أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - نوري المالكي قتل هادي المهدي















المزيد.....

نوري المالكي قتل هادي المهدي


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 11:08
المحور: الادب والفن
    



السيد نوري المالكي المحترم
بقتلكم ل هادي المهدي فإن أسعد البصري يستفيق ويفتح فمه
ألا ترى معي سيادة رئيس الوزراء أن الشهيد هادي الطيب النبيل
هو بكل تأكيد أقل ضرراً عليكم من جارك السابق في دمشق
الأصدقاء الذين افتقدوني أشكرهم
للصمت وقت ، وللبكاء وقت
أنا في الحقيقة لم أنشر شيئاً ، أنتظر مَن كلامهُ أرثى منّي
لأكتفي برثائه و أمسح قلبي بكلامه
ولأنّ الشّجى يبعث الشّجى ، يُعاتبني ربّي فيك يا هادي المهدي
ورغم أنني لا أصدر إلا عن صوت
يتعثّرُ صوتي ويتهجّد بدمك ، أغصُّ بلُقمتي
لكأنني أمضغُ قلبك ، وحده الخمرُ يحملُ نكهتك هذا المساء
أنا لا أكتب كلمة عابرة و رفع عتب حين تقتلون مثقفاً أيها الفقهاء
بل أُحوّلُ قتيلي إلى مَقْتَلْ وأكتبُ فيه المراثي
وأنوحُ على المثقف بأبدع من نواحكم على الأولياء
عليكم أن تحسبوا حساب أمثالي قبل أن تمسّوا شعرةً من مُثقّف
ولماذا لا تُقرعُ الكنائس في بغداد لأجل هادي المهدي
ولماذا لا تُصلّي عليك الجوامع صلاة الغائب
ولماذا لا يصيحُ باسمك الخطباء في النجف و كربلاء
ولماذا لا يؤلّفُ فيك الرواديد الحسينيون
لا بارك الله فيهم إذا لم يفعلوا وفي المثقفين والشعراء غنىً عنكم
إلى رحمة الله هادي المهدي يا فخر المثقفين العراقيين

فيا ابن الرافدين ونعم فخرٌ
بأنّ فتى بني الدُّنيا فتانا
الجواهري

كان السؤال دائماً هو مِن أين نبدأ ؟
وها قد جاء الجواب : نبدأ من الشّهداء
يُخطيء كثيرون إذا ظنوا أنّ بإمكانهم تمييع القضية هذه المرة
العقول الطائفية الممزوجة بعبقرية المؤامرة يُعجبها اكتشاف باطن
لكل ظاهر ، ولكن ليس هذه المرة ، دماء الشهداء ظاهر لا باطن فيها
بَل ظاهر الشهادة كباطنها ، الحكومة قتلتْ هادي المهدي
المالكي أعلنَ نفسه قاتلاً للمثقفين العراقيين
المثقفون الذين قبضوا النقود من حكومة المالكي
فضحهم دمك يا هادي المهدي
لأول مرة يشعرون بقيمة الشرف و بفداحة خسارتهم
المثقفون الذين ينتظرون معاملات الرواتب و قطعة الأرض سيصمتون
النقود كاتم صوت كفيل بهؤلاء الحشرات
هؤلاء الحكماء العباقرة الذين يشبه شعرهم ذرق الزرازير
وكأنهم يُلخصون حكمة بوذا و علي بن أبي طالب بخمس كلمات
نريد منهم أن يعتصموا بالكرم ويكتبوا كلاماً مستفيضاً و مفهوماً
تأبيناً و حداداً على زميلنا الشهيد هادي المهدي
نريد أن نقرأ لهم دموعاً صادقة و إدانة واضحة
أقترح أن تقوم مجموعة من الشباب بإعداد قائمة بأسماء المثقفين
والشعراء العراقيين الذين لن يكتبوا كلمة إدانة علنية وآحتجاج واضح
ضد آغتيال الشهيد هادي المهدي ، هؤلاء الذين لا يثيرهم موضوع كهذا
ولا يجدون فيه ما يستحق عناء الكتابة يجب إعداد قائمة بأسمائهم
ونشرها تحت عنوان (مثقفو العار) شيء يبقى للتاريخ
لو كان عندي جيش يا هادي المهدي لقتلتُ بك
مئة فقيه من فقهاء حزب الدعوة
يجب أن تكون رسالتنا واضحة
أنه مَن قتل مثقفاً مهما كان ولأي سبب سياسي أو ثقافي أو ديني
فكأنّما قتَلَ المثقفين جميعاً
الصيحة التي في فمي
كانت بحاجة إلى شهداء
وها قد منحني نوري المالكي شهيداً حقيقياً
هادي المهدي لا ديّة له يا حكومة اللصوص القذرة
قبره سيصبح مزاراً للشرفاء
قبر طاهر لأن القبور الطاهرة تلوثتْ بزيارتكم و نفاقكم
قبر شهيد عادي ، أبوه موظف بسيط وأمه فلاحة عراقية
شهيد مُقدّس من سلالة عادية جداً و عراقية جداً
شهيد مثلنا بسيط و غير معصوم
~~~~~~~~~~~~~~~~
يا صاحبي لقد حلّتْ بي اللّعنة
فلن أموت ميتة رجلٍ سقط في ميدان الوغى
كنت أخشى القتال
ولكن مَن يسقط في القتال يا صديقي مُبارك
أما أنا فسأموت ذليلاً حتف أنفي
ملحمة كلكامش

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هادي المهدي مثلكم
كل يوم يأتي ليقرأ ما كتبه المجنون أسعد البصري
صديقي هادي نسيتُ أن أكتبَ لك قبل موتك
أنّ أرثى بيتٍ قالته العرب هو بيت عبده بن الطبيب

وما كانَ قيسٌ هَلْكُهُ هَلْكُ واحدٍ
ولكنّهُ بُنيانُ قومٍ تهدّما

زجاجة عرق و مسرحية لشكسبير تُخرجها يا هادي
عُطيل يا هادي المهدي عُطيل ، يا إلهي
لَم نشبع من شيء ، لم نر سوى الألم
من دمشق إلى إسكندنافيا إلى شمال العراق إلى بغداد
من ألم إلى ألم إلى ألم
تزوجنا نساءً هربْن بأبنائنا من الرعب ومن حقيقة عذابنا
ماذا يقتلون فينا هؤلاء الأغبياء
هل أطلقوا الرصاص على رأسك أم صدرك ؟
وأنت قلبك في عقلك ، وعقلك في قلبك
هذه مأساة جيلنا ، هذه ليست جثتك وحدك
بل جثتنا جميعاً

فلو كان جرحاً واحداً لآتّقيتهُ
ولكنهُ سهمٌ وثانٍ وثالثُ

برحيل هادي المهدي ينفتح قُرحٌ على شكل علامة استفهام
هو مأساة جيلنا كله ، جيل الحروب والثقافةو التحولات الوطنية
هل سعى هادي المهدي إلى مصير كهذا ؟
كما سعى المهندس كيريلوف في رواية الشيطان ل دوستويفسكي
ف كيريلوف انتمى إلى جماعة ثورية لأنه كان يُفكر بالإنتحار
ويشعر بعبثية الحياة و لا جدواها
هادي المهدي الذي يتمدد الآن على دكّة غسل الموتى
هو محمد مظلوم و باسم قهار وأحمد عبد الحسين
وناجي عبد الأمير و باسم قهار و كريم الثوري و أنا و كل جيلنا
أتمنى أن ترثيك النساء و يبكينك ويندبنك و يكتبن عنك
فنحن لم تترك القسوة فينا بلاغة و قلباً للرثاء
حِداد سُنّي و شيعي و كُردي ، حِدادٌ عراقي
حِداد على المسرحي العراقي هادي المهدي
وليكن تشييعه ثقافياً و وطنياً
وليصمت الرجال ولترثِه العراقيّات النبيلات
أيّتها العراقيّات قتيلكنّ هذا قتيل
وفقيدكنّ هذا فقيد
هذا الولد العابث الذي أنجبتنّ و تُنجبْنَ كلّ يوم
هذا العراقي التائه المتناقض الحائر المُشرّد
أيّتها العراقيّات عرفْتُ لماذا آشتهرت الخنساء بالرّثاء
لأننا قُساة و قاصرو نظر و جهلة
أسعد البصري يهبكنّ قلمه و يصمت
الرثاء نارُكنّ و علمكنّ أيتها العراقيّات
هل هناك شاعرة عراقية عندها بلاغة الخنساء تُطفيء ناري فيك يا هادي

لا بُدّ من ميتةٍ في صَرْفِها عِبَرٌ
والدّهْرُ في صَرْفِهِ حَوْلٌ وأطوارُ
وإنّ صخراً لتأتَمُّ الهُداةُ بهِ
كأنّهُ عَلَمٌ في رأسِهِ نارُ
الخنساء

هادي المهدي الشاب الذي عرفته في دمشق
يعمل مع أبو أسماء البصري في صحيفة معارضة إسمها الإعتصام
يُخرج مسرحيات شكسبيرية ، زوجته الممثلة الكردية ميديا رؤوف
هادي المهدي لا يستحق هذه النهاية المبكرة
تغرّب هادي بين دمشق و أوربا و انفصل عن زوجته
ليتزوج وينجب مرة أخرى
لكنه لم ينفصل عن العراق
لقد تعبنا من الحياة ، وتعبنا من العراق
حتى الرصاص في العراق طوائف
رصاص سُنّي و رصاص شيعي
لكن الرصاص الذي قتل هادي ليس طائفياً
إنه رصاص اللصوص ، رصاص الحكومة
باغتيالك يا هادي أشعر بشيخوخة حقيقية
وهذا كلُّهُ قبرُ مالكِ
بعد قتل عصابات نوري المالكي للمسرحي هادي المهدي
أصبح الموتُ حلاً من الحلول
بل أصبح الموت أفضل الحلول
~~~~~~~~~~~~~~~
فآستجاب (نرجال ) لطلب الإله ( آيا) وأحدث ثقباً خرجتْ منه روح (أنكيدو) كأنما الرّيح
فتعانقا وقبّل أحدهما الآخر وأخذ (كلكامش ) يسأل شبح صديقه
- أخبرني يا صديقي عن أحوال العالم السفلي الذي رأيت
فأجابه صديقه - لن أقصّ عليك أخبار العالم الأسفل يا صديقي ، وإذا كان لابد
من إخبارك بها فسيتحتم عليك أن تجلس وتبكي
فأجابه كلكامش ( سأجلس و أبكي )
ملحمة كلكامش

