أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - العلمانية ليست نقداً للدين














المزيد.....

العلمانية ليست نقداً للدين


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 3052 - 2010 / 7 / 3 - 23:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يحاول بعض العلمانيين والمتدينين ، وضع العلمانية في مواجهة الدين ، سواء كان ديناً سماوياً أو أرضياً ، فليس هدف العلمانية مجرد النقد أو التصادم مع الدين ، بغرض إزاحة الغشاوة التي تحجب النظر عن أعين المتدينين .
إن هدف العلمانية في المقام الأول ، تحرير الإنسان وبناء المجتمعات ، والنقد مجرد أداة أو وسيلة لتحقيق الغاية في حال النجاح أو الفشل ، وغالباً ما يستخدم النقد في حال الفشل في بلوغ الهدف ، فهل فشلت العلمانية في تحقيق أهدافها ، ولهذا بتنا نرى نقداً علمانياً للدين ، كمخرج لتبرير الفشل ؟.
الجواب عن ذلك السؤال يستدعي أولاً تقسيم العلمانية إلى نصفين :
النصف الأول : العلمانية في الغرب ، وهنا لا مجال للحديث عنها ، طالما أدت دورها في تحقيق أهدافها النهائية ، ليس على صعيد فصل الدين عن الدولة ، كما يظن البعض ، انطلاقاً من تعريفهم لها ، بل من اكتمال سعيها في بناء الإنسان الحر الذي يتمتع بكامل حقوقه ، وبناء المجتمع المعاصر الذي يستمد قوته من قوة الإنسان نفسه .
النصف الثاني : العلمانية في الشرق ، والمقصود فيه ، الشرق المسلم ، فإن الحديث عن العلمانية في هذا النصف يسوده الكثير من اللبس والغموض ، فالعلمانية في الشرق لازالت مبهمة المعالم ، غامضة المعاني ، وربما كان نقد الدين (الإسلام) باعتباره الديانة السائدة في الشرق على ما سواها من أديان أخرى ، أنجع وسيلة أمام العلمانيين للتدليل على وجودها ، لاسيما في ظل كثرة الطروحات الدينية التي تحمل شعارات تدعي الحل ، وهي شعارات لا يمكن للعقل العلماني أن يحتملها .
فالتباين في الأهداف ، واضح وضوح الشمس بين الطروحات الدينية ( الإسلام ) من حيث طريقة بناءها لمجتمع متدين ، يقحم السياسة في صلب الدين ، فضلاً عن وصايتها للإنسان وربط مصيره بمصير الحاكم ، باعتباره ظل الله على الأرض ، وطاعته من طاعة الرسول .
وبين الطروحات العلمانية التي أخذ حكام الشرق كفايتهم منها ، من حيث التظاهر والمباهاة بحداثة قوانين الدولة وتشريعاتها ، وإعطاء انطباعات سلبية في نظر خصومهم ( المتدينين) بأن علمانيتهم ( الحكام ) تعني بقاءهم في السلطة ، وهو الأمر الذي دفع الكثيرين منا إلى التساؤل ، لماذا تؤدي علمانية الغرب طريقها إلى الديمقراطية ، بينما لا تؤدي علمانيتنا طريقها سوى إلى الاستبداد؟.
قد يجد بعض العلمانيين في الدين ( الإسلام) جواباً عن ذلك السؤال ، الأمر الذي يستدعي حسب اعتقادهم ، تشريح الدين ونقده بأشد ما يمكن من أساليب النقد ، وهو ما يضفي انطباعاً سلبياً في شرائح المجتمع المختلفة ، من أن هدف العلمانية الوحيد ، هو نقد الدين .
قد يكون الدين في الشرق ، ما يعوق تقدم العلمانية في تحقيق أهدافها ، فالانطباع السلبي المنسوخ في ذهن الإفراد ، يحول بينها وبين أهدافها ، كما أن الثورة على الدين من خلال ممارسة النقد ، ليست الحل الوحيد ، إذا ما علمنا ، أن آخر الدواء الكي .
فلا أحد يستطيع البتة ، أن يغير معتقدات ملايين الأفراد بين ليلة وضحاها ، إذا ما خبرنا أن المعتقد ، أياً كان جوهره ، جزء أساسي من تكوين الإنسان ، وخصوصاً الشرقي ، والأدل على ذلك ، أن العلمانية في الغرب ، لم تلغ إيمان الفرد ، كما لم تسع إلى استبدال معتقد بآخر ، فكل ما قامت به ، أنها أشعلت أنوار الفكر في دربهم ليستدلوا الطريق القوي الخالي من الاستبداد الديني والسياسي ، وليبنوا مجتمعهم الحر الذي يحترم إنسانية الإنسان ، ولعل هذا ما تفتش عنه العلمانية في الشرق .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يبدع العرب في إسرائيل ؟
- أحقاً اهتزت صورة إسرائيل ؟
- الطائفية في سوريا : رؤية من الداخل
- الإسلامافيا
- العلاقات الكوردية المصرية : آفاق المستقبل
- في تأمل طائفية النظام السوري ونقدها
- نقائض الطائفية في سوريا
- وقفة مع طائفية النظام السوري
- طائفية (الوطني) ووطنية (الطائفي) في سوريا
- علاج الطائفية حاضراً ومستقبلاً
- تاريخ الطائفية في سوريا
- هل الطائفة العلوية آثمة ؟
- الطائفية السورية كتاريخ سياسي لا مذهبي
- حوار ثائر الناشف مع قناة النيل حول تنظيم القاعدة في اليمن
- طائفية السلطة أم سلطة الطائفة في سوريا ؟
- طائفية السلطة ومدنية المجتمع في سوريا
- مكتسبات الطائفية في سوريا
- طائفية الطائفة في سوريا
- سوريا بين الطائفية السياسية والمذهبية
- تطييف السياسة والإعلام في سورية


المزيد.....




- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...
- الفاتيكان يتخلى عن تقليد رداء البابا الذي يعود إلى قرون مضت ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - العلمانية ليست نقداً للدين