أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - كأنّ بنيهم عالمون بأنّني














المزيد.....

كأنّ بنيهم عالمون بأنّني


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3388 - 2011 / 6 / 6 - 09:19
المحور: الادب والفن
    


العالم و بقايا السفينة

http://youtu.be/iTZIxSpoYaU
الكتابة الإبداعية هي توق إلى الزوال أي أنها مغامرة تفرض على الكاتب الإمتلاء بالعذاب والموت . أو بلغة هيدجر العتبة بين الوجود والعدم . العتبة هي المكان الذي تتفجر فيه اللغة والمعرفة صافية فتية تجبرنا على الإصغاء . صديقي سيف أنت مبدع حقيقي و سالك حقيقي و متألّم حقيقي . وهل عذابنا و جسدنا إلا طعامٌ شهي نقدمه بفرح ولذة لهذه الذئاب المتوحشة التي يسميها البشر الجمال .
إن أجواء القرون الوسطى والماضي في موسيقاك و صورك . إضافة إلى الصدى السرياني الآرامي في طقوسك يؤكد صميمية التاريخ و جاذبيته في الخيال . كما أن إعجابي الأكبر يكمن في تعاملك مع نصوصي سواء كانت شعراً أو مقالاً على أنها كلها شعر . وهذا شيء ارسلته بفنك لي استفدت منه كثيراً .
الصديق سيف قرأ ما يقرب من عشرين قصيدة وبعض النصوص . واختار عبارات متفرقة ليست فني ولا نسيجي إنما هي فنه هو ونسيجه هو وانطباعه هو . يحاول أن يعكس أثر أو طقس نصوصي عليه . ومثلما أن فنه لا يغني ولا يلخص ولا يختصر فني الكتابي . فإن كتابتي لا تغني ولا تلخص ولا تختصر فنه المرئي والمسموع . إنها أشبه ما يكون بعلاقة موسيقى فاغنر ب نيتشيه . هذا فلسفة وهذا موسيقى العلاقة غامضة . وليست شرحاً أو تبسيطاً سطحياً . هي تفاعل فنان مع فنان .
أخواني الأعزاء أريدكم أن تنتبهوا الى طاقة الإبداع والموهبة الكبيرة وقوة الحب التي يملكها سيف متي . كل شاعر و كاتب أصيل يسمع أصواتاً ويرى رؤىً حين يكتب . أطلق عليها العرب شيطان الشعر وسماها القرآن فيما بعد (الهيمان) . سيف أراد إعادة نصوصي الى بدائيتها . الى الصوت الغامض الذي سمعته والصور التي رأيتها . لقد اشتبك معي وأعلم أن ذلك الإشتباك أوجع قلبه لكن النتيجة هي هذا الفن الذي وضعني أمام اصواتي الى درجة أُصبت بالصداع والدوار والشعور بالإغماء وأعاهدكم لن اشاهد هذا الفيديو مرة اخرى ابدا. أنا اهرب مما أسمعه بتحويله الى شعر لكن سيف بقلبه الروحاني استطاع إعادة الكلام إلى صوته . هذا ثورة في فهم النصوص و طفرة في الحداثة وانقلاب في النقد الأدبي . بل استعدوا لإحراق الدواوين المفبركة التي لم يسمع كتابها اي صوت ولم يروا أية رؤيا .
وربما تسألوني : ماذا تقصد بالرؤيا ؟ الرؤيا هي طرفة بن العبد في معلقته :
أرى الموت أعداد النفوس ولا أرى
بعيداً غداً ما أقرب اليوم من غدِ
هذه رؤيا ، شاعر جاهلي يرى الزمن يتتابع بسرعة حتى أن الحياة تنمحق في حكمته . ولو دخل سيف في هذا الشاعر الجاهلي العملاق لسمعنا أصواته ولرأينا صوره . لن يعود طرفة القديم الذي هو مجرد شاعر لذة وحكمة بل سيعود الى الحياة لأن هذا الكائن الخطر سيف يستحضر روحه . النصوص روح وما يقوم به سيف استحضار ارواح بلا مبالغة . وهذا يطرح سؤالاً عن تعليمه الديني ورياضاته الروحية الغامضة التي نجهلها . فأنا تناقشت معه مراراً عقله طبيعي لكن قوته في مكان وعلوم وكتب لم أطلع عليها . عنده معلمون لا أعرفهم ولا يبوح بسرهم . السؤال المباشر هنا ماذا يحدث لو دخل سيف في النص المقدس ؟ . فالنص المقدس يقترح أنه بلا ذات انسانية ويخرج من المطلق . ماذا لو سمع سيف في النصوص أرواحاً انسانية منفردة او متكاثرة ؟ . في هذه الحالة اذا لم تقتله المحاولة وتصيبه بالجنون فإن البشر حتماً سيقتلونه . احملوني محمل الجد واقرأوني جيداً . هذا ما قاله لي الشيطان رغم ازعاج سيف له هذا اليوم فما زال يراسلني . الشيطان مخلص ولا يتخلى عمن يصغون باحترام اليه .
وأقبلَ الوجدُ يُفني الكلَّ من صفتيْ
وأقبلَ الحقُّ يُخفيني وأُبديهِ
الحلاج


