أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - التغيير وخط المواجهة الساخن... وخريف الانظمة المخجل














المزيد.....

التغيير وخط المواجهة الساخن... وخريف الانظمة المخجل


احمد ناصر الفيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 13:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتعالى الاحتجاجات الشعبية، وتتسابق عدوى التظاهرات زاحفة نحو المدن العديدة، معبرة عن استنكار وغضب من استمرار النظام الشمولي، الذي امتد نحو مفاصل الحياة الاساسية في الدولة والمجتمع، وفرض هيمنة مقيتة حبست المواطن في قارورة السلطة، لتطويعه في فلك الدوران حول النظام، وتلقينه دروس التمجيد الاساسية ليسبح بحمده، ويتخلى بالاكراه عن لبوس شخصيته الحقيقية، ليتحول الى متسول يرجو من السلطة الرضا، لقاء اشكال المهانة والجور.
لغة القوة والعنف والعطرسة، هي مفردات السلطة وادواتها في كم الافواه، والزج بالمعارضين في اتون جهنمها الدامي، الذي يستقبل المزيد من الطاقات البشرية الوطنية ويدمرها، على مر الاعوام من تكريس سلطتها الغاشمة غير مبالية بما يجره ذلك من خراب في بنية المجتمع، ونخبه وفئاته، وهزيمة ماحقة لقضية تطوره وعمرانه وامتلاك اسباب العمران من جهة، وتأخير حالة النهوض السياسي والاقتصادي والاجتماعي وربطها بعتالات العودة الى الوراء، والتي تنشدها السلطات من اجل اشاعة الفضاءات الملائمة لمنطقها وسلوكها السياسي وايديولوجياتها الفارغة كي تؤمن استمرار نهجها وطقوس حكمها من جهة ثانية .
ان رياح التغيير الديمقراطي، وتفاعل التناقضات المحتدمة، افرزت واقعا جديدا لابد لهذه السلطات من استيعابه كدرس تاريخي واضح الدلالة والمؤشرات قبل فوات الاوان، فالمعادلة التقليدية الشائخة، معكوسة النتائج في ظرفها الدولي والاقليمي الراهن وهي تنخر هياكل الانظمة المتهرئة، والتي يبدو ان بعضها لم يفطن لشيخوخته العاتية، ولايريد مغادرة المسرح دون اراقة المزيد من الدماء البريئة، ويترفع عن شرف المغادرة والتنحي بمسؤولية تاريخية، والتي قد تعيد بعض ماء الوجه المفقود .
في اجراء احترازي من قبل السلطات في سوريا، التي لجأت الى تسيير ارتال الدبابات في المدن في استعراض للقوة مجانب لمنطق القوة الجماهيرية الوطنية في وجودها ودوافعها واساسياتها، وهناك قضايا وطنية كثيرة عالقة، وازمات ماحقة تزيد من هموم المواطنين، واحتلال لاجزاء من البلاد لم يكشف عن محنتها، إن سلما او حربا فاين العسكر من كل هذا .
من المخجل ان تتجول قطاعات هامة من الجيش في المدن ،لالعودة ظافرة من مواجهة وطنية يرنوا بها نحو زهور الناس كي يفرح لفرحتهم، وانما التلويح كعصى غليظة تريد بيت طاعة سياسي من المجتمع رغم انفه .
ان التلويح بالقوة العسكرية من شأنها خلق فجوات غير محمودة العواقب بين اي شكل للوطنية بين هذا الجيش والناس، خاصة، وان القناعة الوطنية تزداد يوم بعد آخر بأهمية التغيير وحتميته، ولا يتمنى هؤلاء ان يكون العسكر احدى عقبات التغيير في راهنيتة الملحة في هذه المرحلة، ثم ان الحالة الجديدة المطروحة على المشهد السياسي، لاتبعد انقلاب العسكر على نفسه، نتيجة مد الوعي الوطني وباعتبارهم جزء من نسيج مجتمع عانى، وما يزال يعاني من هموم يومية متصاعده، وازمات كابحة لاشكال التطور، التي لاتستطيع القرارات الحكومية المرتجلة تحت ظغط المطالب والاجراآت لحفظ السلطة ان تلغي تناقضاتها المحتدمة. ولاحاجة للتطرق للظروف التاريخية الحالية، ونوعيات حتميات المواجهة، فهو مكشوف على كل الصعد، والتجارب القريبة تعيد ترنيمة التغيير ونتائج الحسابات .
ما طرحه الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا من افكار وملاحظات تمثل خارطة طريق ومفتاحا لحل الازمات المتراكمة، التي يعاني منها الشعب السوري على مستوى طبيعة نظام الحكم والمجتمع في رؤية واقعية مستوعبة لاشكاليات الوضع السوري، ومن شأن الالية الحركية لتلك الآراء والافكار ان تفتح طرقا جديدة يمكن ان تؤسس لحركة ديمقراطية حقيقية تعيد رسم النظام والمجتمع وفقا لحركية التغيير المناشدة، التي تعد جزءا من نتاج حركة المجتمع المتناغم مع ايقاع الحركة الاقليمية والدولية. ولابد من الغاء نظام الحزب الواحد الذي يعد حجرة عثر اساسية على طريق التنمية السياسية في البلاد، ولاندري لم التخوف من النهج الديمقراطي، اذا كان يضمن للجميع فرص التباري السياسي القائم على المساواة، بما يؤمن استحقاقا شرعيا مصدره الجماهير نفسها ،ثم ان الادعاءات الرسمية وغير الرسمية للقائمين على الحزب الحاكم يدعون انه يتمتع بثقة الجماهير العريضة. فما مصدر التخوف اذن، فالمفروض انه وبعد تجربة عقود طويلة من الحكم، ان يقبل بالمنازلة التاريخية ولاينأى بنفسه عنها، واذا تحسب لاشكال المنازلة واخذته الوساوس من ان سيناريوهات اللعبة والادوار قد لاتنجح هذه المرة، فان مثل هذه الطبقة السياسية لابد وان تقبل بالتغيير، لانها لاتقوى على الصمود امام اية جهة او شعب .
ان التجربة الديمقراطية والتعددية يمكن ان تخلق اوضاعا افضل لسورية تدخل منه الى العالم من جديد وبحلة سياسية مرنة قادرة على مجابهة مختلف اشكال الصعاب، والخروج منها بنتائج ايجبية تصب في مصلحة الشعب السوري الى جانب مشاركته في القرار ورسم مستقبل في البلاد .
ان طروحات الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي تمثل حلا جذريا قادرة على صناعة تحولات تختزل فيه الكثير من الوقت والصعاب وتأخذ زمام المبادرة لمواجهة مستقبل اكثر املا .



