أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - انبثاق حكومة التسوية وحجم الهموم والتحديات...المواطن في آخر المشوار ...















المزيد.....

انبثاق حكومة التسوية وحجم الهموم والتحديات...المواطن في آخر المشوار ...


احمد ناصر الفيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 14:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بكثير من التحسب المفرط والتراجع الغير منظم، أنبثقت حكومة التسوية العراقية لتحل بديلا عن حكومة الشراكة الوطنية، لأنتقاء أسس المشاركة الحقيقية والتي تفتقر الى أرضية تشاركية فعالة، لضعف العمل الجبهوي السياسي من جهة، والكوادرالمدربة الجاهزة لشتى التحولات من جهة أخرى،فقد انخرط الكثير من الاحزاب والحركات ضمن حركة معارضة للنظام البائد، ولم يكن نشاطها سوى اقامة عدد من المؤتمرات بهدف التحشيد الدولي، والقيام بحملات أعلامية تشهر بالنظام وتفضحه، امعانا في تأليب الرأي العام الدولي شعوبا وحكومات لتنتبة الى وضعية الشعب العراقي المزرية ،وضرورة الدعم الدولي لقضية هذا الشعب المبتلي بانماط الحكام المستبدين على مر تأريخية. لكن هذا التاريخ الشاخص والمنتصب ليذكرنا باستمرار لم يعيه احدا من السابقين،فهل يعتبر منه الساسة الجدد؟!!
ان من يمعن في المسيرة السياسية لعديد الاحزاب والحركات، سوف يجد بلا عناء أنعدام الترابط الجماهيري والتفاعل السياسي والحزبي معها وفق برامج حزبية مدروسة راهنا، فهذة الاحزاب بخبراتها البسيطة وذخيرتها الممارسية جراء عملها خارج تربة الوطن والذي حرمها البعد السوقي الجماهيري من جهة،وانشغالها بالمشاريع السلطوية واهمالها العمل الجماهيري الذي يديم لها قاعدة التواصل في المشوار السياسي في مرحلة مابعد الدكتاتورية.
مشاويرالحكم والسلطة أبعدت العمل الحزبي ومبادراته ونحته جانبا، رغم تبعاته الثقيلة، ليس اقلها تحويل هذه الاحزاب والحركات الى هياكل كارتونية، واي يقال او يتردد من ان وعاء السلطة يمكنها احتواء الناس، فأن ذلك وهم السلطة التي تعلم دائرتها ومريديها الذين يسوقون دعاواها التسابق من اجل بلوغ اعلى المراتب السلطوية ضمن منافسة غير شريفة وغير محمودة العواقب حتى داخل التشكيلة الحزبية الواحدة المشاركة في السلطة، فضلا عن استخدام اشد الوسائل الميكافيلية خساسة، وتلك هي بذرة الانهيار الشامل، لان العمل الحزبي عمل جماهيري يحتاج الى جهود وتضحيات ومشاريع جماهيرية وقدرات خلاقة كي تظفربرضا الجمهور وقناعته، وتاريخ المنطقة حافل باحزاب وحركات ذابت كقطع جليد في صومعة الاحداث، مثلما بقي قليل منها لارتباطها بما يعتمل في دخيلة الجمهور من اماني ضائعة او مفقودة، فيما تداعت احزاب السلطة وغدت لعنة تلاحق منتسبيها بعد انهيار سلطتها .
عدم التساق النشأة طبقيا، ومجتمعيا، وتراتيبيا خلق الكثير من النخب المهلهلة بثوب فضفاض، حتى خارج مقاساته الطبيعية المحرجة، وخلق منهم أشخاصا مقطوعي الجذور حتى مع ماضيهم النضالي القريب، في حالة أشبة بتقليد وتقمص الفلاح الساذج لشخصية أرستقراطية، رغم تناقض المظاهر الاجتماعية في مسرحية مضحكة.
سياسة الهاء الجماهير وأيجاد وسائل ميكافيليةعلى قاعدة الغاية تبرر الوسيلة، هي سمة الاكتشاف السياسي الجديد والسيء، وهي ماستفرغ عديد الكيانات السياسية من محتواها الاجتماعية، وتسحب البساط من تحت قدميها، ولو على مضض.
طعم السلطة وحلاوتها فتحت القرائح على الاعيب سياسية شتى، وليس هناك من مراهنة في العراق الجديد على شئ، كالمراهنة على سباقاتها المتناقضة التوجهات والميول، فمكاسبها تجمع المتناقضين في سلة واحدة عائمة في بوتقة مغائمها والتي لامثيل له في بلدان العالم قاطبة، استباحة البلاد على قاعدة استحقاقات نضالية ماضية ابعد ماتكون نكتة، فالقوى المناضلة بشتى تلاوينها السياسية، انما تناضل لغد افضل دون ان تطلب مكافأة على نضالها ويكفيها فخرا نضالها وحب الشعب لها، ويمتلك السجل الوطني العراقي زاخما كبيرا من شهداء رحلوا من اجل رفع حيف الظلم عن كاهل العراقيين،ولم يتذكرهم احد لحد الان،ان من يطلع على التاويلات الجديدة للساسة الجدد يأخذه العجب فيما يقال في هذا المجال، حتى لتخال وكأن النخب الحاكمة في العراق اليوم قد خلصت البشرية وليس العراق من أهوال كارثية محدقة. أن المتتبع للمسار التأريخي لما بعد لحظة الحسم التأريخي عام 2009 يدرك بوضوح حجم الاشكالية المتمثلة بتكوين السلطة وتفرعاتها واللابسين أرديتها المترهلة عليهم.
وتعد أشكالية السلطة واحدة من اسوء مخلفات مابعد الاحتلال والتي جرت بمباركتة تلبية لمتطلبات سياساتة الراهنة في المنطقة، ووضعية الداخل العراقي بكل تموجاتة الصارخة وأشكال التوجهات الامريكية المقبلة وبخاصة الشرق الاوسطية وخارطة طريقها.
