أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - الطاولة المستديرة ... كشف الغمة وهموم تشكيل الحكومة














المزيد.....

الطاولة المستديرة ... كشف الغمة وهموم تشكيل الحكومة


احمد ناصر الفيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3194 - 2010 / 11 / 23 - 15:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشفت الطاولة المستديرة الغمة ، وبقي أن تشهد البلاد ولادة الحكومة وانبثاقها من صومعة الاحتدامات والتراشقات ، وحيث تعاني الكتلة الواحدة من صراع داخلي يتعلق بنوعية الكراسي والية أمتيازاتها بعيدا عن أية روح مبدئية ، فقد قتلت الكراسي روح المبادئ والا فبأي تفسير وتخريج يمكن تأويل ما يجري اليوم من مسرحيات هزيلة على الساحة العراقية التي تميط اللثام يوم بعد اخر عن الخواء السياسي وانعدام التجذر المعرفي والمبدئي، وتلك أهم مايميز الاحزاب والحركات التي تعد تلك الامور من اهم حلقات تواصلها مع القواعد الجماهيرية وعموم الجمهور ،فمن خلالها تتسق الهياكل الحزبية والتنظيمية، وتتم عمليات المبادلة السياسية التي تعزز التجارب، وتفتح اكثر من منظار لرؤية الواقع عن قرب بما يتيح بناء سياسه قويمة وواقعيه تحث الخطى في كسب جولات المنافسة السياسيه.
ماتفتقر اليه الاحزاب والحركات، وشتى العناوين البراقة في العراق الجديد وجود قواعد رصينه في مجال العمل الحزبي والتنظيمي تجري على اسسها متطلبات العمل السياسي، وتتعزز روح المبادره الجماهيرية بما يخلق قناعات مبدئية بالاهداف المنشودة مترعة بالاستعداد للتجربة والعمل وفق ايحاء جملة المبادىء والاهداف ،والابتعاد عن تسفيه العمل الحزبي من خلال ماراثون المصالح الانتهازية واحياء الاساليب الميكافيلية في الوصول الانتهازي لتحقيق الاهداف الشخصية بعيدا عن الاستحقاقات والمنافسة الشريفة ،وتلك مضيعة للوقت ، وبناء منظومة قادرة على التواصل والاستمرار وكسب ثقة الجمهور، ان التسابق نحو الغنيمة بأشكال تعبئة رخيصة، لن يكتب لها الدهر مكوثا طويلا في المشوار، بل ستفت في عضد البناء السليم للمجتمع بعد ويلات التكسرات الاجتماعية، وتراجع القيم الاجتماعية الاصيلة ومفاهيمها الاخلاقية ،بسبب سياسات النظام السابق والتي تحتاج من العهد الجديد الجهود الحثيثة من أجل تصليح ماخربة العطار الدكتاتوري وماجار به الزمان ، لكن استمرار الهرج والمرج، وسيطرة روح المغامرة، والضحك على الذقون أطاح بالامال جانبا، فقد توسعت هوة الاختلاف وأنعدام الثقه وهي من اخطر ماتواجه اي تجربه حزبيه، سياسيه، او دولتيه، لآن ضياع الثقه من شأنه أن يضعف الروابط لدرجة قد يضيع معها الرابط العام ،الوتد الاساس لاي محور جمعي بغض النظر عن متانة وجودة .
اذن، كيف تستطيع هذة القوى من خلال وجودها في سدة الحكم من لملمة جهود الجمهور للمشاركة في ظل أزمة ثقة فارت وطغت على سطح الاشياء بكبيرها وصغيرها، ولعل عدم الاتفاق على تشكيل الحكومة طيلة ثمانية شهور فاصلة لما بعد الانتخابات أصدق تعبير حي عن أنعدام الثقة والقلق والاحتراس من الاخر، فأذا كان هذا التوصيف للحالة بما يخص الطبقة السياسيه المتسيدة، فما هو الحال بالنسبة للجمهورالذي بات يضرب اخماسا بأسداس جراء مايجري أمامه من مضاربات تقف بعيدا عن مشارف مصالحة، فالكل يتحدث في برامجه عن أهمية الجماهير، ويصفها بأنها الاساس في جوهر العمل النضالي ويعدد الاهداف والتوجهات والتي لو طبق منها 1%لكانت البلاد والناس بخير، ولاشك بأن تشابه البرامج ونسخها كان لابد وأن تشكل عامل أساس في خلق مشتركات عمل وطنية لكل القوى السياسيه يدفعها للاتفاق، لو لم تنجذب الى وتد السلطة ومكاسبها.
لقد خسر الكثيرين رهان العمل الجماهيري، وستشهد الساحة العراقية في المرحلة المقبلة تغيرات في خارطة القوى وتوجهاتها، والتي لاتستطيع أية شعارات أو خطابات ملحنة على أوتار عاطفيه وعقدية من جر الجمهور الى خنادق البرامج الحزبية المضحكة، فمع سنوات ثمان عجاف، وقبلها بلاوي مصائب وكوارث، لايمكن أن تقنع الناس بالصبر والصلاة على طريقة قول الشاعر:
نامي جياع الشعب نامي حرستك آله الطعام
نامي ان لم تشبعي من يقظة فأشبعي في المنام

