أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد البصري - أين هو العزاء يا هادي المهدي















المزيد.....

أين هو العزاء يا هادي المهدي


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3486 - 2011 / 9 / 14 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا تستغرب أن يأتي الطائفيون بالإنتخابات ؟
تخيّل أنك خائف أن تذبحك القاعدة ويفجرونك في الشارع
تخيل أنك خائف أن يقتلك أحد على الهوية ، مَن تنتخب ؟
المخابرات السورية (العلوية ) درّبت السنة العراقيين وأقامت معسكرات إرهاب لماذا ؟
ليسقط العراق نهائياً بيد إيران . فالسني يتدرّب ويدخل من سوريا و يُفجر نفسه
لكن الكراهية والنقمة تذهب إلى السعودية و الملك عبد الله وليس إلى سوريا وبشار الأسد أليس هذا غريباً ، لهذا قرّر الجميع إسقاط النظام السوري بسبب الدور الماكر لسياستها ومخابراتها ، والغريب أن الحكومة العراقية غير مُرتاحة لسقوطه ، لماذا ؟ لأن المسرحية الطائفية الإيرانية لا تكتمل بدون سوريا . النظام السوري يصنع لنا السني القاتل البشع والمجرم ، وإيران تصنع لنا الميلشيا الشيعية الضخمة والحشود المؤمنة . في ظل مسرحية كهذه و في غياب أي دور للمثقفين يصبح الطائفيون خياراً وحيداً بسبب الخوف .
كان الشهيد هادي المهدي إحراجاً لأنه مثقف وطني من أصول شيعية ويفضح قضايا من هذا النوع ويصف السياسيين علناً ب(القتلة ) و ( اللصوص) في برنامجه الإذاعي ، لكنه لَمْ يركز على فرد بعينه في نضاله كان ينتقد جوهر المحاصصة ويفضح الحكومة الطائفية .
السيد نوري المالكي كان جاري شخصياً لسنوات في المنطقة الصناعية بدمشق
وحين أزوره يجلب لي الشاي ويسكبه لي ، وأحياناً تجلبه ابنته الطيبة إسراء
ولي قصة طريفة معه سأكتبها في وقت آخر ،
نوري المالكي رجل مسكين وضعه حزب الدعوة والإيرانيون في مكان أكبر منه بكثير ، وهو ضحية لعبة طائفية دموية تقودها مخابرات إيرانية مثله مثل الشاب العراقي المسكين مقتدى الصدر .
الذي يُركز حملته على شخص نوري المالكي أو مقتدى الصدر ولا يناقش المشهد كله ماذا نسميه ؟
مَنْ يقوم بشيء كهذا هو بكل تأكيد يريد شيئاً شخصياً
لأن الواجب الوطني يفرض عليه تفجير الوضع كله من أساسه ومناقشته
يذهب المالكي ليأتي مليون مالكي ، هذه قضية تافهة ولا يهتم بها سوى جاهل أو صاحب غاية ؟
من الجدير بالذكر أنه ورغم ما حلّ بالعراق من خراب
فأنا لا أرى كتابة وطنية معارضة و مؤمنة و راسخة
كل ما أراه هو مجموعة مرتزقة و مثقفين يتسولون الحكومة العميلة
لهذا يُركزون حملاتهم على شخص مسؤول أو سرقة هنا و هناك
... هؤلاء عملاء أيضاً و مرتزقة أيضاً لأنهم لا يضربون على أصل الموضوع
ولا يوجهون حملاتهم إلى تفكيك بنية العصابة الحاكمة و عقائدها
التركيز على التفاصيل مقرف وهو كمن يتهم القاتل بالإهمال
يجب العمل على تأسيس لغة جديدة تمثل عقلاً معارضاً وطنياُ و بديلاً
مع مرور السنين يكون جاهزاً في خدمة التغيير الجذري القادم لا محالة

