أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - نقائض الطائفية في سوريا














المزيد.....

نقائض الطائفية في سوريا


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 8 - 22:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لكل ظاهرة سماتها المميزة عن الظواهر الأخرى ، والطائفية السياسية كظاهرة شاذة ، لها سماتها التي تتناقض مع غيرها من الظواهر .
وأولى سمات الطائفية ، يتمثل في الاستبداد الذي تتقاسمه النظم الطائفية الفردية ، والنظم الأيدلوجية الشمولية ، فالاستبداد أياً كان نوعه ، سياسي أو عسكري ، هو السمة الملازمة للنظام الطائفي ، سواء كان نظاماً إقطاعياً أو برجوازياً ، أو كليهما معاً .
هذا الأخير ، أي الاستبداد ، يتناقض مع الديمقراطية التي هي من سمات النظم اللا طائفية ، التي لا يتداخل فيها العسكري بالسياسي ، ولا الفردي بالجماعي ، كما لا تصطدم علمانيتها بجدار الأغلبية ، ولا بتزييف الأقلية .
وتظهر حاجة النظام الطائفي للاستبداد، كلما طال أمده في السلطة، فلا يطيله سوى الاستبداد، وذلك عن طريق تحقيق مجموعة من النقاط التالية:
1- الحفاظ على السلطة وتثبيتها بأي ثمن.
2- قمع ومنع كل ما من شأنه أن يؤدي إلى التغيير .
3- رفض أي شكل من أشكال الحوار والتفاوض مع قوى المجتمع حول تغيير صيغة السلطة الراهنة .
4- رفض كل المسالك السياسية المؤدية إلى التداول السلمي .
5- الامتناع عن قاعدة المشاركة السياسية ، لتشمل المكونات الأخرى ( المكون الكردي) التي جرى تهميشها على مدى أربعة عقود .
6- عدم القبول بمنطق التعددية السياسية ، وكل مَن هو خارج عن سرب النظام .
فالقبول المبدئي بأي من تلك النقاط أعلاه ، لن يؤدي إلى التخفيف من غلواء الاستبداد ، بل سيفتح الأبواب واسعاً نحو البدء الفعلي بتفكيك هياكل الطائفية السياسية وقواعدها التي يرتكز عليها النظام .
لكن السؤال الموجب طرحه ، ما الذي يدفع النظم عادة نحو التطيف ؟ الإجابة تحتمل أكثر من تعليل .
التعليل الأول : يرتبط أشد الارتباط بالوزن السياسي الذي يتشكل النظام من خلاله ، والوزن إما أن يتحدد بأقلية مذهبية أو بأغلبية سياسية ، ولأن الأغلبية السياسية غير متوفرة بالحد الأدنى ، ولا تعدو كونها أغلبية صورية ( حزب البعث) فإن الوزن الذي يشكل النظام ، هو الأقلية المذهبية .
التعليل الثاني : عندما يكون النظام فردياً خالصاً ، فإن فرديته ، مثلما تدفعه إلى الاستبداد ، تدفعه أيضاً نحو التطيف حفاظاً على حالته تلك ، فما من ضامن لحماية فرديته ، إلا الالتجاء نحو الطائفة أولاً ، والطائفية تالياً ، وتجارب التاريخ البعيد ، تؤكد ذلك بما لا يدع مجالاً للشك ، ففردية رمسيس الثاني ( فرعون ) كانت فوق الوصف ،عندما لجأ إلى قومه وعائلته ليعينوه على طرد ونفي ( شعبه ) خصومه .
التعليل الثالث : أن ينتابه شعور أولي بالغبن والتهميش ، وهو شعور لا يفارقه سواء كان داخل السلطة أو خارجها .
التعليل الرابع : يتصل بالعلمانية ، ضعفها أو قوتها ، لكنها في حالة النظام الطائفي ، تغدو في أضعف مراحلها ، فلا تعدو كونها مجرد غطاء لستر ما يمكن ستره من عورات الفردية والمذهبية والطائفية ، دون أن يعني ذلك ، أن قوة العلمانية تنحصر لدى الأغلبية وتضعف لدى الأقلية ، ليس الأمر كذلك .
فالطائفية السياسية موجودة في سوريا قبل حلول نظام حافظ الأسد في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 1970 ، وخير دليل على وجودها ، الدستور الذي غالباً ما يحصر قوانين الدولة والمجتمع بمرجعية الشريعة الإسلامية ، عدا عن تحديده القسري لدين رئيس الدولة ، لكنها مجرد إشكالية طائفية ، يمكن حلها والتخفيف منها عن طريق الممارسة الديمقراطية التي تتسع للجميع ، مثلما جرى من عام 1946 حتى العام 1958 ، وهي تفترق عن الطائفية الجذرية المعمول بها اليوم ، والتي لا تقبل بالحوار السياسي ولا بالتنافسية أو التشاركية في صنع القرار واتخاذه .
