أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - ألتجربة الديمقراطية ... حجم التضحيات وطروحات العوده الى الوراء















المزيد.....

ألتجربة الديمقراطية ... حجم التضحيات وطروحات العوده الى الوراء


احمد ناصر الفيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3028 - 2010 / 6 / 8 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من مفارقات التاريخ ثمة أسقاطات تفيدنا بتسليط الضوء ما يجري في حياتنا تدفعنا الى التساؤل المشروع الى أين نحن سائرون ؟! فالمشهد السياسي في البلاد تعرض الى صدعات جراء غياب الانساق ،والاتساق فالخروج عن مألوف التحالفات الى محاولات أختزال الدستور بطريقة حرق المراحل مع فارق الوضعي في الحالتين ليصار الى مصادرة كل تلك الاصوات الشرعية التي أسست لدستور البلاد بأعتباره ضمانة السلام الاجتماعي والوئام المجتمعي، وميثاق العهد الجديد الذي يضمن لكل المكونات فرصة النمو والتطور والارتقاء في حاضنة وطنية تحتوي كل التناقضات وتذوبها في أتون الوحدة الوطنية من جهة، وتضمن تناغم السيروات الاجتماعية ذات الاطياف المتنوعة في عهدنا الجديد الذي بدأ مع أطلالة التاسع من نيسان اليوم التاريخي الذي شهد سقوط أعتى قلاع الدكتارتورية في المنطقة من جهة اخرى. ثمة توجهات سياسية بأتجاهات متضاربة تكشف عن عدم نضوج سياسي من خلال عدم أستيعاب الدرس التأريخي المطلوب .

في واحدة من مفارقات العهد الجديد الذي نود ان نذكر بما كتبه الشاعر الجمهوري ميغيل هرناندر والتي كتبها عشية موته في سجون فرانكو عام 1942 ( أن أسبانيا لم تعد أسبانيا أنها حفرة عمومية مقبرة واسعة لها لون الدم . هكذا شاء البرابرة ).
أن هذه العبرة التأريخية تذكرنا بحجم الهجمة الشرسة التي تعرضت وتتعرض لها البلاد ومن شتى تلاوين الارهاب الآسود، والتي سكبت الكثير من الدماء العزيزة والزكية وهي قرابين العهد الجديد المعبد بالدم، وقبلها عقود طويلة في ليل ظلام دامس في أجواء الاستبداد والعبودية والتي نسفت النهار العراقي المشرق، فتشرد أهله ومفكروه وتناثرت كفاءاته وطاقاته فيما تهدمت بناه التحتية التي شيدت خلال تلك العقود حجر على حجر. في ظل هذه المعاناة والألام كان لابد للتجارب السياسية للبلاد أن تعي حجم الكارثة والمأساة، ومن هنا اهمية بناء البلاد وفق أسس متينة وراسخة تمتلك ديناميك التطور والانفتاح ..
المشوار العراقي الجديد وحجم التحديات وألتقاء عديد الاجندة في ظل المشكلات الموروثة الثقيلة والمستحدثة جراء حداثة التجربة، كان لابد وأن ترسخ مفهوم التوافق السياسي الذي يغزي الأمال والافكار، ويبعدنا عن شبح الخلاف والاختلاف ومايولده من منطق التباعد والتكاره. مكمن المفارقة هنا أذا كانت القوى المتضررة من العهد الجديد، وهي تمثل امتدادات وجذور لنزعات فاشية ترعرعت في كنف النظام الشمولي ،المتأسس على قاعدة العنف، والقتل، والفتك، وبث الرعب والارهاب لفرض الامر الواقع بالاكراه، وهي ماتلتقي عنده بالنتائج مع الموجات الأرهابية في وحدة الهدف لنسف التجربة السياسية واشاعة اجواء التخلف والقهر والمناخ الظلامي. ان محاولات جر البلاد الى اتون الويلات تاتي ضمن مساق السياسات التي مارسها النظام البائد الذي عبث بالمقدرات وامعن بتفكيك البنية المجتمعية على اكثر من صعيد، وخلق حالة صناعة الازمات المؤدية الى مفترق طرق، فضلاً عن تداعيات واثار مازالت تلقي بظلالها على المشهد السياسي وتعد من القوى المعيقة للتقدم في المشروع السياسي الجديد . وأذا كان هذا وحدة الهدف هذا يمثل هدف أساسي وتمثل سلسلة بربرية دموية تريد ألرجوع بالبلاد الى العصر الحجري وقانون الغاب، فما بال القوى السياسية الممتطية صهوة الحكم تتجاهل أوضاع الواقع الماساوي المر الموشح بالوان الحزن المستديم العراقي .
. واحدة من أساسيات الفكر الفاشي للنظام البائد والياته هي العقلية ألانقلابية وألايمان بالعنف للوصول للسلطة وحدانا وتحالفات ان توفرت لتاتي بهدها مهمة ألانقلاب على المتحالفين والأعوان واستهداف والمجتمع لاحقا عبر مراحل مدروسة، كما صورته مشاهد دراما العقود السابقة التي ذقنا فيها ويلات الحروب وأنتكاساتها ، ومرارة الهزيمة على أكثر من صعيد، ولم نسمع بأي أنجاز أو نصر، سوى ترنيمة الامجاد من دار الاذاعة المقيدة بأشكال أعلامية بألية تطلق صفيرات التقديس لقادة الهزيمة .
أن التجربة الجديدة لن يكتب لها النجاح مالم ترسخ مفاهيمها الجديدة ، لتحل محل الموبقات السابقة وتغسل ادرانها وفي مقدمتها التخلص من كل الأشكال الفكرية وألنفسية وألاجتماعية والسياسية ، وسائر أشكال السياسات العنصرية التي تخلق تمايزات داخل المكونات الاجتماعية وتؤسس لدرجات الدونية . مكمن الكارثة أن تلتقي أهداف جزئية أو كلية بشكل مقصود أو غير مقصود مع مرامي أعداء العراق الجديد .
أن ماجرى خلال السنوات المنصرمة ، ومحاولات الالتفاف على الدستور، وتحفيز القوى للنيل من أساس التوافق السياسي القلب النابض لحالتنا الراهنة ،الى جانب تعطيل تنفيذ العديد من المواد الدستورية والتي من شأن كل ذلك تعزيز الافكار الانقلابية وتجديد أمال المغامرين السلطويين . أترى لو نفذت البنود الدستورية بامانة، ألم تكن الفرص سانحة لاستكمال جوانب اخرى على طريق بناء العراق الجديد ؟! وتساهم في اعادة ترتيب أوراق البيت العراقي ، وتوفر مجهودات اخرى تؤدي اختزال الزمن، وخلق مقدمات نهضوية على طريق البناء وتجاوز محن
الفساد المالي والاداري ،والتي تقف فية الحكومة عاجزة مكتفة اليدين والرجلين والتي تذهب جرائها أموال البلاد هباء منثوراً، وسط سير مرتبك في محاولات البناء، وتشكيل الأرضية الرصينة لتثبت أركان البلاد العباد من خلال ميثاق أجتماعي ووطني مادتهما وجوهرهما تحقيق العدالة الاجتماعية، وتوفير فرص المشاركة على أكثر من صعيد، وتعزيز التجربة بالانفتاح على الأخر وعدم أقصاءه ، بغض النظر عن معادلة المحصلات الانتخابية التي يلعب فيها غياب الوعي وسباته لاكثر من سبب سياسي وأقتصادي معاشي وطائفي .
أن التحدي الجديد يتمثل بعدم أستيعاب خطوات التوجه نحو بناء ديمقراطية حقيقية في البلاد وتثبيت الجذور لذلك . ان محاولات هز المرتكزات الاساسية للتجربة وبناء توجهات ذات خصوصية محددة ومحدوده لاطائل من ورائها، سوى كونها تشكل لوقياً جديدا مع باقي التوجهات الرامية الى أسقاط التجربة وأستهدافها ... وهو طريق لن تجد فيه أية قوى حط من النجاح ذلك أن معاناة البلاد ماتزال شاخصة ومتجددة . أن تحديد اهداف القوى المعادية وتوجهاتها وبناء البلاد وفقاً لتوجهاته الديمقراطية الجديد سوف تقلص وتنهى خطوط تلك القوى الحالمة بعودة البلاد كحاضنة داعمة للمخططات الرامية الى تجويع العراقيين وأشباع غيرهم وتفويت فرصة التطور والنمو وبناء المجتمع وفق أسس تسد له حاجا ته واحتياجاتة كي يكف العراقيين بالحلم بيوم خال من الجوع والأم والمعاناة .



