بشرى ساره... قطع الغيار البشرية متوفرة ولكن

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3397 - 2011 / 6 / 15 - 09:20
المحور: كتابات ساخرة
    

بات من البديهي حين تعطل سيارتك ان تستنجد بالميكانيكي لكي ينقذك من هذه الورطة،وبعد الفحص والتنقيب يشير عليك اما باستبدال القطعة التالفة بسيارتك او تصليحها، ولانك حريص على سيارتك فتطلب منه ان يستبدلها بجديدة والعوض على الله.
وبات بالامكان ان تسأم من سيارتك القديمة فتخطط لشراء واحدة جديدة تعينك على تنفيذ تفاصيل الحياة اليومية. ويبدو ان علماء الجينات والبايلوجي والهاملوجي وغيرهم كثير، وكلهم والحمد لله يملكون سيارات فاخرة، تنبهوا الى هذه البديهة وكان ذلك منذ سنوات طويلة وشمّر الكثير عن سواعدهم واحضروا اسّرتهم الى المختبرات بعيدا عن تنكيد الزوجات من اجل التفرغ الى الاجابة عن السؤال التالي:هل نتمكن من تصنيع قطع غيار للانسان؟.
وقطعوا خلال السنوات الماضية شوطا بعيدا في الاجابة العملية،فتم استبدال القلب والكلى والكبد واليدين وبعض عظام الترقوة.
ولكن الامر لم يكن سهلا بعد ان طرح بعض العلماء المشاغبين سؤالا جديدا:كيف يمكن ان نخلق خلية بشرية حية من خلالها يمكن ان نستبدل جميع قطع الغيار التالفة عند الانسان،ويبدو انهم خطوا خطوات عملية في هذا المجال ولأنهم كتومين فلم تصلنا من اخبار انجازاتهم في هذا المجال الا القليل.
ولكن الاخبار سرعان ماتسربت الى جهتين لهما دورهما في الساحة السياسية العراقية الاولى جهة اعضاء البرلمان العراقي الذين سارعوا الى متابعة هذه الانجازات والاستعداد لكتابة الطلبات السريعة لتوفير قطع الغيار التالية: لسان حاد يمكن ان يلوك الكلام(الذي يشرح القلب) بدون جهد،آذان صماء يمكن تركيبها بسهولة بدل الاذآن الاصلية في حالة القاء الخطب العصماء من قبل اعضاء التكتلات السياسية ذات الاختصاص"المحاصصي" والشراكة الوطنية، اياد طويلة تستطيع ان تمتد حسب الرغبة الى كل مالذ وطاب،استبدال جبهة الرأس باخرى محفور عليها علامة سوداء دليل الخشوع والتزهد،عينان احتياطيان لمراقبة بعض المستشارين في الحكومة الاتحادية لمعرفة اساليبهم الجديدة في مكافحة الفضيلة والشرف واخيرا خلايا بشرية لاستعمالها في الطيران حال نموها من اجل الفرار وقت الضيق.
اما الجهة الثانية فقد تمثلت في مجموعة من الشباب ينوون التظاهر في الجمعة المقبلة في ملعب الشعب الدولي ، كما يريد اللواء قاسم طه آمر عمليات بغداد، ومطالبة هؤلاء العلماء بالكف عن هذا الاستنزاف المالي وتكثيف جهودهم لتصنيع حبيبات(ضمير واخلاق) تشرب مع الكوكا كولا وتوزع فقط على الجهات التالية اسمائهم:
1- الوزراء السيادين ومن لف لفهم من المدراء العامين ومدراء مكاتبهم اضافة الى موظفي العلاقات العامة.
2- يوزع هذا المشروب المنعش وبكميات كبيرة على عدد من مستشاري دولة رئيس الوزراء.
3- ارسال كميات اخرى الى بعض المحافظين وروؤساء البلديات.
4- تعيين عدد من الموظفين لتوزيع هذا المشروب على بعض القضاة اثناء جلسات الاستماع الى المتهمين.
من جهة اخرى وردت انباء عاجلة عن استعداد اعضاء البرلمان لاصدار قانون بعد عطلتهم الصيفية الثانية بعد سماعهم بفحوى هذه التظاهرة يمنع فيه استيراد او صناعة هذا الشراب بدعوى انه امريكي الاصل، وكل صناعة امريكية حرام وكل حرام يقود الى النار.
فاصل واعود اليكم.
اثبت عدد لابأس به من العلماء اليابانيين جدارتهم في تصنيع شراب حلو المذاق يشبه بلونه شراب (عرق السوس) يعيد خلايا الضمير الميتة الى الحياة ومن المؤمل ارسال اول شحنة الى الشرق الاوسط.

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل