دون ان ينتهك اي واجب آخر.
ولا احد يظن انه من الظلم ان نفضل شخصا معينا على آخر لأنه صديق أو قريب ،أورفيق.ان النزاهة في الامور المتعلقة بالحقوق هي الزامية.لكن ذلك متضمن في التزام عام اوسع هو ان تمنح كل انسان حقه.



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المدني حان وقت التنظيم
- الديمقراطية الليبرالية
- -،وحماية عصابات الفساد لكبار المسؤولين في الدولة او ابنائهم ...
- --شذرات1 انهيار المنظومة الاشتراكية وسيادة الليبرالية وانتصا ...
- محكمة-------2
- محكمة----1
- العرب يودعون العام--بالاكتشافات العلمية والبطولات القومية
- ملخص كتاب--الاستعمار العربي--التاريخ الدموي للعهد الاموي
- الرعب الذي نعيشه---------------
- ملخص كتاب 7--قميص عثمان--بداية الارهاب الاسلامي
- ملخص كتاب--قريش---الخلفاء المكروهين-
- البيانوني---العب غيرها
- طغيان الاغلبية--ما يحدث في مصر
- ملخص كتاب 5-بداية الجهاد--انتهاك الحريات--التعذيب
- ملخص كتاب 4 الزعيم والسلف الطالح
- ملخص كتاب 3 فقيه يفتي وخليفة ينهب
- لماذا اعتقلوني مع انني كنت اصلي؟؟
- ملخص كتاب--2 كان الخليفة يعبد الله وينهب عباد الله
- ملخص كتاب--1 المرأة الحجاب الفقيه
- ردود القمع---واشياء أخرى


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلطان الرفاعي - الظلم والعدل في المفهوم الليبرالي