أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - ثورة القُرّاء














المزيد.....

ثورة القُرّاء


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3477 - 2011 / 9 / 5 - 22:21
المحور: الادب والفن
    







أعظم شيء في الثقافة هو القاريء الكريم

القاريء الخلاق الذي يمنحنا وقته و يقرأ ما نكتب

أيها القاريء العظيم كم مرة خيّبنا أملك ولكنك تغفر وتسامح

ودائماً تمنحنا فرصة ثانية ، ما أكرمك و ما أطيب قلبك

كلمة ( قرّاء ) تغيّر معناها عبر الزمن ، فمعناها التاريخي

هو قرّاء القرآن والفقهاء الأوائل الذين حفظوا القرآن وتأوّلوه في قلوبهم

وعقولهم ، وتذكّروا أن ( قرآن ) من ( قرأ) وهي تعني الجمع والإلمام

و ( قرأ الماء ) جمعه ، و ( القرّاء ) حظوا بمكانة سياسيّة و فقهية عظيمة

في صدر الإسلام ، إلى درجة أنهم ثاروا و احتجوا في بعض مراحل

الخلافة الأموية . أنا أُطالب ب ( ثورة قُرّاء) معاصرة

أريد لقرّاء الشعر العربي أن يثوروا

أن يقولوا بكل ثقة عن الرديء أنه رديء

ثورة قراء يا ناس تُنقذون أنفسكم فيها من الأكاذيب والشعوذة

في الجاهلية كانت كلمة ( أدب ) تعني الكرم والدعوة إلى الطعام

أما في الإسلام فقد قلب النبي معناها إلى التهذيب والتربية

بقوله ( أدبني ربي فأحسن تأديبي ) ، ولكن تطور المعنى في

العصر الأموي ليشمل التاريخ والفقه والقرآن والحديث والمأثور من الشعر

، وقد اتسع المعنى في العصر العباسي الأول ليشمل علوم اللغة والبلاغة

، وفي العصر العباسي الثاني شمل النحو واللغة . اليوم تعني كلمة أدب

شيئاً آخر . والأدب هو الشعر وفنون التعبير الفني الأخرى المعروفة لديكم .

أنا أدعو إلى التمسّك بالمعنى الذي آجترحه النبيّ

وأقترح أن يؤدّبَ القاريءُ الكاتبَ ، أي يهذّبه و يربّيه و يُصلحه

طيبة القاريء العربي المفرطة أدّت إلى استخفاف الشعراء بنا

ومتى آستخفّ الكاتبُ بالقاريء فسدتْ الثقافة و فسد الأدب بكل معانيه

القاريء المنافق يجب تأديبه أيضاً من قبلكم يا قرّاء الحق

وأحفاد القرّاء العظام الأوائل في صدر الإسلام

نصيحة مخلصة من أسعد البصري إلى القاريء الكريم

أخي القاريء آكتشفتُ طريقة تُجنّبُك المشقة في قراءة الشعر الحديث

لا تقرأ كل دواوين الشاعر الذي تسمع عنه

إقرأ أول صفحة و آخر صفحة وصفحة في المنتصف

إذا أعجبك الشاعر وهذا نادر الحدوث ضعه على جنب

والباقي أعده على الرف فور شعورك بالغثيان

بهذه الطريقة يُمكنك عزيزي القاريء اكتشاف مئة شاعر في اليوم

ولا تصغِ لمن يتحدث عن خلل في ذائقتك أو ثقافتك

أو مَنْ يُحدّثك عن ظاهرة أبي تمام و إبن عربي

ما وافق ذوقك ضعه على جنب

وما يُزعجك هو ما يُزعجني بكل تأكيد

و فتواي لك واضحة

إضرب به عرض الحائط

معظم شعراء الحداثة يُشبهون الديكتاتور

كلاهما غير شرعي

لهذا يقوم وجودهم على الدعم الأجنبي ومديح الآخرين

كلاهما يتكلم بلغة غير مفهومة ولا معنى لها

لهذا وقف أدونيس مع ديكتاتور بلاده

أدونيس يريدنا مراجعة الإسلام كُلَّه ومناقشة مفهوم النبوة قبل إسقاط الأسد

لكنه كتب قصيدة مديح عصماء للخميني حين نجحت الثورة الإيرانية

أليس هذا النفاق مضحكاً

سقوط الدكتاتور السوري يعني سقوط أكذوبة إسمها أدونيس

هناك شعراء يصطادون الجوائز الأجنبية

يكتبون ضد الإسلام أو عن حقوق المرأة أو ضد الحروب والديكتاتورية

وبعظهم يدعي للأجانب أنه مهدد بالقتل بسبب شعره الركيك

ويترجمون شعرهم الرديء ويقدمونه لمنظمات غربية

بعد فوزهم ينتشر إسمهم كشعراء ويريدون مني التصفيق لهم

لا أعترف بكم حتى يعترف بكم جدي في بستانه وفي قريته

جدي الذي يعشق العقد الفريد والغزالي وأبا العتاهية والرصافي

أهم إنجاز حققته هو أنني لم أُصدر ديوان شعر أبداً

ربما يصدر كتاب شعري صغير قبل موتي

لقد كتب كل واحد من هؤلاء الثرثارين شعراً

أكثر من ديوان المتنبي عدة مرات وطبعوه

أنا أعتذر من قرّاء الشعر وأعدهم بعدم إزعاجهم بالثرثرة

قاريء الشعر أهم عندي من مئة شاعر وكاتب

القاريء المبدع المتذوق المثقف الذي لا يُنافق

هو مَن أحلم بمحبته

هؤلاء الذين يسخرون مني

تخبو سخريتهم يوماً بعد آخر

ضحكاتهم تتحول إلى بكاء

هؤلاء الذين رفضوا مروري بينهم

سيطلبون مني السماح لهم بالمرور قريباً

يجب أن يُدرك الجميع أنّ هناك شيئاً في اللغة لا يُمكن خداعه

اللغة أصدق من البشر ،

فمثلاً إذا قلتُ لكم : (استحمّت حبيبتي بزجاجة كاملة من ماء الورد

والغريب أن عطر الورد ونكهته

بقي عالقاً بجسدها حتى الصباح) هذه عبارة

لا يُمكن أن تكون إلّا صادقة

أيها الأساتذة والفقهاء العراقيون

الوطن ليس ميراثي وحدي بل ميراث الجميع

وإذا أُشاكس فأنا أفتح درباَ لعرباتكم الجليلة والمشرقة

أريدكم أن تعبروا والقبعات تلوح لكم أيها الأجلّة

أنا أُطالب بثأركم أيها المثقفون وتميمتي أسماؤكم

فلماذا بعضكم يحاربني ؟

أنا أسقط تحت أسواركم فلا ترشقوني بالسهام



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان وآبن رشيق
- العراقيون
- عيد مبارك
- أراني نعشاً
- المال والبنون
- لغمُ الحداثة هذا هو إسمي
- رمضانيات
- كتابات و صحيفة الصباح
- البغداديّات
- آلة الحدباء
- لم أفعل شيئاً
- ديمقراطية الأسرى
- لا تكرهوني
- وطني مشرّد
- الطريق إلى الجنة
- العراقيّات
- بيعة الأظافر
- شعراء الحداثة و الطنطل
- علي بن أبي طالب
- بلادي


المزيد.....




- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - ثورة القُرّاء