ما يثير آهتمامي بالنسبة إلى بلادي العراق هو تدهور القوى الإنسانية للشعب ، فحتى في زمن الحروب والدكتاتورية السابقة ورغم أن النظام السابق فشل بترك ثقافة أو فن مهم على المستوى الرسمي لكن كان الهامش ينتج فنوناً و أدباً بعيداً عن السلطة ، اليوم ينهار المجتمع على المستوى الرسمي وفي العمق والهامش أيضاً . وبالرغم من أن ما قاله عالم الإجتماع والمفكر الإيراني المعروف إحسان نراغي صحيح مئة بالمئة... ( الشيعة دين سياسي مائة في المائة ، ورجال الدين الشيعة يعتقدون بحقهم في التدخل بشؤون الدولة ، فهم بخلاف السنة ، غير مرتبطين بالدولة ويعيشون على الزكاة التي يدفعها المؤمنون لهم ) ، طبعاً هذه الحال تغيرت في العراق ، إذ هناك أحزاب دينية شيعية حاكمة و هناك أموال الدولة تنضاف إلى أموال الزكاة ، ولكن الشعب في حالة تذمر بسبب الفساد ، والناس في حيرة بين تصورهم عن نزاهة الأئمة و زهدهم وبين ما يرونه من سرقات . في الحقيقة الفقراء والمحرومون من كل طوائف العراق وهم أغلبية لكن المشكلة لا توجد قيادة تجمعهم على أساس غير ديني وتحارب بهم الأحزاب الدينية . ثم أن الوطنية العراقية ضعفت كثيراً ليس بسبب الخطاب الطائفي والقتل الهمجي على الهوية في السنوات السابقة فقط ، بل لأن الوطنية لها علاقة بوجود جيش نظامي وخدمة إلزامية . الجيش العراقي القديم تم حله وما موجود الآن هو فوضى و فصائل بقيادات ليس لها تقاليد عسكرية أو أخلاق وطنية . إذاً هناك إضافة إلى نهب البلاد انهيار وطني و ثقافي شامل . لكن هناك نقمة شعبية ، الشعب لم يكفر بالمفاهيم القديمة كالقومية العربية فقط بل كفر بالمفاهيم الوافدة كالشيعة والسنة والمظلومية أيضاً. إن حكومة فاسدة تعيش عزلة في المنطقة الخضراء تزداد عزلتها بازدياد ثروتها ، وبوجود أبطال مثل الشهيد هادي المهدي وبوجود مناخ تغيير إقليمي يمكن تفجير المحرومين يوماً وقيادتهم إلى داخل المنطقة الخضراء . لكن هذا الحقد كنز . أعني حقد المحرومين على اللصوص والفاسدين . إن القيادات البديلة ربما تكون بحاجة إلى لغة جديدة و مفاهيم جديدة على المثقفين الرافضين للوضع الراهن العمل عليها . وأهم شيء كيف يمكن إعادة العمائم إلى الحوزات والمساجد وضمان عدم تدخلها المباشر في الدولة العراقية؟؟؟.
توقف شعر امريء القيس العابث والجذل بسبب مقتل أبيه وسعيه في طلب ثأره ، ليتهم ما قتلوك يا هادي المهدي لكنتُ أكتب الآن في الشعر ولا شأن لي بالسياسة فهي من اهتمامك أنت ، ولكن بغيابك ألزمتنا حملاً ثقيلاً يا رجل ، نحن مجرد شعراء
دُفِنَ هادي المهدي وعاد الجميع إلى بيوتهم
بعد شهرٍ واحد سينساه الجميع ويختفي في زحمة الأحداث الجديدة
إفتحوا موقعاً ثقافياً باسمه ، مستشفى بآسمه ، شركة بآسمه
إفعلوا شيئاً رجاءً
ما يكسر قلبي ويقضُّ مضجعي
هو أن الشهيد هادي المهدي كان دائماً يُرسل لي رسائل
كلّها شتائم لأنني أغمز من قناة صديقه المقرّب الشاعر أحمد عبد الحسين
ولكن قبل أسبوع من اغتياله
أرسل لي رسالة يعتذر فيها ويوصيني بالعراق العظيم
ويقول لي أن العراق بحاجة إلى قلمي
يا إلهي ! كان يتكلّم بلغة مودّعٍ ومحتضر و مُفارق
في الوقت الذي أُقسِم أن الدرس من استشهاد مثقف مناضل لن يضيع هباء
أستذكر كلمات بدر شاكر السياب

أَفليسَ ذاكَ سوى هباءْ ؟
حُلُمٌ ودورةُ أسطوانه ؟
إنْ كانَ هذا كلُّ ما يبقى فأينَ هو العزاءْ ؟،



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هادي المهدي بُطرس الشهداء العراقيين و حسينهم
- يالثارات هادي المهدي
- نوري المالكي قتل هادي المهدي
- ثورة القُرّاء
- لبنان وآبن رشيق
- العراقيون
- عيد مبارك
- أراني نعشاً
- المال والبنون
- لغمُ الحداثة هذا هو إسمي
- رمضانيات
- كتابات و صحيفة الصباح
- البغداديّات
- آلة الحدباء
- لم أفعل شيئاً
- ديمقراطية الأسرى
- لا تكرهوني
- وطني مشرّد
- الطريق إلى الجنة
- العراقيّات


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد البصري - أين هو العزاء يا هادي المهدي