أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - العقل المادي واللا مادي في الإسلام














المزيد.....

العقل المادي واللا مادي في الإسلام


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 3218 - 2010 / 12 / 17 - 08:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقع العقل في الإسلام ضمن مسارين أحدهما مادي والآخر لا مادي، وبين هذين المسارين، يحاول العقل أن يتخذ موضعاً ملائماً لناحية ارتباطه بما هو ديني، واستقلاله عما هو مادي.
والإشكالية الكبرى، أنه غالباً ما يجري فهم الديني على أنه لا مادي، وغير الديني بالمادي، وبالتالي لا مسار ثالث أمام العقل ، فإما أن يكون مادياً أو لا مادياً.
ولفهم تلك الإشكالية، لا بد لنا أولاً من تقديم تعريف تبسيطي للعقل المادي واللا مادي في الإسلام .
أولاً : العقل المادي
وهو الفعل الذي يعبر عن حركة واعية منضبطة بجملة من القوانين والقواعد، وهو ذلك الكل الظاهر المدرك لحقائق الأشياء وجوهرها.
ثانياً : العقل اللا مادي
وهو الجزء الباطن الذي تنعدم فيه حركة الفعل، بحيث يسهل عليه الاقتناع بظواهر الأشياء دون أن يتكلف عناء البحث أو التمحيص.
ولعل الفارق الجوهري بين العقل المادي واللامادي، أن الأول يعتمد في حركته الواعية على الشك، في حين أن الثاني عديم الشك، فاعتماد العقل المادي على الشك لا يعني البتة أنه لا ديني، فالغاية من وجود الشك، دليل على اكتمال نضجه.
كما بإمكان العقل المادي أن يكون متديناً وغير متدين في آن معاً، فالتدين لا يشكل حجر عثرة في طريقه، إذا ما خبرنا أن التدين للقلب، وليس للعقل فيه أي نصيب، أما إذا كان التدين للعقل في المقام الأول، فإنه يصبح حينها لا مادياً.
ولطالما كان الإيمان في الإسلام، يدور بين العقل والقلب أو كليهما معاً، فإن العقل نفسه، واقع اليوم بين إسلام العقل وإسلام القلب، والسؤال الآن: أي العقلين أقرب إلى واقع المسلمين ؟.
الجواب عن السؤال أعلاه، بحد ذاته إشكالية كبرى، فإذا ما جرى التأكيد على مادية العقل في الإسلام، ثارت ثائرة اللا دينيين الذين يضعون المادية في سلم أولوياتهم وأعلى مراتب تفكيرهم ، أما إذا تم الجزم بـ لا مادية العقل في الإسلام، فإن ذلك يعني حنق وامتعاض أصحاب النزعة العقلانية التي تضع الدين في منطقة وسطى ما بين العقل والقلب، ومثلما تنحاز لظاهر العقل، لا تتخلى عن باطن القلب .
بناء على ما تقدم طرحه، يمكننا القول، إن العقل في الإسلام، أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن يكون عقلاً مادياً، يوازن بين ظواهر الأشياء وبواطنها، ويقيم حداً فاصلاً بين حاجاته العقلية ودوافعه القلبية (الإيمانية) شرط ألا يخلط بينها، وإذا ما تخلى عن ذلك الشرط، أصبح عقلاً لا مادياً يضع وظائفه العقلية (الإدراكية) في مقام وظائفه القلبية (الروحية).
وعليه، فإن الإسلام اليوم، بات بين عقلين إشكاليين أحدهما مادي وآخر لا مادي .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمرد العقل عن سياق الوحي
- العقلانية واليقينية في النص القرآني
- العقل الإسلامي كمعطى ثابت
- تجريد العقل (الفطري) الإسلامي
- العقل وتحكيم القضايا الإلهية
- حدود التصورات العقلية في الإسلام
- العقل ( كجوهر ) إسلامي
- إسلام بلا عقل !
- عقل بلا إسلام !
- طل الملوحي و أكاذيب النظام السوري
- اليوم العالمي للشاعرة طل الملوحي المغيبة في المعتقلات الأسدي ...
- طل الملوحي .. الألم والأمل
- كلنا طل الملوحي
- ماهية العقل الإسلامي
- إسرائيل تحاسب نفسها
- بين عقلانية العرب وإسرائيل
- لسنا بحاجة إلى العلمانية !
- منع النقاب في سورية : ماذا عن الطائفية ؟
- جاهلية الإسلام أم جاهلية العرب ؟
- العلمانية ليست نقداً للدين


المزيد.....




- 31 دولة عربية وإسلامية تهاجم تصريحات نتنياهو وخطط الاستيطان ...
- في ذكرى السيطرة على أفغانستان.. زعيم طالبان يُحذّر من أن الل ...
- الرئاسية العليا: الاحتلال يستهدف الكنيسة الأرثوذكسية في القد ...
- إسلاميون أجانب يطالبون الدولة السورية بمنحهم الجنسية
- زعيم طالبان يحذر الأفغان: الله سيعاقب بشدة الذين لا يشكرون ا ...
- بعد -تحريض الإخوان-.. كيف شددت مصر تأمين سفاراتها بالخارج؟
- مهمة نتنياهو الروحية تثير غضبا ومغردون يحذرون من مغبة السكوت ...
- من يقف وراء حظر الاحتفالات الإسلامية في خوميا الإسبانية؟
- منظمة: السجن 5 سنوات لزعيم الطائفة البهائية في قطر
- الطلاق المدني في السويد قد لا يكفي – نساء يُجبرن على الذهاب ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - العقل المادي واللا مادي في الإسلام