أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - شعراء الحداثة و الطنطل















المزيد.....

شعراء الحداثة و الطنطل


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3426 - 2011 / 7 / 14 - 15:55
المحور: الادب والفن
    


١

كانت جدتي تروي لنا في البصرة حكايات عجيبة عن كائن
خرافي هو (الطنطل) كل ليلة صيف . وما أتذكّره عن
الطنطل ورسخ في ذاكرتي هو أنه كائن طويل
جداً يمشي في البحر ويصطاد الحوت ويرفعه ليشويه بحرارة
الشمس . أعوام طويلة قضيتها في حضن جدتي أحدّق في النجوم
و أفكّر بالطنطل . شعر الحداثة الغامض يشبه الطنطل والنقاد
الذين يكتبون عنه يشبهون جدتي . لأن الطنطل غير موجود و الشعر في
كلام هؤلاء غير موجود أيضاً . كلاهما يحاول إقناعك بشيء عظيم لكنه
غير موجود . إلّا أنّ كلام جدتي كان إبداعاً وخيالاً و جمالاً بصريّاً هائلاً لكن كلام هؤلاء
مجرّد غثيان . وعلى أية حال أنا مستعد للإيمان
بالطنطل ولكني غير مستعد لتصديق كلام هؤلاء
لو هدّدتم طارق عزيز إذا لم يظهر على التلفزيون ويعبّر عن ندمه
فإنّ عليه قراءة كل كتب ياسين النصير . أعتقد
أنه سينهار و يرضخ لكم مِن أوّل عشر صفحات
.
٢
لَمْ يظهر شاعر حداثي واحد يتغزل بحضارته
ولا واحد يتغزل بالنبي وجماله
ولا واحد يتغزل بالقيم والثقافة و القرآن
كلّهم ناقمون و ثائرون على ثقافتهم
...آن الأوان أن تتبرأ هذه الحضارة من الفائزين بالجوائز الأجنبية
آن الأوان أن يولد شعراء حداثة عشاق لحضارتهم .
الحكومات الدكتاتورية خلقت كائنات مشوهة
لا همّ لها سوى تحقير الإسلام .
٣
أقول لكم ما حدث في العراق
بما أن شعراء الحداثة يكتبون ترّهات
سيطر الشعر الشعبي الرديء على الإعلام والبشر
وبما أن المثقفين يكرهون الإسلام
سيطر الطائفيون على عقول العراقيين .
٤
أعتذر من كل صديق لا يُعجبهُ كلامي
ولكنني مجرد مجنون ومشرد يكتب هذيانه
ثُمّ أن عليّ بن أبي طالب آتصل بي هاتفياً في المنام
وكان صوته يشبه ارتطام جبلٍ بجبل
...وقد سمعتُ صوتَ شلالٍ عملاق قربه
وقال : أُكتب ياولدي لأن حياتك سوداء
أولادي هم بسواد حياتهم لا بسواد عمائمهم و قلوبهم .
٥
أحد شعراء الحداثة تسأله صحفية جاهلة :
ما هو مفهومك عن الموت ؟
يجيب (أبو العريف ) الموت كائن يولد معنا . وكأن هذه فكرته
الخاصة . والله الموت هو دواوينكم المبهمة ك (عوذ) الساحرات .
٦
في الحقيقة معظم ما كُتب من شعر عربي خلال القرن الماضي هو عبارة عن هجاء واحتقار للحضارة العربية
الإسلامية . الأغلبية العربية الإسلامية طيبة وتحسن الظن وغافية . لكنها تستفيق و تتململُ مِن هذه السفسطة
والهجاء الماسخ . الأغلبية تفتح السرداب و تُخرج شعراءها . نحن البقرات العجاف
اللواتي سيأكلن بعون الله هذه البقرات السمان بطعام الأجنبي .
٧
ليست الأرض وحدها محتلة في العراق
بل اللغة العربية أيضاً
تحت اللغة الشعراء الشعبيون يلوكون كبدها
وفوقها شعراء الحداثة يكتبون أشياء مبهمة
متى تتحرر الأرض واللغة؟
٨
إسألوا الشاعر سؤالين
هل أنت معجب بالنموذج الغربي ؟
وهل تكره الإسلام ؟
إذا أجاب بنعم على السؤالين أعلاه فهو ليس بشاعر .
أنا أعلمكم ولكن لا تخبروا أحداً .
ألا ترون كيف يستشهد شعراء العراق ب علي الوردي
عندما يتحول العالم إلى شاعر
هذا يعني شيئاً واحداً : لا يوجد شعراء .