الغرور

لا أعتقد أن هناك أية قيمة للأفراد أعتقد أنها المدن ...أنا قادم كطوفان بصري إنها مدينتي و طفولتي
وليس أنا ، ولن يوقفني عند حدّي سوى شاعر نجفي ولحسن الحظ أنه غير موجود ربما قُتل
في الحروب ، ليت هذا النجفي الشاعر يظهر حتى نسير معاً نأخذُ بالنواصي والأقدام . إنها المدن وليس الأشخاص . هناك
حتمية تاريخية شعرية سأقول لهم صراحة أنني من مدينة مفتوحة على البحر وثقافة الهند و فارس واليونان وأيضاً مفتوحة على البيداء
العربية وليلها ..نصف جثث أبنائها يأكلها ضريح علي بن أبي طالب والنصف الآخر يأكله ضريح الزبير بن العوام والكنائس . عندنا صوت ريح يغني في سعف النخيل
وقبائل عربية و شناشيل و اخوان صفا و فراهيدي و جاحظ و سياب و سيبويه و حكايات عجائز
و جن و نجوم و مطر و غيوم و عصافير . كيف يأتي بعد هذا شاعر من (لا مكان ) ينافسنا ؟ مستحيل .
كيف يدافعنا هؤلاء المصابون بعسرٍ في الخيال ، أوسعوا لنا الطريق فوالله أنتم سوء هضمٍ في معدة الجمال .
أيها المشردون في شوارع الشعر ، لن توجد لكم بيوت حتى تولدوا في مدن فيها مقابر عظيمة . كالنجف والبصرة .
كأنّ بنيهمْ عالمونَ بأنّنيْ
جلوبٌ إليهمْ مِنْ كرائههِ اليُتما
المتنبّي
[email protected]



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب من عزلته
- نساء البصرة
- حسن العلوي وأشياء أخرى -ألسعودية 3
- العراق الأمريكي لن يثور ولن يصبح عراقياً
- حسن العلوي و أشياء أخرى - 2
- حسن العلوي وأشياء أخرى
- دعاء خبيث
- فجر أوديسة و أفول الشرق
- أحمد عبد الحسين
- قرار مجلس الأمن ضد ليبيا ١٩٧٣
- قضاء الكتابة وقدرنا
- قراءة تحاور قراءة تمارة فريد لنجيب محفوظ
- ألندم
- سجالات
- وطني كلبٌ مسعور
- ضَحِكٌ و رثاءْ
- زكطة عجل
- إلى خزعل الماجدي وجيل السبعينات
- الرائحة
- بؤس العلمانية في العراق


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - كأنّ بنيهم عالمون بأنّني