أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - العقل الإسلامي كمعطى ثابت














المزيد.....

العقل الإسلامي كمعطى ثابت


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 3192 - 2010 / 11 / 21 - 09:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يسود الظن والاعتقاد لدى عموم المسلمين، أن العقل معطى ثابت من السماء، غير متحول في إدراكه للذات الإلهية وفي تفكيره أو تدبره للأحكام والقواعد الشرعية، وهذا العقل المعطى استثناءً للإنسان، ينبغي عليه أن لا يتبدل ولا يتغير، فهو ثابت ثبات الإيمان في القلب، وكل تبديل أو تعديل أو تغيير، باتجاه السلب أو الإيجاب له من الأثمان ما يتوجب على الإنسان تأديتها عاجلاً أم آجلاً .
فمخالفة هذه القاعدة، قاعدة أن العقل معطى ثابت، لا تنطوي على جدل مفتعل، قدر ما تنتهي في متاهات لا يمكن الخروج منها بنتائج محددة، ولعل المعنى الدلالي لهذا "المعطى الثابت" أن الإنسان لا يفترق عن الكائنات الأخرى، سوى بعقله، حتى أن السلوك يتطابق أحياناً بين الإنسان والكائنات، مثلما تتطابق الغرائز، إلا العقل فهو (المعطى) الوحيد الذي افترق فيه الإنسان على غيره من الأحياء .
وسبب هذا الافتراق عن الكائنات، بحسب ذاك المعطى، هو تفضيل الإنسان، ورفعه مقامات ودرجات عن باقي الأحياء، مقابل أن لا يتحول عقله إلى وجهة لا يرضاها الخالق .
لكنه، عندما يبقى العقل باتجاه واحد، فهذا يعني أن العقل هنا، أقل إنتاجاً وتوظيفاً للموارد التي توفرها الطبيعة، وبالتالي تصبح حركته الاستدلالية محصورة بزاوية حادة، لا يستطيع تجاوزها أو الانفراج عنها، وبذات الوقت، يبقى أسيراً لمشاهداته وملاحظاته الضيقة التي تتكرر على مدار الزمن، دون أن يضاف عليها أي جديد .
فالعقل في الإسلام، لم يخرج البتة عن تلك القاعدة، بل هو لا يستطيع الخروج عنها، ليس لأنه لا يملك البديل المناسب، إنما لأنه سيغرق في دوامة عاصفة أشد من دوامة الخيال التي يسبح فيها.
إن جملة الخيالات التي يغرق فيها العقل الإسلامي، يمكن حصرها بسبب واحد، هو كون العقل معطى ثابت، هذا السبب كما بينا أعلاه، يضعنا أمام متاهة، مقدماتها الأساسية تسلم بداهة بثوبتية العقل، ونتائجها مفارقة لمقدماتها، حيث أنه لا يمكن للعقل أن يكون ثابتاً ثباتاً دائماً إلا في لحظتين لا تدومان طويلاً.
• لحظة التنزيل ( تنزيل الوحي )
• لحظة الغرس ( غرس القيم والثقافات )
خارج هاتان اللحظتان، وبعد أن يجري التسليم بهما صراحة، على اختلاف الآراء والمعتقدات التي تؤكد أو تنفي حدوثهما، يظل العقل في حركة استدلالية مستمرة لا تعرف الثبات، مثله مثل القلب الذي لا يعرف الثبات إلا في حالة الموت، فكيف للعقل أن يبقى ثابتاً ثباتاً يتحرك باتجاه واحد؟.
قد يكون العقل ثابتاً بحق، وفقاً لمنظور القاعدة السالفة، لكن ثباته هنا محصور بالإنسان، أي بالعطاء والمنح للإنسان وحده دون سواه من الكائنات، أما القول بثبات حركته طبقاً لثبات ذلك المعطى، لئلا يغرق في دوامة الشك ، ولئلا يحلل الظواهر ويفسرها على هوى النفس بما يخالف قواعد الشرع والنص، فإن في ذلك إبحاراً في عوالم الخيال، من شأنه أن يُغرق العقل في توهمات النفس وخيالاتها.
فعندما يجري الاستشهاد بعديد النصوص، للدلالة على أولوية العقل في الإيمان، فإن استشهادها غالباً ما يجري في سياق النص، ليأتي تفسيرها وتأويلها ضمن ذلك السياق، وأداته العقل، بحيث أن كل تأويل خارج عن السياق، يعني خروجاً عن النص، فما دام النص معطى ثابت، فإن التعاطي معه، وفقاً لقواعد الشرع، يجب أن يكون بذات المنهجية.
بهذا يغدو العقل أمام مقدمتين كبريين نتائجهما ليست نهائية، فإما أن يكون ثابتاً بثبات النص، أو أن يكون متغيراً، متقلباً، بتغير ظواهر الأشياء وبواطنها.



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجريد العقل (الفطري) الإسلامي
- العقل وتحكيم القضايا الإلهية
- حدود التصورات العقلية في الإسلام
- العقل ( كجوهر ) إسلامي
- إسلام بلا عقل !
- عقل بلا إسلام !
- طل الملوحي و أكاذيب النظام السوري
- اليوم العالمي للشاعرة طل الملوحي المغيبة في المعتقلات الأسدي ...
- طل الملوحي .. الألم والأمل
- كلنا طل الملوحي
- ماهية العقل الإسلامي
- إسرائيل تحاسب نفسها
- بين عقلانية العرب وإسرائيل
- لسنا بحاجة إلى العلمانية !
- منع النقاب في سورية : ماذا عن الطائفية ؟
- جاهلية الإسلام أم جاهلية العرب ؟
- العلمانية ليست نقداً للدين
- لماذا يبدع العرب في إسرائيل ؟
- أحقاً اهتزت صورة إسرائيل ؟
- الطائفية في سوريا : رؤية من الداخل


المزيد.....




- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...
- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...
- بعد سنوات من الصمت.. “الجمل” يعيد الروح الرياضية للمؤسسة الع ...
- العراق يدعم اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول ب ...
- ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين
- وزير خارجية إيران يدعو الدول الإسلامية للتحرك ضد إسرائيل
- هل عارض ترامب خطة إسرائيلية لقتل المرشد الأعلى الايراني؟
- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على جميع ا ...
- إعلامي مصري شهير يتهم الإخوان المسلمين بالتعاون مع إسرائيل
- إيران تفتح المساجد والمدارس للاحتماء من ضربات إسرائيل


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - العقل الإسلامي كمعطى ثابت