بكل الأحوال سواء كان النظام طائفياً أو شمولياً توليتارياً ، فإن سمة الاستبداد هي السمة الرائجة للأسباب المبينة أعلاه ، إلا أنها تبقى على تناقض تام مع سمة الديمقراطية التي لا يمكن أن تتحقق في ظل أجواء تعصف بها رياح الاستبداد الطائفي .
وثانيها ، سمة الفساد التي تكاد أن تتسم بها كل النظم الشمولية المستبدة على السواء ، والنظام الطائفي ليس بمنأى عنها ، طالما كان الاستبداد عموده الفقري .
ولا يخفى على أحد معدلات الفساد التي وصل إليها النظام في سوريا ، ومستوياته طالت السياسة والاقتصاد والإدارة والقضاء والتعليم ، الفساد بدوره ليس ناتجاً عن الاستبداد كما في الحالة السورية ، قدر ما هو ناتج عن الطائفية ، وإن بشكل غير مباشر ، علماً أن رؤوس الفساد لا تنحصر بطائفة بعينها ، لكنها تجتمع جميعاً تحت سقف النظام .
والفساد لا ينتج إلا في حالة انعدام النزاهة ، والأخيرة لا وجود لها في قاموس النظام إلا على المستوى النظري البحت ، أي حالها كحال العلمانية ، شكلاً لا مضموناً ، والسبب الذي يقف وراء انعدامها ، يتلخص في شيوع الاستبداد تارة والطائفية تارة أخرى .
وقد تعني النزاهة لدى النظم الديمقراطية، الشفافية أو العدالة، أما لدى النظم الطائفية الاستبدادية، فهي المقابل الوحيد للفساد، كونها على تناقض تام معه، فلا مجال لالتقائهما على أرضية واحدة.
ولا بد من الإشارة في هذا المقام، إلى أن استشراء الفساد وغياب النزاعة، يساعد النظام على تحقيق الأهداف التالية:
1- إضعاف المؤسسات وإغراقها في الفساد ، لأن في ذلك اضغاف للمجتمع وقواه الحية .
2- التأسيس لمنظومة فساد لا تستثني أحداً إلا النظام، بما يعفيه من تهمة الفساد.
3- إظهار النظام بمظهر السلطة المكافحة لمنظومة الفساد التي برع في تأسيسها.
أخيراً ، إن ثلاثية الطائفية - الاستبداد - الفساد ، وما يقابلها على الجانب الآخر من ثلاثية العلمانية - الديمقراطية - النزاهة ، هو ما تحتاجه سوريا اليوم ، ولا يمكن المزاوجة بين سمات أي ثلاثية مع ما يقابلها في الثلاثية الأخرى ، فلا الديمقراطية تقبل العيش في كنف الفساد ، ولا الاستبداد يستطيع احتضان النزاهة ، وهو ما يقودنا إلى نتيجة واحدة ، وهي أننا بتنا أمام ثلاثيتين متناقضتين ، لا تقبلان القسمة ولا التجزيء على سمة دون أخرى .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة مع طائفية النظام السوري
- طائفية (الوطني) ووطنية (الطائفي) في سوريا
- علاج الطائفية حاضراً ومستقبلاً
- تاريخ الطائفية في سوريا
- هل الطائفة العلوية آثمة ؟
- الطائفية السورية كتاريخ سياسي لا مذهبي
- حوار ثائر الناشف مع قناة النيل حول تنظيم القاعدة في اليمن
- طائفية السلطة أم سلطة الطائفة في سوريا ؟
- طائفية السلطة ومدنية المجتمع في سوريا
- مكتسبات الطائفية في سوريا
- طائفية الطائفة في سوريا
- سوريا بين الطائفية السياسية والمذهبية
- تطييف السياسة والإعلام في سورية
- الطائفية الحزبية في سورية
- إلى طل الملوحي في أسرها
- طل الملوحي وهستيريا القمع
- علونة الدولة في سورية
- طل الملوحي / ندى سلطاني : وأنظمة الظلام
- النظام السوري(الطائفي) وقتل الأكراد
- وشعب الديكتاتور/القائد ( صدام ) لازم يموت - ينتصر حتماً !


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - نقائض الطائفية في سوريا