أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد البصري - إلى كل مثقف عراقي وطني














المزيد.....

إلى كل مثقف عراقي وطني


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3494 - 2011 / 9 / 22 - 08:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفائدة الحقيقية من فصل الدين عن السياسة
هو أنّ الإسلام حافظ على استمراره الحضاري في التاريخ لسبب جوهري
هو أن الفقهاء الأجلة في كل العصور اكتفوا بمراقبة أداء الولاة
والأمراء و أولي الأمر ، لأن عظمة الإسلام وبريق الفقهاء
لا يُمكن له أن يستمر ويحتفظ بقيمة رمزية و معنوية إذا تحول
الفقهاء إلى أمراء فاسدين و لصوص ، هذا خراب ومجازفة بالعباد والعبادة
لأن الأمير سيخشى سلطة الدين ورقابة الفقهاء بينما إذا حكم الفقهاء
وفسدوا فمن ينصحهم و مَن يخشون ؟ . تقاسم السلطة السياسية والروحية
بين الأمراء والفقهاء كان عبقرية حقيقية ، أنقذت الإسلام من مصير
مظلم كمصير المسيحية في أوربا بعد الثورة الفرنسية ١٧٨٩م ، حيث سقط الفاتيكان وانتهت سلطته
إلى يومنا هذا . لَم يتم التحرّش بهذه العبقرية الإسلامية إلا مؤخراً ولَم ينجح أحد في ذلك كما نجح السيد روح الله الخميني
في إعلان دولة دينية في إيران يحكمها الوليّ الفقيه . لقد أصابنا الخميني جميعاً بالذهول والشلل ، رجل دين من تحت شجرة التفاح
في باريس يُعلن ثورة دينية إسلامية في القرن العشرين . ومن فرنسا مركز العلمانية في العالم . لقد سقط المثقفون الفرنسيون
صرعى المفاجأة و أشهرهم الفيلسوف الفرنسي المعروف ميشيل فوكو . فقد أصابته حماسة عجيبة أشد من
حماسة الفيلسوف هيجل ل نابليون . وكتب أن الإسلام جنون بالنسبة للغرب ، والغرب جنون بالنسبة للإسلام . لأن هناك
منظومتين معرفيتين بينهما قطيعة تاريخية . بل كتب للغربيين هذه العبارة بعد نجاح الثورة الإسلامية
في إيران : (الإسلام عقل أمة لا عقل لها) . ملاحظة : أرجو من القاريء هنا فهم (عقل) بالمعنى الفلسفي : لوغوس . طبعاً هذه الحماسة
والدهشة اخفتت فيما بعد . فقد ساهمت فضيحة المحاكم الثورية بعد نجاح الثورة الإيرانية و جرائم قاضيها خلخالي في تشويه
الصورة وتبدد الإعجاب . الخميني كان مجتهداً في رأي لَم يؤيّده فيه معظم فقهاء المسلمين الكبار شيعة و سنة . وأشهر معارضيه
كان المرجع الشيعي في النجف آنذاك السيد الخوئي . لكن هناك تقليداً لدى المراجع الكبار أن لا يأخذوا خلافاتهم إلى الإعلام
حتى لا تتشوش العامة وتضطرب العقيدة ويضيع الدين . لو سقطت الحكومة الإيرانية اليوم فإن المذهب الشيعي كله سيسقط
في الظلام لأن الخميني ورط التشيع بعلاقة مباشرة بالحكم والدولة . وهذا باختصار أهم آحتجاج لدى الفقهاء المخالفين
له آنذاك . ما يهمني هنا هو بلادي : العراق . بعد سقوط بغداد عام ٢٠٠٣م بدأنا نلاحظ دوراً سياسياً مباشراً للمرجع الإسلامي
في النجف : علي السيستاني . وبدأنا نرى دوراً سياسياً للفقهاء و الأحزاب الدينية . وبسبب الإحتلال الأمريكي لم يكن
بإمكان هؤلاء تكرار التجربة الإيرانية بل اكتفوا بتخريب الدولة والدين معاً من خلال الفساد والعنف الطائفي . المشكلة الحقيقية
تكمن في صعوبة الثورة على هؤلاء في احتجاجات جماهيرية . فقد رأينا الثورات العربية تنجح لأن الفقهاء والجوامع
دعمت الجماهير . ولأن الإسلام السني منفصل عن الحكم وليس مستقلاً اقتصادياً كما هي الحال في الإسلام الشيعي . إضافة إلى
أن الإسلام السني ضعيف سياسياً بسبب عدم وجود مركز قيادة روحي ، أعني : مرجعية . حين تتورط المرجعية في العراق
مع الإحتلال والسياسة ، وحين تتشكل أحزاب دينية مذهبية ، وحين تنتقل السلطة الدنيوية إلى الفقهاء إضافة إلى
السلطة الدينية . فإن أي تحرك جماهيري مصيره الفشل وقد يؤدي إلى حرب أهلية شاملة . لأن سقوط الدولة سيعني
سقوط المرجعية وسقوط الإسلام الشيعي . لهذا يفسد السياسيون في العراق وينهبون
لمعرفتهم أن الفقهاء متورطون معهم وهذا يعني استحالة ظهور أي معارضة حقيقية ضدهم .
هذه الورقة أقدمها كإثارة و تساؤل وأتوسل المثقفين الشرفاء كتابة اقتراحات في
الصحافة تخدم العراق و شعبه ، وتخدم الحلم الذي استشهد لأجله الوطني الخالد هادي المهدي .

[email protected]



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربّما ينجو العراق بمساعدة مثقفيه
- القاريء الحبيب
- لا ينشرون مقالاتي عنك يا هادي المهدي أيها المُغفّل
- أين هو العزاء يا هادي المهدي
- هادي المهدي بُطرس الشهداء العراقيين و حسينهم
- يالثارات هادي المهدي
- نوري المالكي قتل هادي المهدي
- ثورة القُرّاء
- لبنان وآبن رشيق
- العراقيون
- عيد مبارك
- أراني نعشاً
- المال والبنون
- لغمُ الحداثة هذا هو إسمي
- رمضانيات
- كتابات و صحيفة الصباح
- البغداديّات
- آلة الحدباء
- لم أفعل شيئاً
- ديمقراطية الأسرى


المزيد.....




- مشهد مؤلم.. طفل في السابعة محاصر في غزة بعد غارة جوية إسرائي ...
- -رويترز-: مايك والتز أجبر على ترك منصبه
- -حادثة خطيرة- في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس م ...
- زاخاروفا تعلق على احتجاز مراسل RT في رومانيا وترد على شائعات ...
- تقارير إعلامية تفضح -كذب- نتنياهو بخصوص حرائق القدس
- أوكرانيا: نارٌ ودمار وإجلاءٌ للمدنيين إثر غارات روسية على مد ...
- حكمت الهجري يطالب بحماية دولية بعد اشتباكات صحنايا وريف السو ...
- المرصد يتحدث عن عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. و ...
- إيران تعلن تأجيل جولة المفاوضات المقبلة بشأن برنامجها النووي ...
- في عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساوا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد البصري - إلى كل مثقف عراقي وطني