أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - ازمة الاحزاب العراقية مابعد الدكتانتورية ازمة بنيوية ام تصورات سياسية















المزيد.....

ازمة الاحزاب العراقية مابعد الدكتانتورية ازمة بنيوية ام تصورات سياسية


احمد ناصر الفيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2995 - 2010 / 5 / 4 - 23:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ سقوط الدكتاتورية وفنائها في مزبلة التاريخ والتي اسدلت الستار على مرحلة مظلمة تعد من اخطر المراحل التي مر بها العراق في تاريخه الحديث والمعاصر على صعيد المجتمع والدولة اذ تم ومن خلال برنامج منظم من الحزب الفاشي تفكيك البنية المجتمعية للمجتمع العراق ذلك الذي تبلور عبر مخاضات عديدة اتخذت اشكالاً عديدة وهدئت على شواطئ السكينة بعدها. وسددت طعنة الى المنظومة القيمية الايجابية والروحية التي كان يتمتع بها بهدف تسيد الخواء الروحي والنفسي للشخصية العراقية تحقيقاً لغاية الاستلاب لتحويله لاحقاً مسخاً مسكوناً بعباءة الفرد والى جانب ذلك تزامن تفكيك بني الدولة وخاصة موروثاتها الايجابية على قلتها برغم ان الدولة نشأت بعيدة عن الأطر الدستورية والقانونية الحقة والتي تمثل فيه رغبة الشعب وصوته ورأيه تلك التي تنشد بناء المجتمع وتحرص على تقدمه وبرغم فك عقد الارتباط المعروف دستورياً الا ان شكل الدولة وبنيتها فيما مضى كانت واضحة المعالم والاستقراء محددة الاتجاه معلومة الصلاحيات وقد حولها البعث الفاشي الى بنية ذات منظومة استخبارية هدفها تشييد اسلاك شائكة حول الاسوار الجغرافية للبلد كيما تحكم قبضة خنق الانفاس وترويج تعاليم القائد الضرورة المقدسة والتي اعتبرت المواطن حلقة في سلسلة تتسم بالسوء والتمرد وعليه فهم شروط الولاء وفرضها في صومعة القائد الضرورة الذي اثبت انه ضرورة تخريبية هائلة قبل اي شيء اخر.
تمتلك الاحزاب العراقية من حيث النشأة والتاريخ اوضاعاً متباينة من حيث الارضية والانطلاق فيما احكمت النزعة الراديكالية توجهاتها السياسية على اكثر من صعيد والتي برزت على ساحة الفعل السياسي كممارسة عملية ادت الى احكام عقدة التعصب وتشوهاتها العمياء على خلفية البنيان المجتمعي الحديث (التمدن) وترسخ المفاهيم القبلية والبدوية في المفاصل الاجتماعية التي تشكل جذوراً اخرى. وقد عززت تلك الظاهرة وبالتزامن مع وجود تلك المفاهيم صور الاستبداد الشخصي والجماعي فيما يتعلق بالاخر من نواحي الرأي والعقيدة والتي انعدمت فيها مساحة الحوار والتفاهم والتآخي الضرورية لتلاحهم اي نسيج مجتمعي ينشد اللحمة والتطلع الى الامام في سور الحياة الرحبة وقد زادت المسافة عمقاً واتساعاً مع وصول طلائع القومجية الى سدة الحكم والسلطة انطلاقاً من رؤها ونظراتها المستمدة من عقلية الانقلاب والمؤامرة والتصفية ومبدأ الحزب الواحد والرأي الواحد وفرضهما بشروط القمع والاكراه.. وكأن الحقيقة وقفاً على افكارها المظلمة السوداء. غياب الحريات والتضييق على المجتمع وسد منافذ الهواء النقي فكرياً واجتماعياً والجام منظماته السياسية والمدنية جعلت التاريخ العراقي الحديث زمناً غابراً بلا قيمة لغياب محتوياته التاريخية على المسرح العراقي مثلما انعدمت اية ممارسة ديمقراطية والتي لا تشكل اي جزء من ذلك التاريخ. غياب المعايشة بين الاحزاب وفراغ الساحة من الصراع السلمي بين الاحزاب لانعدام مناخ التعايش لقوة القمع ادى الى غياب المنافسة الشريفة المفترضة وممارسة اللوائح الانتخابية والبرامجية والتي تغني بلاشك الكيانات السياسية وبقي المجال الوحيد المفتوح امامها طريق العمل السري بكل مخاطره ومحاذيره والذي انقطع حبله هو الاخر في فترات العهد المباد لاتساع نطاق موجات الاعدام المتعاقبة التي اقدم عليها النظام في اعقاب اية حركة او اشتباه سياسي اذ ثبت عدم جدواه بمواجهة همجية السلطة ودمويتها وهو ما دفع العمل السياسية للعمل في المنافي وخاصة فترة النظام المقبور على ان هذا لا ينفي خلو الساحة تماماً من اي نشاط حيث شهدت الساحة العراقية نشاطات سرية لكنها لم تعطى نتائج ملموسة لشراسة قمعية السلطة وطريقتها الجماعية في العقاب وحجم الضحايا ومن هنا قناعة الكثير من الاحزاب بعدم جدوى التنظيم السري في العهد المقبور. الاضطهاد السياسي بمختلف اشكاله وصوره ادى الى ضعف القاعدة الجماهيرية للاحزاب عموماً وعدم اتاحة الفرصة والوقت للتفاعل مع الجماهير للخروج بتجارب تغني الحاضر والمستقبل فضلاً عما تخلفه المعاناة والمكابدة على ذات الانسان السياسي الحزبي التي قد تدفعه الى عدم التقبل والمرونة في بعض الحالات. انعدام التجارب الجماهيرية للاحزاب والقوى السياسية ادى الى افتقارها الى اليات العمل مع هذه الجماهير فضلاً عن ضعف نخبها السياسية وملاكاتها الامر الذي تبدت من خلاله وكأنها احزاب بدائية في التعامل والمشوار الحزبي في عراق ما بعد الدكتاتورية وهي حقيقة تستدعي الدراسة والعمل من منطلق تطوير الحياة السياسية للاحزاب فالاحزاب السياسية انما تقوم على هذه الجماهير العريضة وبدونها تغدو هياكل صماء حيث لاسائل ولا مجيب. ثمة حقيقة اخرى تفرض نفسها تتمثل في فقر وضعف البرامج واقتصارها على عبارات ومفردات مطبنة خالية من اي نبض حيوي دافق مستمدة من التجربة وروحها الثورية الناشئة بفعل المعايشة والمسايرة وتعدى ذلك الى تصوراتها ورؤها السياسية وافاقها المتعددة فالعديد منها لا يمتلك فكرة الدولة ومن هنا اشكالية الوضع القائم واشكال تجليات صراعاته السياسية. ان انعدام التصور عن فكرة الدولة واشكال المشاركة التعددية تؤدي الى القفز على حقائق تاريخية وموضوعية وواقعية فالتاريخ يحدثنا عن الكثير من الانتفاضات والثورات والتي ما ان نجحت احداها في التغير والظفر حتى نجد تحولاً في بنيتها الفوقية والتي تنقلب بقدرة قادر الى نوع اخر من الظالمين هذه الازدواجية التي قد يصح ان نسميها ازدواجية الثورة والقمع ثوب قمئ يلحق الضرر بمسيرة اي شعب ويسيء الى صفحة نضالاته وتطلعاته.. وفي العراق اعتقد ان لا الوضع ولا الزمن يسمح بتكرار مثل هذه المآسي مجدداً ثم ان الشعب العراقي كان قد تعرض على اكثر من جهة اثنية وقومية ومذهبية الى ظلم فادح وهو مما يتطلب شراكة حقيقة لهذه القوى في مشوارها