المفكرون الغربيون ستشهدون بالشعراء الغربيين
لكن الشعراء العراقيين يستشهدون بالمفكرين الغربيين
أليس هذا مضحكاً ؟
٩
نحن نفكّر كثيرا بالله ولم نتساءل يوماً
ما هو الشيطان ؟
الشيطان هو العقل ، لهذا نقول عن الذكي أنه شيطان
الذكاء والعقل هو الشيطان . لأنه يجلب التعاسة .
الله خلقه لنمرّ به إليه ونعرفه لكننا ضللنا الطريق .
العقل هو المال والذهب
لهذا الشيطان في المجتمع الغربي لا يُمكن طرده بالصلاة
الشيطان هنا مؤسسة و قانون و دولة
١٠
أخواني الأعزاء أنا لا أعرف أكثر مما تعرفون
لكنني واثق مما أقول ، أنا مؤمن .
العلماء الذين لا إيمان لهم عبارة عن ملل و ضجر .
الله ينظر إلى قلوبكم وليس إلى عقولكم .
١١
المبدع لا يحتاج لأكثر من عامين ليكون مؤهلاً للإعلان عن نفسه
لكنه يحتاج عشرين عاماً بعد ذلك ليمتلك الثقة للقيام بهذه الخطوة
العبقرية المبكرة هي مجرد مبدعين مرضى
شعورهم بآقتراب الأجل يمنعهم من التأجيل و يمنحهم الشجاعة .
١٢
الأخوة الذين لا يعجبهم كلامي لماذا يقرأوني ؟
بل هم يقرأوني أكثر من الذين يعجبهم كلامي
١٣
جسدي و لغتي
كخادمي و أنا
هؤلاء الذين يحبونني يكذبون
إنهم يحبون اللغة .
يوماً ما يموت سيّدي وأُدفنُ معه .
١٤
أخواني أنا أعيش في كندا . مجتمع يعيش بطريقة تختلف عن المسلمين . عندهم مواقع خاصة لتعارف
الشباب والبنات بسهولة وحسب المناطق . طبعاً الفيس بوك يتعارفون من خلاله أيضاً . لكن هناك اختلاط من الروضة الى
العمل بين الجنسين وإباحية . أخواني أنا مسلم وأقدس حضارتنا . لكنني أقدس الشعر أيضاً . وبحكم علاقتي مع مجتمع آخر أقول
أنكم ترهقون ...الشعر بأغراض ليست شعرية . ما علاقة الشعر والأدب بالبحث عن علاقة عاطفية أو معجبين و معجبات . الشعر العربي
جمل مسكين يئنُّ تحت أعباء رغباتكم و حاجاتكم المكبوتة . دعوه وشأنه إمنحوه فرصة يتنفس و يتحرر . لا يوجد كندي واحد يستخدم الشعر
على الفيس بوك وأنا معهم منذ خمس سنوات . لماذا ؟ . لأن الشعر للشعراء ولا يلجأ اليه الشاب للتقرب للنساء لا يحتاج إلى ذلك .
١٥
نزار قباني شاعر موهوب و مبدع
لكنه ظلَّ حتى النهاية يكتب عن البنات
رحمه الله كان متصابياً ويدور حول نفس الموضوع
المذهل أنني لم أجد له ولا قصيدة عن أسنانه المتساقطة
ولا قصيدة عن الشيخوخة وماء العيون و وهن العظام
الحمد لله أنني قرأت القرآن وجلستُ في حضرة جدّي الحكيم
لولا ذلك لظننتُ الكتابة هي فقط ما يطلبه المستمعون .
الكاتب يخلق المستمعين ، أما الهالك فيخلقهُ المستمعون .
أما الذي خسر الدنيا والآخرة
فهو ذلك الكاتب الذي لا يخلق المستمعين ولا يخلقونه .
١٦
مَن هو المحبوب ؟ ذلك الذي يعشقه البشر
إنّه الإنسان الميّت .
الموت والزمن يجعلنا نحبّ رجلاً كالمتنبي
لأنه لو كان هنا على لفيس بوك
لكانتْ صفحته فارغة ولا أحد يُطيقه .
أعتقد أن صفحته لن تحتوي أكثر من عشرين صديقاً
يتناقصون بمرور الوقت .
١٧
الشاعر الإيراني العظيم سعدي الشيرازي هو قدوتي
لقد سافر وتعذب و تغرّب و جرب الحياة
ولكنه حين عاد إلى شيراز لم يكتب سوى كتابين
كلستان و بستان وكان بإمكانه كتابة مئة ديوان
...ولو مات المعري ب عمر المتنبي
لما بقي منه سوى ديوان سقط الزند .
أيها الشعراء إياكم والثرثرة وكثرة الكتب .
١٨
الشاعر العراقي سعدي يوسف طبع شعراً وفيراً
