|
شالوم (15) שלום الأخير
ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 22:29
المحور:
الادب والفن
( منزل عزرا ) يدخل شالوم لاهثاً إلى صالة المنزل شالوم ( بأعلى صوته ) : أبي .. أمي . ( يلتفت شالوم حوله .. يذرع الصالة ذهاباً وإياباً ) شالوم : أبي .. أمي ، أين أنتما ( يجلس على الكرسي ، يحمل كتاباً من الطاولة ، يقلب صفحاته بعبث ) . شالوم ( نزقاً ) : يا إلهي .. يا إلهي ، أين ذهبا ( يضع الكتاب على الطاولة ) . شالوم ( يسكب الخمر في قدح صغير ) يا للتعاسة ( يرشف الخمر دفعة واحدة .. يتحرك باتجاه الكنبة ، يستلقي عليها ) أين ذهبا .. أين ؟ ( يفز واثباً ) أوووه ، لقد تذكرت ، إنهما يقومان بزيارة صديقهما في مثل هذا اليوم من كل أسبوع .. حسناً ( يتسمر في مكانه ، يسمع وقع خطوات قريبة ) . ( يدخل عزرا ) شالوم ( عابساً ) : أبي . عزرا ( باسماً ) : شالوم .. عمت مساء . ( تدخل سارة منهكة ) سارة : شالومي ( تحضن شالوم ) حمداً على سلامتك . شالوم ( ببرود ) : وسلامتك . عزرا ( يخلع سترته ) : لقد طال غيابك ، كيف حالك ؟. شالوم ( متأففاً ) : بخير .. بخير ( يجلس على الكرسي ) . سارة ( تجلس قبالة شالوم ) : شالوم ( تحدق بعيني شالوم ) ما بك ؟. شالوم ( بامتعاض شديد ) : لقد أعفيت من الخدمة . عزرا ( مستغرباً ) : لماذا ؟. سارة ( فرحة) : يا لسعادتي بهذا النبأ السار . عزرا : شالوم ، ما الذي حصل ؟. شالوم ( بعدم اكتراث ) : لا شيء .. لا شيء ، مجرد خلاف صغير مع أحد الضباط. عزرا : لطالما كان خلافاً صغيراً ، فهل يعقل إعفاءك من الخدمة بسببه ؟. شالوم ( كاظماً غيظه ) : ليس هذا مهماً . عزرا : ما المهم إذن ؟. شالوم : الحقيقة . سارة ( مستغربة ) : أي حقيقةٍ ؟. شالوم ( يحدق بعزرا وسارة ) : حقيقتي . عزرا ( مندهشاً ) : وما هي حقيقتك ؟. شالوم : الحقيقة التي يتردد صداها في أذني . عزرا ( يحدق بسارة ) : هل فهمتي شيئاً ؟. سارة ( تومئ برأسها آسفة ) : بلى . عزرا ( مضطرباً ) : عن إذنكما ( يهم بالخروج ) . شالوم ( يمسك بذراع عزرا ) : مهلاً .. مهلاً ، هل تخشى من الحقيقة ؟. عزرا ( مرتبكاً ) : كلا . شالوم ( يمسك بذراع سارة ) : هل تخشين من الحقيقة ؟. سارة ( بثبات ) : كلا . شالوم ( يذرع الصالة بثلاث خطوات سريعة .. يلتفت مشهراً سبابته نحو عزرا وسارة ) : إذن فلتخبراني بالحقيقة . ( يحدق عزرا وسارة ببعضهما البعض ) عزرا ( مطأطئاً رأسه ) : لا شيء لدي لأقوله . سارة ( بأسى ) : كنت أعلم في قرارة نفسي ، أنه سيأتي الوقت الذي ستعلم فيه الحقيقة . شالوم ( حانقاً ) : لماذا لم تخبراني بها حتى الآن ؟. عزرا : لأننا خشينا عليك مثلما خشينا على أنفسنا . سارة : أرجو أن تسامحنا . شالوم ( بحدة ) وممن تخشون ؟. عزرا ( يذرع باتجاه شالوم .. يحدق بعينيه ) : لا تستطيع محاسبتي على اللحظة التي حملتك فيها، وأنت في المهد تصرخ من شدة الجوع والعطش . شالوم ( يائساً ) : وأمي .. أين كانت أمي ؟. عزرا ( أسفاً بحزن ) : لقد التهمتهما آلة الحرب التي لم تفرق بين كبير أو صغير . شالوم ( حانقاً ) : هكذا إذن ، لماذا لم تفكرا بإعادتي إلى المكان الذي وجدتماني فيه ؟. سارة : ليتنا استطعنا . عزرا : لم يعد لذلك المكان أي أثر ، أنت الأثر الوحيد المتبقي منه . سارة : إنه القدر . شالوم : أي قدرٍ هذا الذي حرمني من حنان الأم ؟. عزرا ( يحدق بشالوم ) : لقد حرمناك من الحقيقة لنعوضك حنان الأم الذي افتقدته بسبب الحرب اللعينة ، وأسميناك شالوم أملاً بالسلام الذي يعيد الدفء إلى قلوبنا ( يصمت برهة ) فلو علمت بالحقيقة باكراً ، لأصبحت محروماً من الحنان طوال حياتك . سارة (تطفر الدموع من عيناها ) : هذا ليس تبريراً ، إنها الحقيقة .. إنها الحقيقة بعينها. شالوم ( يحضن سارة ) : أمي . سارة ( بفرح غامر ) : شالوم . عزرا ( يحضن شالوم وسارة ) : ولدي . * * * ســــــتـــــار
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شالوم (14) שלום ق. الأخير
-
شالوم (13) שלום
-
شالوم (12) שלום
-
عوائق التغيير في سوريا
-
شالوم (11) שלום
-
متى يحدث التغيير في سوريا ؟
-
شالوم (10) שלום
-
شالوم (9) שלום
-
شالوم (8) שלום
-
شالوم (7) שלום
-
شالوم (6) שלום
-
شالوم (5) שלום
-
شالوم (4) שלום
-
شالوم (3) שלום
-
شالوم (2) שלום
-
طل الملوحي .. فجر الثورة والحرية
-
شالوم (1) שלום
-
العقل المادي واللا مادي في الإسلام
-
تمرد العقل عن سياق الوحي
-
العقلانية واليقينية في النص القرآني
المزيد.....
-
إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|