أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - وصيّتي التي لا ورثة لها














المزيد.....

وصيّتي التي لا ورثة لها


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3502 - 2011 / 9 / 30 - 08:36
المحور: الادب والفن
    


جئتُ من البصرة والحلاج كان يتجول في أزقّتنا
تزوجَ وأنجب عندنا كما يتزوج مجنون و يُنجب
أعتقد أنه بصق على حجر و بالمصادفة حين كنتُ صبياً
وضعته في فمي
لأنني أمقت التصوف لكنه يأتيني بأشكال لا أشعر بها ولا أنتبه
المخيف في الصوفية هو أنها صحيحة
فأنت تقرأ و تتأمل و تعيش لتصل إلى ذاتك
حين ينفتح الباب يُصبح كل ما تقوله بعد ذلك أدباً
هؤلاء الذين يكتبون شعراً و أدباً قبل انفتاح الباب
نحن و هم والجميع يعرف الحقيقة
كلامهم تمارين لغوية لا تضر ولا تنفع
وما هو الكاتب المحترف ؟
هو إنسان امتلك بالعذاب و بالصمت
القدرة العجيبة على الخروج من ذاته والنظر إليها
وكأنها هذا الرجل الذي أراه من النافذة يفتح مظلّته ويعبرُ الشارع
وكأنه هو نفسه حكاية مأساوية تحدث لكل الناس كل يوم
حتى موته و ميلاده
الإنسان يُريد أن يعيش فلا يستطيع
الكاتب يُريد أن يُريد فلا يستطيع
العالم لا يتغيّر بالثقافة ، ولكن الإنسان هو الذي يتغير
العالم يتغير بشروط وأسباب خارج سيطرة الذكاء
صدقوني قرأت لمفكرين فرنسيين يؤكدون أن الثورة الفرنسية نفسها
لا علاقة لها بالثقافة بل بانهيار نظام الإقطاع
و صعود الصناعة والمدن الحديثة
الأمر الذي أوجب إسقاط سلطة الكنيسة و صعود الدولة القومية
على المثقف أن يعرف مقدماً إلى أين نحن ذاهبون
هناك نساء و رجال يأتون إلى هذه الصفحة ليقرأوني
يمرون عليّ بصمت ، هؤلاء أشعر بهم و أكتب لهم
أسمعُ تساؤلاتهم واستغرابهم ، هؤلاء يكتبون معي بصمتهم الخلاق
في الأدب لا يُمكن للأحياء منافسة الأموات ، أخبركم بهذا السر
هناك كتاب أموات في الحياة ، لا يكتبون بل يستحضرون أرواحاً
فكيف يُنافسهم كاتب مليء بالحياة
أن تعيش يعني أن تتكلم مع الناس و على الهاتف
وكلما تكلّمت ضعُفت قُدرتك على التعبير
الأدب الجاهلي مدين إلى الصحراء و صمت الليل
والأدب اليوناني مدين إلى البحر و عُزلة السفينة
كُنتُ حياً وأعلم كم تصعب الكتابة على الأحياء
ف على ماذا تحسدون الموتى ؟ على موتهم
لو تعود بي الحياة ، لآبتعدتُ عن المتنبي في شبابي
من أخطاء التعليم العراقي هي التعريف بالمتنبي منذ المتوسطة
لقد مزّق ذائقتي ، شاعر مٌرعب كهذا يجب حماية الأولاد منه
حتى يكبروا ويكونوا مستعدين له
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ماذا لقيتُ من الُّدنيا وأعْجَبُهُ
أنّيْ بما أنا شاكٍ منهُ مَحسودُ
لَمْ يترك الدَّهرُ في قلبي ولا كبدي
شيئاً تتيّمهُ عينٌ ولا جيدُ
المتنبي
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أنبل الآباء هم الذين يبنون لأبنائهم ما يتمرّدون عليه حين يكبرون
لقد بلغ بنا الوهن أننا لم نمنح أبناءنا هذه الفرصة الضرورية لنهضتهم