أن مايجري في البلاد اليوم من تسابق وتسلق للمراكز، وبعيدا عن أي عمل وبرامج جدية اتجاه البلاد وأزمتها الخانقة والمتزايدة، الى جانب أنتشار البطالة والفقر والتخلف وبالشكل الذي ماتزال به البلاد مكرسة للعيش تحت خط الفقر بموجب المنظمة الدولية، بل أن خط الفقر قد تجاوزه الحدث، واصبح الحلم بيوم خال من الجوع كالحلم الدخول الى الجنة.
أن وضع فاصلا من قبل الساسه متمثلا بجدار عازل يفصلهم عن هموم الناس والذي يجد صداه بالمبالغة الضخمة في أحتساب الرواتب والامتيازات للطبقة السياسية وعموم هيكلية الدولة الهشة،على حساب افقار مجموع الشعب معادلة قد تقلب معها أشكال الواقع فدوام الحال من المحال ،وهل يمكن لعاقل ان يصدق بان هولاء المتسابقين واللاهثين وراء حمى مصالحم والغافلين عن الالام شعبهم يمكن ان يحلوا المشكلات ويريحوا العباد، انها تذكرة وعبرة والتأريخ شاهد مع العصر.



#احمد_ناصر_الفيلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات والاهواء السياسية ومركب البلاد العائم على ضفاف حز ...
- لعبة التراشق السياسي ومستقبل البلاد
- محنة العقل ومحنة الوطن
- الحراك السياسي ومحنة الوطن والمواطن
- عقدة السلطة ومهمة القوى الوطنية..هل يعيد التاريخ نفسه
- لقاء المالكي وعلاوي وشروط اللعبة السياسية
- مايحتاجه البناء الديموقراطي
- حركات الاسلام السياسي.. واشكالية حقوق الانسان
- نحو مشروع تأجير الوزارات الحكومية ..قراءة في الاداء الوزاري ...
- الجلسة البرلمانية الاولى .. قراءة فاتحة ام شرارة انطلاق
- مراحل سياسة التعريب والتغير الديموغرافي في كركوك .. الخلفيات ...
- كلما ضحك السياسي بكى الناس كلما ضحك السياسي بكى الناس
- كم ساعة تحتاج لتصبح سياسيآ ؟
- ألتجربة الديمقراطية ... حجم التضحيات وطروحات العوده الى الور ...
- ماذا يجري في العراق الجديد..؟ منظومة حقوق..ام انتهاك حقوق ال ...
- من اشكال الحروب الطائفية ضد الكورد...(الشبك نموذجاً)
- الكورد والديمقراطية ومستقبل العراق
- ابعاد ومخاطر المفاهيم الشوفينية حول كينونة العراق
- الانتخابات .. وصراع السلطة..هل يحتاج العراق الى تحكيم دولي ؟ ...
- اشكاليةالفساد وتنويعات المفهوم والمعايير


المزيد.....




- تقرير: أمريكا اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين كشفت تقييمهم ...
- ماكرون يؤكد في مكالمة مع الرئيس الإيراني على ضرورة العودة إل ...
- إيران تنفي تهديد الوكالة الذرية وتشكك في مصداقية ترامب بشأن ...
- تصاعد هجمات المستوطنين بالضفة وجيش الاحتلال يعتقل العشرات
- -إثبات الوفاة- معاناة قانونية وإنسانية تؤرّق ذوي الشهداء وال ...
- الزرشك نكهة لاذعة وفوائد مذهلة.. كنز أحمر في مطبخك
- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - الطاولة المستديرة ... كشف الغمة وهموم تشكيل الحكومة