أسعد البصري
الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 15:27
المحور:
الادب والفن
وبعد كلّ هذا الضجيج تبقى الحياة الدنيا كما قال أسلافنا
مجرد سجنٍ للعارف بالله وللشاعر ، لا أستمد قدرتي على الإستمرار
إلا من حقيقة كوني نائماً في العدم و مُختبئاً تحت غطاء هو عتابي
الشخصي مع القدر ، وعندي فراغ أملأه بدموعي و غضبي
لكن ماذا بعد الآن ، وقد خرجتُ بسبب النار والدخان
لا أريد أن أكون معروفاً ، لا أُريد أن أخرج من حُفرتي
أنا كائن مُنقرض بعين واحدة ، ورأسي مثلث ولي ثلاثة أرجُل
لقد كشفتُ عنّي الغطاء و فضحتُ خِلقتي
كانت متعتي الوحيدة هي السخرية من الشعراء المعروفين
شهيدكم هذا هتك مخبئي و افتضّ أسراري و حيلتي
كان عليّ أن أكشف عن وجهي لأتبيّنَ قاتلك يا هادي
كان عليّ أن أخرج وأُلقي عليك نظرتي الأخيرة
يا إلهي ! لقد فضحتُ نفسي لأجلك يا صاحبي
وصار الصّمتُ كالليل الذي هو مُدركي ، و مَن يقرعُ طبول حربك
أيّها الراغب بالموت سوى راغبٍ بالموت مثلك
وأجيادِ غزلانٍ كجيدكِ زُرننيْ
فَلَمْ أَتَبَيّنْ عاطلاً مِنْ مُطَوّقِ
المتنبي
..............................
لا تفتحني
............................
لا فرق بين الشعر والنثر
قال لي صديقي الشّبحُ بعد أن أيقظني
النثر مشيُ مُبصرين والشعر مشيُ عميان
أفلتتْ خطوتي مني في الطريق إليكم
هذا الفلتان الفتان أسميه شعراً
الشتاء الجديد يُمسكُ بي وبصراحة لم أعد أحتمل
هذه الأمطار القادمة ستمحو أثري تماماً
هل أُطعمُكم نفسي و أسقيكم حنيني
ولماذا تستحقون ميراث رجلٍ مريض جداً
أتركُ يدي تعبث بوجوهكم وأتظاهرُ بمعرفتكم
لا يُمكنُ لهذا أن يستمر
نصفي في اليقظة ونصفي في الأحلام
لا أستطيع رؤية شروق الشمس بسبب الحرمان
ولولا العتاب الذي لا ينتهي ما آحتملتُ القمر
لا أُصدّق أنني فعلتُ كلّ هذا بنفسي
لا أُصدّق أنني خرجتُ تماماً عن الطريق
أفتحُ الباب ببطء لكي لا تستفيق جراحي
هذا الباب لا ينفتح
هذا الباب أفسده المطر و الهجران
هذا الباب مكتوبٌ عليه
لا تفتحني
[email protected]
#أسعد_البصري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