أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - عقل بلا إسلام !














المزيد.....

عقل بلا إسلام !


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 3157 - 2010 / 10 / 17 - 14:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يشكل العقل المنفصل عن جوهر الدين أو المتصل به، قيمة كبرى للجنس البشري الذي يمتاز فيه على غيره من الأجناس الأخرى.
وتظهر قيمة العقل لدى الإنسان القديم (النياندرتال) أو لدى الإنسان المعاصر في توظيفه لعناصر الطبيعة والموجودات الكونية، لإثبات وجوده الحيوي المرتبط بمدى اكتشافاته واستخداماته لتلك العناصر الاستخدام الأمثل .
فالعلاقة بين العقل والدين بصفة عامة، وبين العقل والإسلام بصفة خاصة، علاقة جدلية ، حيث أنه يمكن للعقل الإنساني أن يكون مستقلاً استقلالاً مادياً عن الإسلام، ولا يمكن للإسلام أن يستقل عن العقل لأسباب عديدة أهمها:
1- استخدام العقل في مجال نشر الدعوة الإسلامية في العصر الراهن.
2- إقناع الفرد بحقيقة الدين وجوهره، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال العقل.
3- التأثير على شخصية الفرد والجماعة وتوجيهها الوجهة التي يتوخاها القائمون على أمور الدين .
وبالرغم من الأسباب الثلاثة الرئيسية الآنف ذكرها، تبدو صورة المسلمين اليوم، مستقلة عن العقل تمام الاستقلال، فما الذي يبرر التأخر والجمود الذي يصيب الدول والمجتمعات الإسلامية ويعيق حركتها العلمية وتطورها الثقافي ؟.
يأبى الإسلام كدين له تشريعاته المتشعبة، وكعقيدة سياسية لها دستورها، كما يرى البعض، يأبى الانفصال عن العقل أو مفارقته، فلا يمكن تصور الإسلام في حالة انفصال كلي عن العقل، قد يكون الانفصال الذي يراه البعض، ليس سوى انفصالاً جزئياً ، أو لنقل انفصالاً هلامياً، لأنه لو تحقق الانفصال الكلي عن العقل، لما رسخ الإسلام في قلوب وعقول معتنقيه، أي لأضحت عروشه خاوية من اليقين العقلي، الذي هو أساس الإيمان .
والبرهان القطعي على حقيقة ارتباط الإسلام بالعقل، تظهر في كثير من النصوص التي تؤكد على حتمية العلاقة والصلة الوطيدة بينهما، بل أنها تجعل من العقل البشري مناط التكليف [ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ]. [الإسراء: 70].
كذلك الأمر ، فإن العقل المجرد (المنفصل) يختلف أشد الاختلاف عن العقل في الإسلام من نواحٍ عديدة أبرزها:
1- العقل المجرد ، مركزه الدماغ أو ما يصطلح عليه بالمخ .
2- العقل في الإسلام مركزه القلب [ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ] [الحج:46]
3- العقل المجرد، عقل قديم سابق على ظهور الأديان والتشريعات، يبني تصوراته وأحكامه على السابق واللاحق من الأحداث والوقائع.
4- العقل في الإسلام، عقل جديد، ليست لديه تصورات معينة خارج سياق النص (الوحي).
5- العقل المجرد ، عقل فعّال بالفعل ومنفعل بالقوة .
6- العقل في الإسلام ، خارج إطار الفعل والقوة ، لأنه مرتبط أصلاً بعالمي الغيب والشهادة [ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ] [التوبة : 105]
7- العقل المجرد ، عقل مستقل في كل عمليات التفكير والإدراك ، جميع أحكامه استنتاجية .
8- العقل في الإسلام، شديد الارتباط بالنص الذي يحدد له طرائق التفكير والتدبر ضمن حدود قدراته وسقف مدركاته [تَفَكَّرُوا في الْخَلْقِ وَلا تَفَكَّرُوا في الْخَالِقِ ] [ حديث ]
فإذا ما كان الإسلام حريصاً على الارتباط بالعقل، فما الذي أدى إلى تعطل عقول المسلمين ؟ ولطالما كان النص (القرآن) معجزة عقلية، فلماذا عجزت عقول المسلمين ؟.
إن ارتباط الدين بالعقل، أياً كان هذا الدين، لا يعطل العقل عن وظيفته الأساسية في اكتشاف الموجودات وتبين أسرارها، بقدر ما يضعه ضمن قوالب محددة بأطر معينة ، بحيث يصبح كسرها من الكبائر والخروج عنها من المحرمات، لتغدو مع مرور الوقت قوالب جامدة تجمد دونها العقول وتتعطل عن أداء مهامها .
فالعقل جوهر بذاته، مستقل عن المادة والموجودات، لأنها تقوم عليه، وليس هو من يقوم عليها، ودليل استقلاله، ارتباط الدين فيه كوسيلة وليس كجوهر غايته الإنسان ، وهنا جذر المشكلة.




#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طل الملوحي و أكاذيب النظام السوري
- اليوم العالمي للشاعرة طل الملوحي المغيبة في المعتقلات الأسدي ...
- طل الملوحي .. الألم والأمل
- كلنا طل الملوحي
- ماهية العقل الإسلامي
- إسرائيل تحاسب نفسها
- بين عقلانية العرب وإسرائيل
- لسنا بحاجة إلى العلمانية !
- منع النقاب في سورية : ماذا عن الطائفية ؟
- جاهلية الإسلام أم جاهلية العرب ؟
- العلمانية ليست نقداً للدين
- لماذا يبدع العرب في إسرائيل ؟
- أحقاً اهتزت صورة إسرائيل ؟
- الطائفية في سوريا : رؤية من الداخل
- الإسلامافيا
- العلاقات الكوردية المصرية : آفاق المستقبل
- في تأمل طائفية النظام السوري ونقدها
- نقائض الطائفية في سوريا
- وقفة مع طائفية النظام السوري
- طائفية (الوطني) ووطنية (الطائفي) في سوريا


المزيد.....




- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - عقل بلا إسلام !