#احمد_ناصر_الفيلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يجري في العراق الجديد..؟ منظومة حقوق..ام انتهاك حقوق ال ...
- من اشكال الحروب الطائفية ضد الكورد...(الشبك نموذجاً)
- الكورد والديمقراطية ومستقبل العراق
- ابعاد ومخاطر المفاهيم الشوفينية حول كينونة العراق
- الانتخابات .. وصراع السلطة..هل يحتاج العراق الى تحكيم دولي ؟ ...
- اشكاليةالفساد وتنويعات المفهوم والمعايير
- الحكمة السياسية والمخاضات العراقية
- التوافق السياسي ومسار العملية السياسية
- تقسيم العراق مشروع امريكي... ام واقع عراقي؟؟
- لمصلحة من يتم استهداف العراق الفدرالي؟
- ازمة الاحزاب العراقية مابعد الدكتانتورية ازمة بنيوية ام تصور ...


المزيد.....




- ممثلة أميركية تتألق في البندقية بفستان من إيلي صعب عمره أكثر ...
- إيران تكشف تفاصيل عن ضربة إسرائيل على سجن إيفين
- لماذا ترغب بريطانيا في شراء مقاتلات F-35A؟
- قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت ...
- هجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب ا ...
- ترامب: -لن نتسامح- مع مواصلة محاكمة نتنياهو بتهم فساد
- لماذا تشعر بالتعب وقد نمت 8 ساعات؟
- ضحيتها السائقون والمستخدمون.. -أوبر- اعتمدت على سياسة مشبوهة ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى وشرطة الاحتلال تقتحم سلوان
- مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهر ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - ألتجربة الديمقراطية ... حجم التضحيات وطروحات العوده الى الوراء