أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عراقهم بلا اخلاق














المزيد.....

عراقهم بلا اخلاق


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 11:01
المحور: كتابات ساخرة
    


كان آخر لقاء لي مع استاذي الاعز محمد سعيد الصكار حين اقام معرضا في امارة الشارقة، في دولة الامارات، قبل سنوات طويلة. لم يكن المعرض تقليديا ولا هو لوحات فنية ولا رسومات تبهر المشاهد، بل كانت لوحات من تمر جنوب العراق عجنها ليصنع منها لوحات شدّت كل من رآها.
كان مسحورا بجو الامارات المشمس، كان كالطفل الذي وجد امه اخيرا، كانت الشمس بالنسبة له الحياة المنشودة. وفي اليوم الاخير جلسنا في احد البيوت الاثرية في الشارقة لندردش خصوصا وكل واحد منّا لديه (سوالف) مايكفيها الليل.
تحدثنا في كل شيء ولكني وقفت طويلا عندما قال لي بفخر:
اتدري حين حان موعد حصولي على الجنسية الفرنسية راجعت دائرة الهجرة لاعرف التفاصيل، وهناك تقدم مني احد الموظفين وهو يبتسم بحب وقال لي بالحرف الواحد، لفرنسا الشرف ان تكون احد مواطنيها.
سرح بي الخيال، هذه الدولة التي تقف على اعمدة ثقافية من النادر ان تجد مثيلها في اي بقعة في العالم يعبّر احد مواطنيها عن شرف فرنسا الكبير لان محمد سعيد الصكار اصبح من مواطنيها.
لماذا اتذكر ذلك؟.
بالامس قرأت له في هذا الموقع مقالة مقتضبة لهذا الفنان القدير وضع فيها المبضع ليفتح كل الجروح القديمة والجديدة حين قال في نهاية مقالته ان معظم مسوؤلي التكتلات السياسية التي تحكم العراق الان بدون اخلاق.
ليس سرا هذا الذي قاله الصكار ولكنها حين تصدر من فنان اذا هبت عليه الريح تغار من رقته تكون هي الطامة الكبرى لانها تعبّر عن مدى القرف الذي وصل اليه الناس العاديين والفنانين معا.
اكتب هذا وانا اسمع خطاب دولة رئيس الوزراء امس حين قال: انا لايهمني الخروقات الامنية بقدر مايهمني الخلافات بين الكتل السياسية. وكلنا نعرف ان الخلافات العراقية تعني:
_ ان لغة الحوار بين هذه التكتلات هي الضرب بالاحذية (القنادر) كما شهدنا ذلك قبل اسابيع والتراشق بالايدي ومحاولة الاول خنق الآخر بربطة عنقه.
_ لغة الحوار الاخرى هي التصريح بالضد حتى ولو كان هذا التصريح غير دقيق بمعرفة صاحبه.
_ هناك لغة غريبة بعض الشيء على شعبنا العراقي وهي استعمال هذه التكتلات لكاتم الصوت ضد كل معارض لسياستها (علي اللامي مثالا).
_ يحمل معظم العاميلن في هيئة النزاهة كفونهم معهم لانهم يتوقعون ان يختفوا من الحياة في اية لحظة من قبل اصحاب الشراكة الوطنية والمحاصصة واللف والدوران اللاهفين لماتبقى من الكعكة.
وهاهو مدير المصرف التجاري العراقي يهرب اليوم الى بيروت لانه نزع غطاء اخلاقه منذ زمن ولهف مايمكن لهفه.
المشكلة اذن ليست في ايدلوجية هذه التكتلات، اذا كانت لهم ايدلوجية، بل هي في غياب الاخلاق، ولعل كلمة (غياب) مؤدبة جدا ويمكن استبدالها بكلمة رقيقة هي (السرسرة) لعل ذلك يشفي غليل الشرفاء من العراقيين ومنهم فناننا الرائع محمد سعيد الصكار.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق خارج الجاذبية الارضية
- كافي تنظير ايها الشيوعيون
- المطار الجنسي في السعودية
- انت شقندحي ياباراك ابن حسين
- هل انت حجي ام شيخ ام ملا ام سيد ام ماذا؟
- بطاتي ليست للمحاصصة رجاء
- عجيب امور غريب قضية يامالكي
- استثمار جديد لرجال الاعمال.. سجون عراقية بالسرقفلية
- حين يسرقون الزبالة
- ولكم كولوا الحقيقة ولو مرة في حياتكم
- عليهم ياخوتي عليهم
- كلا كلا يا امريكا
- اللغة الانكيلزية فاسدة بل كفر والحاد
- في جيب المالكي العديد من المسكنات
- هل نستفيد من دروس الشعب المصري
- سيارة صفراء بعمامة سوداء
- نوري المالكي، كن قويا او استقيل
- طز بهذا القضاء الذي لايحترم حتى نفسه
- ياحاملي البطاقة التموينية اتحدوا
- ثلاثة نواب وانا الرابع


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عراقهم بلا اخلاق