أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - دعاء خبيث














المزيد.....

دعاء خبيث


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3315 - 2011 / 3 / 24 - 23:43
المحور: الادب والفن
    


ماهي الثورة وماذا سيحدث؟
في النهاية يتقيأ المجتمع أحشاءه على الجدران والشوارع
ويعود كل فرد إلى بيته ومأساته الشخصية
ألفقير لن يصبح غنياً ، والقبيح لن يصبح وسيماً
والجاهل لن يصبح عالماً
ألثورة هي نوع من الصراخ الجماعي ضد العذاب الوجودي
الثورة شعب يخلع حكومته ليلبس قميصاً آخر
ليس أكثر نظافة بالضرورة ولكن الهواء الأسود المتراكم
يحتاج إلى مجتمع يصرخه ويتوهم وجود معنى وأهداف سامية
ألثورة نوع من تأكيد الهوية الجماعية وهرطقة روحانية تستحضر روح الشعب
الثورة تشبه حفلات نهاية الأسبوع الصاخبة في كندا
حيث يفيق كل شخص في اليوم التالي مصاباً بالصداع والكآبة
ألثورة تشبه المريض في الغرفة المجاورة الذي يملأ قسم الطواريء
بالصراخ دون أن يعرف سبب وجعه
هؤلاء الذين يكتبون يعبرون عن وجع ومرض
ولكنهم يظنون أنفسهم أطباء ويكتبون وصفات شافية
نحن شعب دونكيشوتي بامتياز
خلال قرنٍ كامل توهمنا حروباً مع طواحين هواء كثيرة
كالبعث والشيوعية الملحدة والعدو الفارسي وصدام حسين والخميني
والصهيونية وإسرائيل والإمبريالية والقاعدة والوهابية
وعدنا مهزومين من حروبنا الخيالية ببلد محتل ومقسم
لم ننتصر على صدام حسين بل هزمنا حتى في موته
لم ننتصر على الخميني بل تحول ضريحه إلى مزار
لم ننتصر على أمريكا بل قامت أمريكا باحتلالنا
كل ما نريده الآن هو إسقاط حكومة لص هو أبو إسراء المالكي
الذي كان قبل سنوات فقط متسكعاً في السيدة زينب
يصرف دولارات في الحسينية الحيدرية
وحتى هذا النصر على هذا اللص يبدو بعيد المنال على شعبنا
خلال قرن كامل لم يقدموا لنا سوى آنتصار واحد
هو آنتصار الشيعة على السنة ، يعني إنتصاراً على أنفسنا وذاتنا
نحن شعب دونكيشوتي أبعد من تصور الإسباني سرفانتس
لأن زعيقنا وحروبنا الوهمية جلبت لنا الهزيمة تلو الهزيمة
نحن شعب مصاب بشيزوفرينيا دينية مزمنة وبعقائد موجعة
وبوعي عذابي مخيف ، وبكراهية شديدة لأنفسنا بسبب سؤال الهوية
نحن مشكلة لاحل لها في الخيال فما بالك بالواقع
نحن مازلنا نتوهم أن التشابيه حقيقة ، وأن هناك حرباً مازالت قائمة
بين يزيد والحسين وأننا طرف فيها ، ونخرج باستمرار بالملايين
لننضم إلى الحسين ونحارب يزيد ونعود إلى بيوتنا منتصرين
نحمل معنا غنائم وفيرة من الطاعات والحسنات
هل رأيتم دونكيشوتية أكثر وضوحاً من هذه؟
الحمد لله لقد تم طردي من موقع (حملة المليون صوت) ومن
موقع ( الثورة العراقية الكبرى) ومن موقع ( شباب من أجل التغيير) . وعادت صفحتي
إلى الهدوء والتأمل والسمو . فقد كانوا يقصفوني بتنبيه كل ثانية فأذهب لأقرأ
(خرابيط مال أميين) . وقررت أن أكتب لهم فمسحوا كتاباتي وطردوني . الوحيد الذي
لم يطردني بعد هو الثورة الزرقاء ولا أعرف متى يحسم الأستاذ مؤيد أمره بشجاعة وطنية
وثورية ويحرر صفحته من مندس مثلي . لا أعتقد أن
هذه الثورة لإسقاط نوري المالكي أعتقد أنها لإسقاط أسعد البصري .
كان الكويتيون أيام الحرب بين العراق وإيران يتوجهون إلى الله بدعاء خبيث :
أللهم إهزم الخميني ، أللهم لا تنصر صدام حسين
وبعد قلة التهذيب الذي لقيته من المواقع الثورية أتوجه إلى الله بذات الدعاء:
أللهم إهزم المالكي ، أللهم لا تنصر الثوار



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فجر أوديسة و أفول الشرق
- أحمد عبد الحسين
- قرار مجلس الأمن ضد ليبيا ١٩٧٣
- قضاء الكتابة وقدرنا
- قراءة تحاور قراءة تمارة فريد لنجيب محفوظ
- ألندم
- سجالات
- وطني كلبٌ مسعور
- ضَحِكٌ و رثاءْ
- زكطة عجل
- إلى خزعل الماجدي وجيل السبعينات
- الرائحة
- بؤس العلمانية في العراق
- و كيف يُمات الموت ؟
- حنين
- تأملات
- نداء إلى العقل
- الموعظة الحسنة
- معطف السياب


المزيد.....




- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم
- وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الش ...
- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة
- البابا يؤكد أن السينما توجد -الرجاء وسط مآسي العنف والحروب- ...
- -الممثل-.. جوائز نقابة ممثلي الشاشة SAG تُطلق اسمًا جديدًا و ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - دعاء خبيث