أن تفاقم معاناة العراقيين جراء تكريس الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية السابقة، والتي لم يباشر بحلولها ومعالجاتها رغم مرور سبعة سنوات ،فضلا عن ظهور مشكلات جديدة مستحدثة ضاعفت من ازدياد حجم الظغوطات على الناس وسبل حياتهم، لانعدام تنفيذ البرامج المرفوعة سواء من النخب الحاكمة او الاحزاب والحركات، نتيجة للصراعات السلطوية، وبالعكس من ذلك يجري التوظيف البغيض وبلاعيب الجديدة لكل تلك المعاناة، الى جانب ذبح مقدرات البلاد على مذبح مصالح البلدان ذات اليد الطويلة في صراعاتة الداخلية أقليميا ودوليا، وخلق طبقة سياسية تسير الامور وفقا للمشيئة الجديدة، والا فكيف يمكن تفسير الازمات المتراكمة، وعدم معالجة البنى التحتية وقطاع الخدمات المهمتين في حياة اي دولة ومجتمع، الى جانب انتشار جيش البطالة المنعاظم، بما يعني ذلك من أفقار حقيقي للعوائل العراقية التي تعيش تحت خط الفقر بحسب تقديرات المنظمة الدولية، ومن ثم قطاع الخدمات الذي شل بفعل فقدان وأنعدام الطاقة، وفي مقدمتها الطاقة الكهربائية المحرك الاساس للاقتصاد المحلي الذي غزتة بضائع دول الاحتلال واحتلت فيه مواقع المنتجات الوطنية، وبالتزامن مع الممارسات التجارية والمالية للفئات التجارية الطفيلة المفتقرة الى الحس الوطني حيث لايهمها سوى المتاجرة وبأي قضية من أجل تحقيق أرباحها، فالوطن عند البعض عبارة عن صفقة، وهي تجاري اي سياسة معروضة برهن البيع لقاء ذلك.
أن تناقضات الواقع العراقي والحراك الطبقي الذي شهدة خلال الاعوام مابعد 2009 تشير الى التحاق العشرات واللالاف بالطبقات الغنية المترفة، دون ان تمتلك مقومات هذا التحول، وجل ماتملكه قربها من مصادر السلطة وحاشيتها الضخمة، بلا حساب او اعتبار او ضرورة، والى تزايد في اعداد الفقراء والمعوزين والمعدومين ،الذين باتوا بحاجة ماسة الى عروة بن الورد بثوب القرن الواحد والعشرين ينظم صفوقهم ويسير في ركاب حقوقهم.
وبرغم هذة الطامة الكبرى، فأن الاعلام العراقي وسائر الاجندة السائرة في ركابة، لايكف عن الكلام حول الديمقراطية الجديدة، ورغبات السادة الجدد وصراعاتهم، اما مايهم الشعب المسكين، فليس لة من مساحة تفترض مناهج اليمقراطية الجديدة المتشدقة أن تتناول أوضاعهم وتتدارسها وتعرضها على الملاء، من أجل توسيع مساحة الحلول، والمتأمل للمشهد العراقي الحالي يراه لايختلف كثيرا من موقف النظام السابق الذي كان يقبع وحاشيتة وزمرة والطبقات المترفة الملحقة بة بحكم مصالحها في جنة صماء بعيدة عن اصوات الناس، فيما السواد الاعظم يرزح في اغلال العبودية والقمع والحاجة المذلة، وما فائدة الحرية بلا قوت وخبز؟!.
يمكن اطلاق تسمية للحالة الجديدة بالقهر الطبقي، ذلك عندما تتحول السلطة الى طبقة متكسبة متخلية عن التزاماتها الاخلاقية والحقوقية أتجاة الشعب وتحاول استغلال ثرواته ومقدراته. من يصدق أن التعينات في مؤسسات الدولة المختلفة والتي تعد جزء من حقوق المواطنة ، باتت رهينة أسعارللبيع في حالة مشابة لبيع مناصب الدولة في سوق نخاسة مخجل، فضلا عن عقد صفقات تجارية برسم وتمويل ومشاريع ومقاولات. أن حالة من تزييف وعي الناس بدأت تطفوا على سطح الحالة الاجتماعية، وبدأ طوفان جديدة لايختلف عن طوفانات لاوبئة والفيضانات أيام العراق العثماني رحمها اللة.
ثمة مسار أيدلوجي بدأ يأخذ منحى سلطويا لم تسعفة بالشكل المطلوب حواجز محددة،في مقدمتها محاولات الالتفاف على الدستورفيما يتعلق بحقوق الانسان، كان بطلها هذه المره مجلس محافظة بغداد الذي ترك العاصمة غارقة في اوحالها واهوالها، والذي لم يخطو خطوة جدية لأعادة ملامح بغداد الجميلة بعد عقود الخراب، والتي على اساسها شكل المجلس، ليثير لنا قضايا ليس من ورائها طائل سوى الدوران في فلك العاطفة الدينية وتثويرها، بعد الفشل في تقديم البرامج برغم أن مايجري في البلاد من تكريس للفقر والجهل تنهي عنه قيم الدين والسماء، مثلما تنهى عنه القوانين الوضعيه .
التوظيف الايدلوجي الجديد حلقة في توجهات جديدة يراد منها خلق أصطفافات اخرى، على حساب خسران القضية الاساسية في بناء العراق، ومعالجة تداعيات الحروب الكارثية ،ووقف المعاناة والالام التي مايزال يرزح تحت أعبائها الشعب العراقي، ولتكن طروحات معسول الكلام كما يقول المصريون (حاجة قديمة) وهي تذكرنا بأبيات الشاعر الراحل الكبير الجواهري أذ يقول:
نامي جياع الشعب نامي حرستك آلهة الطعام
نامي ان لم تشبعي في يقظة فاشبعي في المنام
نامي على زبد الوعود في دفئ عسل الكلام .



