ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 3298 - 2011 / 3 / 7 - 17:12
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
مع انبلاج فجر الثورة السورية ، وبزوغ خيوطها الأولى ، إيذاناً بحلول الربيع السوري في شهر آذار، وإلهاماً بفجر الثورتين المصرية والتونسية ، من دون أن ننسى وهج الثورة الليبية وهدير الثورة اليمنية ، يتأكد يوماً بعد آخر، حتمية انطلاق الثورة السورية من رحم تلك الثورات الشعبية، وما حملته في ثناياها من ويلات الفقر والبؤس والاستبداد الذي تتقاسمه الشعوب العربية ، وتمارسه ذات الأنظمة المستبدة .
لقد عرفت سورية الثورات ، كما عرفتها الكثير من الشعوب والدول في الحقب الماضية ، ولا نبالغ القول ، إنها كانت من أوائل الدول التي خاضت ثورتها ضد جميع أشكال الاستبداد والاحتلال ، والأمل معقود اليوم على أن يكون لها قصب السبق في انجاز التغيير وبلوغ الحرية ، بعد عقود طويلة من الاستبداد والقهر والفساد .
ولم تكن سورية الرازحة تحت نير الاستبداد ، استثناء عن واقع العالم العربي الموبوء بكل الموبقات والنكبات التي بَرَعَ حكامه في إنتاجها وإعادة استهلاكها ، تحت شعارات زائفة ولغة خشبية بائدة ، فلم يعد مقبولاً الآن بقاءها في سورية ، بالوقت الذي بدأت جدرانها تتهاوى في العديد من العواصم العربية ، كما تتهاوى الأصنام من مخيلة المغررين بهم .
لطالما كانت الثورة أمل الملايين في سورية ، فإنه ينبغي التأكيد هنا على سلميتها ، في ظل تردد بعض الأصوات المنكرة التي يطلقها أيتام النظام السوري ، والتي لا صدى لها إلا في نفوس مطلقيها الذين ترتعد فرائصهم كلما تناهى لفظ الثورة إلى أسماعهم .
ليست الثورة ، تصفية حسابات قديمة ، وليست عبثاً بمقدرات الوطن ، كما يظن خصومها من أزلام النظام السوري ، بل إنها تعني نقل الدولة بمؤسساتها الراهنة من حالة الجمود الراسخ بفعل عوامل الفساد وضيق الحريات ، إلى حالة الإنتاج والبناء ، كما تعني نقل المجتمع من بؤر الخوف والاستكانة إلى فضاء الحرية والمساواة .
مقابل ذلك كله ، لن تعلو تلك الأصوات المشككة بعدالة ونزاهة الثورة السورية ، مهما روجت من أكاذيب وأضاليل ، ومهما حاولت تخوينها والطعن في صحتها ، فبعد أن استفاقت الشعوب من سباتها الطويل ، وأدركت درب حريتها ، لن يحيل بينها وبين ثورتها السلمية أي حائل ، والعبرة لمن اعتبر .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