#احمد_ناصر_الفيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انبثاق حكومة التسوية وحجم الهموم والتحديات...المواطن في آخر ...
- استهداف المسيحيين ....,زوبعة الظلام في ديار الحضارة والقيم ا ...
- الطاولة المستديرة ... كشف الغمة وهموم تشكيل الحكومة
- الانتخابات والاهواء السياسية ومركب البلاد العائم على ضفاف حز ...
- لعبة التراشق السياسي ومستقبل البلاد
- محنة العقل ومحنة الوطن
- الحراك السياسي ومحنة الوطن والمواطن
- عقدة السلطة ومهمة القوى الوطنية..هل يعيد التاريخ نفسه
- لقاء المالكي وعلاوي وشروط اللعبة السياسية
- مايحتاجه البناء الديموقراطي
- حركات الاسلام السياسي.. واشكالية حقوق الانسان
- نحو مشروع تأجير الوزارات الحكومية ..قراءة في الاداء الوزاري ...
- الجلسة البرلمانية الاولى .. قراءة فاتحة ام شرارة انطلاق
- مراحل سياسة التعريب والتغير الديموغرافي في كركوك .. الخلفيات ...
- كلما ضحك السياسي بكى الناس كلما ضحك السياسي بكى الناس
- كم ساعة تحتاج لتصبح سياسيآ ؟
- ألتجربة الديمقراطية ... حجم التضحيات وطروحات العوده الى الور ...
- ماذا يجري في العراق الجديد..؟ منظومة حقوق..ام انتهاك حقوق ال ...
- من اشكال الحروب الطائفية ضد الكورد...(الشبك نموذجاً)
- الكورد والديمقراطية ومستقبل العراق


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - التغيير وخط المواجهة الساخن... وخريف الانظمة المخجل