#احمد_ناصر_الفيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استهداف المسيحيين ....,زوبعة الظلام في ديار الحضارة والقيم ا ...
- الطاولة المستديرة ... كشف الغمة وهموم تشكيل الحكومة
- الانتخابات والاهواء السياسية ومركب البلاد العائم على ضفاف حز ...
- لعبة التراشق السياسي ومستقبل البلاد
- محنة العقل ومحنة الوطن
- الحراك السياسي ومحنة الوطن والمواطن
- عقدة السلطة ومهمة القوى الوطنية..هل يعيد التاريخ نفسه
- لقاء المالكي وعلاوي وشروط اللعبة السياسية
- مايحتاجه البناء الديموقراطي
- حركات الاسلام السياسي.. واشكالية حقوق الانسان
- نحو مشروع تأجير الوزارات الحكومية ..قراءة في الاداء الوزاري ...
- الجلسة البرلمانية الاولى .. قراءة فاتحة ام شرارة انطلاق
- مراحل سياسة التعريب والتغير الديموغرافي في كركوك .. الخلفيات ...
- كلما ضحك السياسي بكى الناس كلما ضحك السياسي بكى الناس
- كم ساعة تحتاج لتصبح سياسيآ ؟
- ألتجربة الديمقراطية ... حجم التضحيات وطروحات العوده الى الور ...
- ماذا يجري في العراق الجديد..؟ منظومة حقوق..ام انتهاك حقوق ال ...
- من اشكال الحروب الطائفية ضد الكورد...(الشبك نموذجاً)
- الكورد والديمقراطية ومستقبل العراق
- ابعاد ومخاطر المفاهيم الشوفينية حول كينونة العراق


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - انبثاق حكومة التسوية وحجم الهموم والتحديات...المواطن في آخر المشوار ...