السياسي وضرورة تسلحها بالحكمة السياسية واقرار حق الغير كمعيار اساسي تنطلق منه والانفتاح على الاخر وجعل مرجعية التعددية وشراكتها محوراً اساساً كي تتمكن من مواجهة التحديات محلياً واقليماً وبلاشك ان هذا المشوار الجديد كل الجدة على الوضع في العراق صعب ويحتاج الى جهود وطنية مخلصة ورؤية ناضجة. وتكمن بعض حلقاته الاصعب في اصطفاء البعض لعدد من التوجهات يريدها ان تحتل الاولوية انطلاقاً من رؤيتها الاحادية وهي خروج عن القاعدة المشار اليها وتدفع باتجاه خلق ازمات لا مبرر لها والعراق بوضعه الحالي يحتاج الى بناء المجتمع وفق معايير ومفاهيم التوجهات الديمقراطية الجديدة وهي ما تحتاج الى جهود كثيفة في مجال الفكر والتعليم وبكل مراحله فضلاً عن البحث عن استقرار وحل مشكلاته الخدمية والمعيشية فبدون مواطن خال من الجوع يصبح الحديث ترفاً فكرياً. ان المشروع السياسي في العراق يحتاج فهماً وطنياً ومجتمعياً رفيعاً في حين ان مؤشرات اوضاعه تدلل على حاجات وطنية كثيرة ومتنوعة ليس اقلها الحاجة الفكرية الماسة الى الارتقاء ولو في ادنى درجات سلم الوعي الفكري وخاصة المناهض لكل اشكال التسلط والعبودية والغاء الاخر واستلهام افاق الحوار والتعايش والقبول ان هذا الزاد الفكري يجب ان يشكل الاساس الفكري للوعي الجديد في مسيرة الحياة السياسية الجديدة هنالك استثناء حيث هناك البعض مازال مأخوذاً الى فكرة المغامرة والمؤامرة معناً عبر التفكير بالاستحواذ على السلطة من داخلها وفق وسائلها التي تعدها شاطرة وماكرة متناسية ان المناخ والارضية قد ولى عهدهما ان تلك القوى مدعوة اليوم الى تجديد نفسها وطرح تلك النظرات والخيارات بعيداً لانها بغيضة على النفس العراقية المتعبة فالبلد يحتاج الى اعمال وجهود سياسية وجماهيرية متواصلة بهدف زرع براعم الانفتاح الديمقراطي المجتمعي الجديد كيما تصبح امكانية بناء تجربة بوتاثر متصاعدة ومتفاعلة مع كل فئات وتشكيلات المجتمع والتي ستشكل طاقته الديناميكية الفاعلة باتجاه بلد مزدهر يلعب دورة الريادي في المنطقة والعالم.



#احمد_ناصر_الفيلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قطاع غزة يمتحن مجددا الضميرَ الإنساني ومنظومة المجتمع الدولي ...
- أمطار غزيرة في كوريا الجنوبية تخلف 17 قتيلاً على الأقل و11 م ...
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: تزايد فرص اتفاق بشأن الرهائن
- ترامب يهدد بوتين.. ماذا حدث بينهما؟
- 92 شهيدا من طالبي المساعدات معظمهم عند معبر زيكيم شمالي قطاع ...
- نذر تغير في ثوابت التعاطف والانسجام بين أميركا وإسرائيل
- إيران: استئناف المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية الأسب ...
- أوسيك يستعيد لقب الوزن الثقيل بفوز ساحق على دوبوا في ويمبلي ...
- ألمانيا تحيي الذكرى الـ81 لمحاولة اغتيال هتلر والانقلاب الفا ...
- الصين.. إجلاء مئات الأشخاص في هونغ كونغ إثر إعصار -ويفا- وسط ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - ازمة الاحزاب العراقية مابعد الدكتانتورية ازمة بنيوية ام تصورات سياسية