يقولون لي كتابتي مُرتبكة هذا اليوم و إنفعالية
و كيف تكون الكتابة عن الدم الذي لم يبرد بعد ؟
النبي العظيم نفسه حين رأى جثة عمه حمزة انفعل و أقسم
أن يُمثّل بقتلى المشركين لولا أن تداركه الله بوحيه
الآن أدركتُ معنى وصيّة خزعل الماجدي
أوصاني أن أُخفّف مشاكستي للشعراء العراقيين
وذكر أنهم يعيشون ظروفاً تفرض عليهم العيش في توازنات معقدة
وربما هذه التوازنات تصرفهم عن فن الكتابة إلى فن البقاء أحياء
كيف لي أنْ أُشاكس الشعراء العراقيين بعد يومي الأسود هذا ؟
ماذا لو شاكسْتُ شاعراً و سخَرْتُ منه ثُمّ قتله المالكي في اليوم التالي ؟
الحقيقة أنني لا أُشاكس عن ضغينة بل عن محبة كبيرة
فقط أُحاول خلق مفارقات ثقافية ومتعة تشغل الشعراء العراقيين و تسليهم
الحقيقة أنا أفديكم بحياتي يا شعراء العراق و مثقفيه

لَــعَــمْــرُكَ مــــــا ضـــاقَـــتْ بِــــــلاَدٌ بـأَهْـلِــهَــا
ولــــكـــــنَّ أَخـــــــــلاقَ الـــــرِّجـــــالِ تَـــضـــيــــقُ
عمرو بن أهتم



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة القُرّاء
- لبنان وآبن رشيق
- العراقيون
- عيد مبارك
- أراني نعشاً
- المال والبنون
- لغمُ الحداثة هذا هو إسمي
- رمضانيات
- كتابات و صحيفة الصباح
- البغداديّات
- آلة الحدباء
- لم أفعل شيئاً
- ديمقراطية الأسرى
- لا تكرهوني
- وطني مشرّد
- الطريق إلى الجنة
- العراقيّات
- بيعة الأظافر
- شعراء الحداثة و الطنطل
- علي بن أبي طالب


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - نوري المالكي قتل هادي المهدي