أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - شالوم (4) שלום














المزيد.....

شالوم (4) שלום


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 3234 - 2011 / 1 / 2 - 21:01
المحور: الادب والفن
    


( ثكنة عسكرية )
يدخل عزرا بزيه العسكري إلى ثكنة عسكرية تابعة لإحدى ألوية الجبهة الشمالية في مكان متسع الأرجاء يحيط به جنود مسلحون ، يقف أحدهم على برج للمراقبة ، وآخر خلف أكياس الرمل ، على الجانب الأيسر يوجد مدفع متوسط الحجم ورشاش آلي ، أما على الجانب الأيمن ، يقع مستوصف صغير لعلاج الجنود والجرحى ، وفي المنتصف تنتصب طاولة مستديرة يحيط بها أربعة مقاعد خشبية ، يرتفع فوقها علم إسرائيل ، وهاتف سلكي وآخر لاسلكي
عزرا ( محيياً قائد الثكنة ) : عمت مساء سيدي القائد .
إلياهو ( جالساً أمام الطاولة ) : هذا أنت ( بعدم اكتراث) لما تأخرت ؟.
عزرا : قبل أن أجيبك ، هل يسمح سيدي بالجلوس ؟.
إلياهو ( بنزق ) : تفضل .. تفضل ( يهم بالخروج ) .
عزرا ( يجلس ) : سيدي .. لو سمحت لي من فضلك .
إلياهو ( واقفاً ) : ما الأمر ؟.
عزرا ( يقف ) : لو سمحت لي من وقتك قليلاً بخصوص موضوع الـ ..
إلياهو ( مقاطعاً) : آسف ، ليس لدي وقت أهدره على موضوعات تافهة لا تستحق النقاش .
عزرا ( بحدة ) : لكنك بهذه الطريقة تتهرب من النقاش بحجة أن الموضوع المطروح لا يروق لك سماعه .
إلياهو ( مغتاظاً ) : عزرا .. لقد خبرتك جيداً ، أعلم ما يدور في أعماق رأسك ، وأعلم أيضاً بالموضوع الذي تريد طرحه .. موضوع الطفل اللقيط ( بأعلى صوته ) قلت لك لا أريد سماعه ثانية .
عزرا ( مهدئاً من روعه ) : كلا .. ليس طفلاً لقيطاً ، إنه طفل وديع ، كأطفالنا الذين تنجبهم نساؤنا .
إلياهو ( بدهاء ) : ربما كان وديعاً بالنسبة لك ، طالما أن زوجتك عاقر لا تنجب ، ثم أني لا أسمح لك مقارنة أطفالنا بهكذا طفل لقيط .
عزرا ( حانقاً بشدة ) : لا أقبل أن أسمع مثل هذا الكلام النابي ، سيادتك لا تقيم وزناً أو احتراماً لمشاعر الآخرين ، لقد احترمتك لرتبتك العسكرية ، ولازلت عند احترامي لك .
إلياهو ( هازئاً ) : احترامي فرض عليك ، لا مهرب منه ، سواء كنت تحت إمرتي أو تحت إمرة غيري .
عزرا ( بأعلى صوته ) : كلا .. لست احترمك لشخصك .
إلياهو ( يشعل سيجاره ) : من الواضح أنني كنت مخطئاً عندما قررت الإصغاء لهذيانك ، الحديث معك لا يجدي نفعاً .. ( بأعلى صوته ) أيها الجنود ..
عزرا ( مقاطعاً بحدة ) تباً لي عندما وثقت بقيادتك ، إني على يقين راسخ، أن رفضك لتبني ذاك الطفل من جانبي ، لأنه من أصول عربية ، ولو لم أكن موجوداً معك في ساحة الحرب ، لنلت منه .
إلياهو ( ينفث دخان سيجاره في وجه عزرا ) : صه .. صه ( بنزق ) هيا أغرب عن وجهي ، اعتباراً من صباح الغد ، ستجد نفسك مسرّحاً من جيش الدفاع ، وسيصلك قرار التسريح من أعلى هيئة قيادية في الجيش .
عزرا : أن يبقى أمثالك في الجيش ، فذلك لا يشرفني ، وأعلم أن جيش الدفاع أكبر من أن يتمثل بأناس أمثالك .
إلياهو ( يقذف سيجاره على الأرض بغضبٍ شديد ) : حقاً إنك عربي عنيد لا تفهم العبرية إلا بـ .. ( متردداً ) .
عزرا ( مقاطعاً ) : وإلا بماذا .. هيا تكلم ( صمت قصير ) إنني أفهم العبرية أكثر مما تفهمها أنت ، أتحدثها بلسان الآباء والأجداد مذ كنت صغيراً ، ولم أتعلمها في مدارس تعليم خاصة كما يفعل البعض أمثالك .
إلياهو ( مغتاظاً ) : يا لشؤمك ولؤمك .. ( بأعلى صوته ) هيا اغرب عن وجهي .
عزرا : قبل أن أغادر هذه الثكنة بلا عودة ( يسحب مسدسه من خاصرته اليمنى ) شرفي العسكري يقضي أن أبرئ ذمتي ( يضع المسدس على الطاولة ، يرمق إلياهو بنظرة حادة ، ومن ثم يخرج مغادراً المسرح ) .
إلياهو ( حاملاً المسدس بيده اليسرى ) : يا له من رجل عنيد عديم النظر ( يرمي المسدس على الأرض بغضب شديد ) سينال جزاءه العادل (يخرج مغادراً المسرح).

* * *
إظلام



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شالوم (3) שלום
- شالوم (2) שלום
- طل الملوحي .. فجر الثورة والحرية
- شالوم (1) שלום
- العقل المادي واللا مادي في الإسلام
- تمرد العقل عن سياق الوحي
- العقلانية واليقينية في النص القرآني
- العقل الإسلامي كمعطى ثابت
- تجريد العقل (الفطري) الإسلامي
- العقل وتحكيم القضايا الإلهية
- حدود التصورات العقلية في الإسلام
- العقل ( كجوهر ) إسلامي
- إسلام بلا عقل !
- عقل بلا إسلام !
- طل الملوحي و أكاذيب النظام السوري
- اليوم العالمي للشاعرة طل الملوحي المغيبة في المعتقلات الأسدي ...
- طل الملوحي .. الألم والأمل
- كلنا طل الملوحي
- ماهية العقل الإسلامي
- إسرائيل تحاسب نفسها


المزيد.....




- إقبال على الكتاب الفلسطيني في المعرض الدولي للكتاب بالرباط
- قضية اتهام جديدة لحسين الجسمي في مصر
- ساندرا بولوك ونيكول كيدمان مجددًا في فيلم -Practical Magic 2 ...
- -الذراري الحمر- للطفي عاشور: فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية هزت وج ...
- الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع ...
- رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو ...
- السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أكثر 70 فنانا يوقعون على عريضة تدعو لإقصاء إسرائيل من مسابقة ...
- -الديمومة-.. كيف تصمد القضية الفلسطينية أمام النكبات؟


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - شالوم (4) שלום