نحن لَم نبن شيئاً على الإطلاق ، ونستمر بالتمرّد ولا نمنح أبناءنا فرصة
أن يعيشوا مراهقتهم الثقافية لأننا نشغلهم بمراهقتنا الدائمة .
أعتقد أن الثقافة الوطنية هي الأزمة ، ظروف العراق و نشأتنا المضطربة .
الجيل الجديد يخاف منا ، لأننا قساة ، وأولهم كاتب السطور . نحن ضحية السياسيين وأخطائهم .
الشاب يكتب ليُثبت أنه موهوب و مُختلف و غامض و غريب
مع مرور الوقت نكتشف حكمة المثل المصري : ما غريب إلّا الشيطان
الحكمة تجعلك تكتب بمسؤولية و ضمير ، تكتب لأبنائك و شعبك
تكتب ليُصبح العالم أجمل ، وتكتب كما كتب أسلافك دفاعاً عن الحياة والثقافة الوطنية
لا توجد عدالة ، لا في أشكالنا ولا في صحة أبداننا
ولا في أنسابنا ، ولا في ذكائنا و أموالنا و نسائنا و ذريّتنا
كل ما بقي لنا من عدالة هو الله
فأية حقارة و نذالة أن يستخدم بعضهم لله سبحانه
لأغراض السلطة والسياسة
المؤمن الحقيقي يجب أن يرفض هذا
هناك خدعة كبيرة ، نحن لسنا مُنفصلين عن بعضنا
ألم يقل النبي أننا كالجسد ، ونتصل بالألم واللذة والسعادة
لو كنا منفصلين لما فهمنا بعضنا
وهل من وظيفة أخرى للفن والأدب
سوى تقريب المسافة بين الإنسان والإنسان
الطائفيّة فكرة تحجب الإنسان عن الإنسان و عن نفسه و عن الواقع
لا أهمية للوجود إلا بالمشاركة وبالإعتراف
من هذا الظلام الذي أضعف بصري وأوهن مفاصلي
أرى شمساً عالية خارج الكهف هي الحُب ولا شيء سوى الحُب
عندما تتمتع بصحة جيّدة يُمكنك ارتكاب مجاملات فادحة على حساب الحقيقة
ولكن حين تسوء صحتك ، لن يعود بوسعك إسعاد الكتاب على حساب الحقيقة
هؤلاء الأدباء لا يخدعونك لكنهم يخدعون الشباب و يُضللونهم
من حسنات المرض هو شعورك بأن كل كلمة تقولها هي آخر كلمة
لهذا تجد المرضى يضيقون بالنميمة والنفاق والرذائل
نصحتني سيّدة فارسيّة قبل عامين بالقهقهة
وقالتْ أن الضحك يُحرّك عضلات البطن
و يساعدني على التخلُّص من الكرش
منذ ذلك الحين أبحث في الفيس بوك عن شاعر حداثي
ويُفضل أن تكون هناك تعليقات تقول : مُدهش ، عظيم ، رائع
مُنذ ذلك الحين نزل كرشي كثيراً
شكراً لشعراء الحداثة و لمُعجبيهم



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجال الدين خونة بطبيعتهم
- ثورة علمانية في العراق
- أنا علي شريعتي الثورة العراقية
- خيبة الثقافة العراقية وانحطاطها
- طبول الحرب
- نَمْ يا هادي
- دعوة لتأسيس معارضة عراقية خارج العراق
- الكتابة والحُب لا يجتمعان
- نعم ، أنا كلبُ الحقيقة
- لا أفتحُ قلبي لكم
- إلى كل مثقف عراقي وطني
- ربّما ينجو العراق بمساعدة مثقفيه
- القاريء الحبيب
- لا ينشرون مقالاتي عنك يا هادي المهدي أيها المُغفّل
- أين هو العزاء يا هادي المهدي
- هادي المهدي بُطرس الشهداء العراقيين و حسينهم
- يالثارات هادي المهدي
- نوري المالكي قتل هادي المهدي
- ثورة القُرّاء
- لبنان وآبن رشيق


المزيد.....




- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - وصيّتي التي لا ورثة لها