ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 09:23
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
ليس هناك ربيع ثوري ، من دون أن يكون هناك خريف قمعي، ما يبدو ظاهراً حتى الآن من صورة المشهد العربي ، يشي بأن ربيع الثورة السورية ، لن يكون بأقل من ربيع الثورات العربية المتلاحقة ، وأن خريف النظام السوري ، بات قاب قوسين أو أدنى.
خريفٌ عاصف يعيشه نظام الأسد ، الذي برع في الانحناء أمام العواصف الهوجاء على مدى أربعة عقود ، وهو يرى بأم عينه ما حل بغيره من الأنظمة التي تفترق عنه أو تلك التي تتماثل معه إلى حد التطابق ، كنظام القذافي .
وربيعٌ مزهر يعيشه الشعب السوري الذي صودرت حريته وقمعت كلمته وأهينت كرامته ، وهو ذات الشعب الذي كان يباهي بعبقرية أبنائه قبل أن يسطو عليه نظام الأسد بقوة البطش والقمع .
بالأمس القريب كان الشعب السوري يرتعد خوفاً ورعباً من قمع النظام ، اليوم بات الأمر معكوساً ، وكأن السحر انقلب على الساحر ، وأصبح النظام يهرول مذعوراً من نداء الحرية الذي صدحت به حناجر الأحرار .
الحرية ، هذه الكلمة الرقيقة التي أسقطت قناع الزيف الذي تخفّى وراءه النظام بشعارات سذاجة ، وأماطت اللثام عن وجه القمع والبطش .
إن الشعب يدفع اليوم ثمن حريته الغالية من دم أبنائه الذين استشهدوا على ثرى الوطن المكلوم ، ويقدم أروع صورة من صور التلاحم والتعاضد الوطني في تلبية نداء الحرية .
لم يعد ممكناً بعد الآن ، استخذاء النظام على حفنة من التنازلات والمطالب المحقة التي كان على النظام تحقيقها منذ عشرات السنين ، ومنذ متى كانت الأنظمة المستبدة تعبأ بمطالب شعوبها وتشعر بما يعانونه من أوجاع ومحن ؟.
النظام السوري يسير الآن نحو خط النهاية ، بالوقت الذي يخط فيه الشعب نحو نقطة البداية ، بداية عصر الحرية والمواطنة والعدالة ، ونهاية عصر القمع والبطش والفساد .
الشعب والنظام يبدآن رحلة السير على خطين متوازيين لا يلتقيان البتة ، خط الحرية الذي أينعت أوراقه وتفتق ربيعه ، وخط القمع الذي أفل ليله وحل خريفه .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