لقد كتبَ شعراً أكثر من ديوان المتنبي ب ثلاثين مرة
أليس هذا مضحكاً ؟
ثمّ أن عشاقه ب عشرات الآلاف
ولكنّ أحداً لم يقرأه
الذين يحبون الشاعر الذي يطبع عشرات الكتب منافقون
لأن حبّهم تعبير عن عدم رغبتهم بقراءة كل هذه الصفحات .
ملاحظة : أنا أحب سعدي يوسف كثيراً .
١٩
يقولون لي إطبع كتاباً وأنا أضحك
لا تطبعوا الدواوين أيها الشعراء
الزمن تغيّر، لن يقرأكم أحد
قبل أن أموت سأطبع مئة صفحة فقط
شيء يُقرأ بسرعة ومتعة و يُفهم ببطء
يجب أن تطبعوا أوبئة معدية تصيب الناس بالذهول
وإلّا لا داعي لإرهاقهم
لأنّ الحياة أصبحت مُرهقة .
٢٠
قالتْ لي سيدة عراقيّة مثقفة
لَنْ يعترف الناس بالشاعر إلا بعد زمنٍ طويل
لأنّ عليهم أن يتأكّدوا أوّلاً
هل هو مجرّد مجنون أم مبدع .
ثمّ أنّ موت الشاعر يُحرّر البشر من الأمراض
فيرونه بشكلٍ أوضح بعد هلاكه .
٢١
جاءني المعرّي في المنام وقال لي
هناك خشيةٌ و وَجَلٌ تصيب الناس إذا سمعوا شعراً حقيقياًّ
لا مفرّ من ذلك ولا مهرب
لهذا تفرّ منكَ النساء أحياناً
و يمكرُ بك الرّجال .
٢٢
كيف لا تؤمنون بالغيب أيها المثقفون
الفقهاء العظام يستشهدون بكلام شاعر مشرّد و هالك
فيلسوف عملاق مثل مارتن هيدغر
يستشهد بكلام شاعر مصاب بالجنون مثل هولدرلين
ماذا دهاكم ؟
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ .
٢٣
الشاعر الفاشل قاريء جيّد و مثقف مهم
الشاعر المبدع جاهل وغير مثقّف
فقط المبدعون يدركون هذه الفكرة .
٢٤
فإنْ يأكلوا لحميْ وفرتُ لحومهمْ
وإنْ يهدموا مجديْ بنيتُ لهم مَجدا
المقنّع الكندي
أيها العراقيون أنا أعبدكم لا تكرهوني
بأمثالي ستباهلون يوماً وإلى كلامي ستفرّون
٢٥
الشعر عقيدة مثل أية عقيدة أخرى . لا قيمة له بلا تضحية .
الشعر كان و ما يزال بحاجة إلى شهداء .
مَن منكم يريد أن يكون شهيداً ؟ هذا هو الشاعر
~~~~~~~~~~
شهيد الشعر
~~~~~~~~~~~~~
بدر شاكر السياب شاعر كبير و شهيد . لأننا عندما نقرأه ندخل في داخله نراه يشعر بغربة
أو بجوع أو بعوز أو بكبت . لا يتكلم بهذا الصدق إلا رجل قرر أن يكون شهيداً . أخبروني بربكم عندما نقرأ شعركم
ماذا نعرف عنكم ؟ . لا شيء . هذا اللاشيء هو شعركم . هذه الحقيقة المرة جننت الشاعر سعدي يوسف
فبدأ منذ السبعينات كتابة القصيدة اليومية ولكنه ضحى بالشعر. صرنا نراه بصدق ولكن لا نرى شعراً . ما أعظم السيّاب .
ولقراء كتابات العظماء أقول أنا بأمراضي و غروري و عُجبي أسجد للسيّاب عن طيب خاطر . لا أملك
موهبته ولا أعرف أيّ شيطان كلّمه . لا يوجد شاعر عراقي غيره يستطيع أن يقول هذه العبارة
أجراسُ موتى في عروقي تُرعشُ الرّنينْ .
بدر شاكر السيّاب أذلّ كبريائي و مرّغ غروري بالوحل .
[email protected]



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي بن أبي طالب
- بلادي
- شعراء الحداثة سخافة أدبية
- النفاق
- أنا رافضي و ناصبي
- لوعة الشعراء
- لن أقبضك حتى أُفرّقك في الناس
- في ذمة المعري
- الحمد لله
- الماء الذي في فمي
- لا وقت للوقت
- العجز
- ألحاج تركي
- التأويل
- أنكيدو
- أسكبُ كلامي في قلبكِ المفطور
- كأنّ بنيهم عالمون بأنّني
- الكاتب من عزلته
- نساء البصرة
- حسن العلوي وأشياء أخرى -ألسعودية 3


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - شعراء الحداثة و الطنطل